من القدس وغزة.. كيف تابع فلسطينيون قرار "ترامب"
كتب- محمد مهدي:
حُبست أنفاس الفلسطينيون قبل دقائق من خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء اليوم الأربعاء، التوتر أكل أرواحهم، قلق من قرار طائش قد يُضيف إلى أحزانهم كآبة جديدة، وفوق الظلمات التي يتحملونها عدوان آخر. قبل أن يظهر على شاشات التلفزيون مُعلنًا الخَبر الصادم باعترافه بأن القدس عاصمة لإسرائيل.
داخل منزله بالقدس، جلس أبوخالد عباسي، برفقة أسرته، يشاهدون كلمة "ترامب" القرار كان متوقعًا بنسبة كبيرة لكنه حاول تكذيب عقله حتى اللحظة الأخيرة.
حينما ظهر "ترامب" على شاشة التلفزيون، ارتجف قلب "عباسي" ازداد الأمر سوءا حينما أطلق الرئيس الأمريكي قراره، شعر بالحسرة والعجز "أنا وكل أهل بيتي بكينا بكاء فقدان عزيز".
واعترف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وطالب وزارة الخارجية بالاستعداد لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هذه المدينة.
واستهل الرئيس الأمريكي كلمته بالإشارة إلى أنه عندما تسلم مهامه تعهد بالنظر إلى المشاكل التي يواجهها العالم بعقل مفتوح، قائلا:" لا يمكننا حل مشاكلنا عن طريق ارتكاب نفس الأخطاء والاستراتيجيات التي قمنا بها في الماضي".
بدون اتفاق مُسبق أغلق "عباسي" وهو مُرابط سابق بالمسجد الأقصى، الإضاءة في منزله "كان رد فعلنا هو تعتيم البيوت" فوجيء الرجل الأربعيني بأن عدد كبير من المنازل يفعلون الأمر نفسه "القدس صغيرة جدًا، وأهالينا عندهم سرعة نقل الأخبار" الكُل التزم بالأمر كرد فعل على القرار الغاشم.
بعد انتهاء كلمة "ترامب" خرج العشرات من الفلسطينيون بالقدس إلى الشوارع "خرجنا رغم المطر الشديد" تعلو الهتافات المناهضة للقرار، تهتف باسم الوطن والأرض.
في الساعات القادم قد تشتعل الأوضاع في شوارع القدس "ليس لنا قدس ثانية، ولن يضيع حق وراءه مُطالب".
والقدس الشرقية هي مدينة محتلة بحسب القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
محمد وليد، من غزة، خشى من عدم قدرته على مشاهدة الخطاب الأمريكي، نظرًا لانقطاع الكهرباء المعتاد يوميًا، غير أنه وجد حلًا "شاهدته بمفردي عبر بث مباشر من صفحة إخبارية على الفيسبوك" وتلقى إعلان "ترامب" بكثير من الغضب والأسى.
لا يلوم "وليد" الإدارة الأمريكية فقط، إذ يرى أن السلطة الفلسطينية جزء من الأزمة "اللي أدخلتنا في نفق ومسار التسوية وحل الدولتين واليوم بينهار كل شيء".
الصدمة هو ما يشعر به الشاب العشريني "القرار صفعة جديدة على وجه من سلكوا مسار التسوية السلمية" يتحدث بمرارة بينما ينصت لأصوات عدد من أهالي غزة الذين انطلقوا في عدد من المناطق من بينها "خان يونس" لإعلان رفضهم لما يقوله "ترامب".
من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الولايات المتحدة فضلت أن تتجاهل وتناقض الإجماع الدولي الذي عبرت عنه مختلف دول وزعماء العالم وقياداته الروحية والمنظمات الإقليمية خلال الأيام الماضي حول القدس.
وتابع في خطاب متلفز اليوم الأربعاء، أن هذه الإجراءات المستنكرة تشكل تقويضا "متعمدا لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام وإعلان بانسحاب أمريكا من ممارسة أدوها خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام، وتمثل مكافأة لإسرائيل على تنكرها للشرعية الدولية وتشجيعا لها سياسة التطهير العرقي والمستوطنات".
من غزة أيضًا لم يتمكن الكاتب الفلسطيني محمود جودة من متابعة الخطاب عبر التلفزيون "قرأت ما جاء به، ما في كهرباء من الصبح".
ألم دبّ في قلبه مع التأكد من قرار أمريكا "تابعت بصمت وحسرة" فيما انطلقت المسيرات بعدد من الشوارع رغم الأمطار "بينادوا، يا وحدنا، وهو الشعار الذي قاله درويش في حرب لبنان".
رغم الغضب يرى "جودة" أن خطاب "عباس" بها خيارات مفتوحة لأنها نوه إلى اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير خلال أيام "وهذا معناه إننا ممكن نرجع إلى ما قبل اتفاقية أوسلو" لكنه كان يتوقع خطاب أكثر شراسة "دون مستوى الغضب الشعبي".
ويعتقد الكاتب الفلسطيني أن الرد الشعبي على "ترامب" سيظهر في صباح غد من خلال التظاهرات "الأمور ستكون أكثر تعبيرًا" مؤكدًا أن أهل فلسطين سيثبتون أن الحقوق لن تباع ولا تسقط بالتقادم.
"القدس كانت عربية وستبقى كذلك قبل ترامب وبعد ترامب" هكذا أعلن، الدكتور أحمد الطيبي، العضو العربي في البرلمان الإسرائيلي، غضبه من القرار موضحًا أن القرار صادر عن رئيس مغامر يخاطر بالقدس.
واعتبر "الطيبي" الذي يعيش في القدس أن نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب قرار متهور "وسيؤدي إلى توتر الأوضاع" مُشيرًا إلى أن كل طفل في القدس يعلم أنها عربية فلسطينية.
فيديو قد يعجبك: