في منتدى شرم الشيخ.. "مؤمن" يحمل صوت شباب غزة إلى أصحاب القرار
كتب - إشراق أحمد:
عامان ونصف لم ير فيهما مؤمن أبو جامع وجه أسرته. من مدينة غزة قدم إلى مصر لاستكمال دراسته، بعد انتظار دام قرابة سبعة شهور على قوائم العابرين، قرر بعدها أن ينتهز كل فرصة تعوضه عن أيام عجاف، حلم فيها بتحقيق الذات دون أن يغيب عنه اسم فلسطين، لذلك تحمس لخبر تمثيله ضمن الوفد الفلسطيني المشارك في منتدى الشباب العالمي للسلام "ده أكبر حدث أشارك فيه في مصر".
تم اختيار "أبو جامع" ضمن 4 شباب: شابين من غزة بينهم أبو جامع، وفتاتين، فضلا عن 10 دبلوماسيين من وزارة الخارجية الفلسطينية للمشاركة في منتدى الشباب العالمي للسلام، الذي تنطلق فعالياته اليوم، ويستمر حتى العاشر من نوفمبر الجاري.
ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي في ختام المؤتمر الوطني الرابع للشباب في الإسماعيلية، في إبريل 2017، إلى عقد منتدى يجمع الشباب من مختلف دول العالم، على أن يُقام في مدينة شرم الشيخ، لينقل "رسالة سلام وتنمية ومحبة من أرض مصر"- حسبما ذكر الموقع الرسمي للمنتدى.
يقول الشاب ذو الستة والعشرين ربيعًا إنه تم اختيار المشاركين بعد التقديم عبر موقع المنتدى، بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية في القاهرة، إذ لدى الشباب الممثل للوفد خبرة مسبقة بالفعاليات: "تقريبًا كل شهر أطلع مؤتمر دولي وأشارك مع منظمات دولية لتمثيل فلسطين"، آخرها في الأردن شهر سبتمبر المنصرف، شارك في مؤتمر حول حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
تخرج "أبو جامع" في جامعة القدس المفتوحة، درس إدارة الأعمال، ويستكمل دراسته للماجستير في إدارة الموارد البشرية، بالإضافة إلى اهتمامه بالمجال الدبلوماسي والسياسي- كما يقول.
منذ أعلن الشاب ابن مدينة خان يونس، قبل أيام، عن مشاركته في المنتدى، لم تتوقف رسائل أصدقائه ومعارفه داخل القطاع المحاصر، والتي تُكرر على مسامعه عبارة "لا تنسى شباب غزة".
مضامين عدة يحملها الشباب الفلسطيني لمناقشتها في المنتدى. اختار خريج جامعة القدس المفتوحة "الهجرة غير المنتظمة"، فوفقًا لآخر إحصائية لمركز الإحصاء الفلسطيني فإن ثلث الشباب في غزة يفكرون في الهجرة، لذلك قرر "أبو جامع" أن يطرح رؤية كيف صارت الهجرة "أمراً دخيلاً" بسبب الاحتلال والحصار خلاف فطرة الفلسطيني المتمسك بأرضه "فالهجرة ليست بحثا عن العمل لكن عن الحياة".
"دور الشباب في السلام في دول الصراع" الموضوع الثاني الذي يناقشه "أبو جامع" في المنتدى، تتخلله الرسالة العامة التي يحملها، بالتنويه إلى أن الشباب "الغزي" يتعرض لكثير من المعاناة والضغوط تؤثر على وضعه ومستقبله، ورغم ذلك لديه الأمل "أن ينظر أصحاب القرار بعين الرحمة، ليتراجع الحصار وتعود الحقوق لوضعها الطبيعي ويكون له الفرصة للمشاركة السياسية أو يكون أمامه فرص عمل متاحة".
كحال كثير من أهل غزة، عاش "أبو جامع" الحروب الثلاث الأخيرة التي تعرض لها القطاع -2008، 2012، 2014- يجد نفسه الأقل ضررًا، رغم الأثر القاسي على النفس، فلم يفقد سوى غرفته في الحرب الأخيرة -استمرت 50 يومًا- فضلا عن مكوثه لقرابة أسبوعين داخل إحدى المدارس دون أن يرى أسرته "كنت في خان يونس وأهلي في منطقة خزاعة أقصى شرق المدينة"، ولهذا يجد أن فرصة الخروج من غزة كبيرة "مش أي شاب في غزة يقدر يحصل على هذه الفرصة خاصة في الفترة الأخيرة"، مما حمله مسؤولية اغتنام الوقت، وبذل مزيد من الطاقة تعويضًا لما فقده.
"كتير شباب وأنا منهم كان قبل 26 سنة يكون حصل على عمل ده أقل شيء" يسلط "أبو جامع" الضوء في حديثه لـ"مصراوي" على وضع شباب القطاع المحاصر من انتشار البطالة، مشيرًا إلى أن آخر مرة رأي فيها أسرته، كانت حين عودته عام 2014، أثناء عطلة من الدراسة لمدة أسبوع، حينها لم يتمكن من الرجوع إلى مصر مرة أخرى "قعدت 7 أشهر بعدها حتى أحاول أطلع من غزة لغلق المعابر وراحت عليا الدراسة ورجعت أدرس من أول وجديد" وحتى الآن لا يستطيع السفر إلى موطنه حتى لا يواجه مصير الحصار ثانيةً "يعني لو كانت جات لي فرصة وقتها للحضور في منتدى السلام بالطبع مكنتش عرفت أشارك".
يتمنى "أبو جامع" أن يستطيع وزملاؤه إيصال صوت شباب فلسطين وغزة على وجه الخصوص، ويواصل طريقه في التواصل مع الثقافات المختلفة.
فيديو قد يعجبك: