بعد عام من الانتظار.. عراقي ممنوع من السفر بأمر "ترامب"
كتبت-رنا الجميعي:
لم يعتقد العراقي، فؤاد شريف، أن أعوام من العمل لأجل تأشيرة خروج، ستذهب سدى، بعد ساعتين من السفر من مدينة إربيل إلى القاهرة، وصل إلى المطار دون أن يُعطي حُسبانًا للأخبار التي تداولت قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحظر دخول مواطني 7 دول من الشرق الأوسط "ما فكرت إنها راح تتنفذ فوري"، هكذا قال شريف لمصراوي.
وصل أمس شريف بصحبة أسرته إلى مطار القاهرة، دخل إلى منطقة الجوازات مُظهرًا التأشيرة الخاصة به ولزوجته وأبنائه الثلاثة "ما طوّل الموظف وأعطاني تذاكر الصعود"، لكن مع اتجاه شريف إلى منطقة الصعود، وجد رفض من أحد موظفي المطار "وقالي أنتم ممنوعين من السفر". عام كامل انتظر خلاله الكردي العراقي للحصول على تأشيرة "وبعد كل التدقيق الأمني اتمنعت"، شعر حينها شريف وعائلته بالصدمة هائلة "احنا في ورطة".
حاول شريف حينها التأكد من قرار المنع، قيل له أن رسالة وصلت من السفارة الأمريكية ببغداد احتوت على هذا القرار، بدون ذكر أية أسباب، "قلتلهم اتأكدوا تاني ووصل ايميل آخر من السفارة إننا ممنوعين بشكل قطعي".
لم يجد شريف بُدًا سوى العودة مُجددًا إلى اربيل، طيلة 25 ساعة ظلّ خلالها العراقي وأسرته بمنطقة الترانزيت، نائمين على مقاعد المطار، دون أن يُحدثه أي من مسئولي المطار مرة أخرى، بانتظار الرحلة القادمة باتجاه مدينته العراقية، لم يكن هناك فرصة لشريف أن يترك أرض المطار إلى القاهرة "ما كان معي فيزا أطلع بيها".
حلُم شريف بمغادرة العراق إلى الولايات المتحدة، منذ أن سمع عن البرنامج الخاص بالحكومة الأمريكية منذ سنتين، لإعادة توطين العراقيين الذين عملوا مع الحكومة أو مع منظمات تابعة لها، "وهو الشرط اللي بينطبق عليّ"، حيث عمل شريف مع إحدى هذه المؤسسات التي تعمل على ارساء الديمقراطية وامداد الحكومات بالمحافظات العراقية بالمساعدات، حسب قوله.
يعبر البرنامج الخاص بالحكومة الأمريكية، كما يقول شريف، عن التزام أخلاقي تراه الإدارة تجاه العاملين معها من العراقيين، حيث يتعرض تلك الفئة من أهل العراق للخطر من الجماعات الإرهابية، على حد قول شريف، "اغتيل زملاء من منظمتي على يد جماعات ارهابية".
عمل شريف كمترجم للوثائق المتعلقة بهذه المؤسسة، ويُضيف أن جزء من وظيفته كمترجم شفوي للدورات التدريبية، وتدرج حتى وصل إلى مدير أحد البرامج الخاصة.
فور أن سمع شريف بهذا البرنامج حتى قدّم فيه، غير أن كل أمنيات شريف تكسّرت على خلفية القرار المُفاجئ من الرئيس الأمريكي "كان عنّا أحلام كبيرة"، رغب العراقي بالحصول على الدكتوراه من أمريكا، كما تمنى أطفاله الانضمام إلى نظام التعليم هناك، حيث يُثير اعجاب شريف النظافة الأمريكية ومجال العمل بها "كمان زوجتي كانت تتمنى تشتغل بمدرسة أمريكية".
بعد أن باع شريف ممتلكاته، كما يقول، رجع إلى أربيل لشقة شقيق زوجته، يستريح من ارهاق السفر، وبعدها سيتصل بالسفارة الأمريكية، ليستفسر عن فاعلية التأشيرة بعد قرار ترامب، وسيحاول أن يسافر مجددًا" هذا حق مكتسب"، يستغرب شريف كثيرًا من هذا القرار، ويستعجب من هذا الحظر بالنسبة لمن بحالته "كأنه ترامب ما بيثق بالموظفين تبعه".
فيديو قد يعجبك: