إعلان

"سباك وتاجر وبائع".. مهن تركها أقباط العريش مُجبرين

06:32 م الإثنين 27 فبراير 2017

أقباط العريش

كتبت- شروق غنيم ودعاء الفولي:
تصوير-روجيه أنيس:

أكثر من 40 أسرة مسيحية تركت سكنها و"لقمة عيشها" بمدينة العريش، وتتواجد حاليًا ببيت الشباب في الإسماعيلية، إثر تصاعد العنف ضدهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية. أعمال مختلفة بدأوها منذ الصغر، حتى احترفوها واشتهروا بها في أحيائهم، لكنهم مضطرين لتركها بحثا عن بديل، لا سيما بعد إعلان وزارة القوى العاملة، اليوم، عن تسليم 80 وظيفة للأقباط النازحين.

ضاق العيش بالنسبة لعماد قدري في الفترة الأخيرة، فبسبب الظروف الأمنية لم يتمكن من مزاولة مهنة السباكة بشكل آمن نظرًا للتضييقات والجرائم الإرهابية "بس كنت عايش في أمان على الأقل". في نفس الحي امتهن شخص آخر المهنة نفسها، لكنهما غادرا المدينة، والآن لا يجد قدري غضاضة في امتهان شئ آخر بعد رحيله "المهم أأكل عيالي".

وقال جمال سيد محمود، مدير مديرية القوى العاملة بمحافظة الإسماعيلية، في تصريحات نشرها مصراوي صباح اليوم، إن مجالات العمل التي سيتم توزيعها على مواطني العريش تتضمن؛ مصانع حلويات ومواد غذائية وملابس جاهزة، بالإضافة إلى أن بعض الشركات طلبت مندوبي مبيعات.

لأربعين عاما عمل ماهر، بائعًا للخضروات في حي الصفا بالعريش. لم يعرف مهنة غيرها، يتجول بعربة تحمل الخضر "يوم كنا ننزل ويوم لأ وكانت بتمشي، بس في الأسابيع الأخيرة قعدنا في البيت"، بينما اعتاد أن يفترش بضاعته كل أربعاء وخميس في السوق.

بعد خروجه من العريش لا يضع الرجل الخمسيني في اعتباره مهنة بعينها "مبعرفش غير بيع الخضار، بس أهه أي مهنة"، ويقول أبو الخير إن مهنة بائع الخضروات لم يمتهنها من المسيحيين في حي الصفا سوى 4، أحدهم قُتل، فيما غادر الثلاثة الباقين المدينة.

أما محب قدري، فلم يتمكن الفترة الأخيرة من استكمال عمله كتاجر خردة، إذ أن التضييقات الأمنية حالت دون استجلاب أدوات المهنة، وخلال الأربع أعوام الماضية، سُرقت منه سيارتان، ورغم تقديم بلاغات لم يجد رد، فاتجه إلى الاستئجار، فيما ترك كل شئ خلفه أملًا في النجاة. أما كارلوس -اسم مستعار- فقد أغلق "فرن" يمتلكه، بعد قرار المغادرة، حسبما يقول.

مهن بسيطة عاشت عليها بعض الأسر المسيحية، ورغم صعوبة العيش إلا أنهم لم يتنازلوا عنها إلا حينما هددت أرواحهم، والآن ما يتمنوه هو مزاولة مهنة تضمن الحياة الكريمة لأبنائهن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان