باحثون مصريون: أشعة الشمس تربط بين معابد الكرنك وهابو في يوم زيارة آمون لـقبور الأسلاف
الأقصر- ( د ب أ):
كشف باحثون مصريون عن أن أشعة الشمس تربط بين معابد الكرنك وهابو بالأقصر في يوم زيارة آمون لـقبور " الأسلاف الأقدمين " ثم تضيء نقوش الأعمدة داخل الصالة الثانية ، بشكل اعتبروه "معجزة فلكية وهندسية فريدة".
وقال أعضاء الفريق البحثي المصري، الذى يترأسه الدكتور أحمد عوض، المتخصص في رصد الظواهر الهندسية والفلكية بالمعابد المصرية القديمة، ويضم الباحثين المصريين، الطيب عبدالله، وأيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، إن الدراسات الهندسية والمعمارية والفلكية، بجانب الرصد الميداني، أثبتت أن أشعة الشمس تربط بين معابد الكرنك مركز الكون بحسب المعتقدات الفرعونية ، في شرق الأقصر، ومعابد مدينة هابو ، في غرب المدينة، ثم تسقط على أعمدة الصالة الثانية، بمعابد هابو، لتضيء لوحات تمثل الملك رمسيس الثالث، وهو يقدم القرابين للآلهة، وهو المشهد المنقوش على ثمانية أعمدة، حيث تضيء عموداً تلو الآخر، من الجنوب إلى الشمال.
وأضاف الفريق أن ذلك يتم يومي الاعتدالين الربيعي والخريفي، الموافقين 21 من شهر سبتمبر، و21 مارس في كل عام، وبالتزامن مع ما يسمى، بمواكب الاحتفالات العشرية، التي كان يقوم خلالها الإله آمون، بالتحرك من مقره بمعابد الكرنك ، لزيارة " الأسلاف القدامى " الذين دفنوا في معابد هابو.
وقال الدكتور أحمد عوض، رئيس فريق الباحثين المصريين، لوكالة الأنباء الالمانية اليوم الأربعاء، إن أشعة الشمس تَصِلُ ما بين المعبدين بزاوية مقدارها 90 درجة.
وأشار إلى أن الظاهرة الجديدة، تحمل دلالة دينية مهمة لدى المصري القديم، حيث تؤكد الدراسات التي توثق رحلة الشمس في العالم الآخر، أن رحلة الشمس للعالم الآخر ، تتم على مدار الـ 12 ساعة، وهو ما يتوافق فلكيا مع رحلة الشمس، في يومي الاعتدالين الربيعي والخريفي، حيث يتساوى عدد ساعات الليل، مع عدد ساعات النهار.
وقال الباحث المصري الطيب عبدالله لـ (د. ب. أ) إن الظاهرة الجديدة تحدث في مناسبة دينية خاصة، لدى المصري القديم، حيث تتوافق وأحد الأعياد العشرية، التي كانت تقام كل 10 أيام، والتي يتم فيها الابحار من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية لزيارة الموتى والاحتفاء بهم، حيث تمثل معابد هابو المقر الرئيسي لدفن الأسلاف الأولين التي صاحبت الإله آمون رع، في عملية خلق الكون، كما كان يعتقد الفراعنة.
وأضاف أن الظاهرة تؤكد على وجود بُعدٍ ديني وراء مختلف الظواهر الفلكية والهندسية بالمعابد المصرية، حيث يمثل شعاع شروق الشمس الواصل ما بين معابد الكرنك ومعابد هابو تجسيدا رمزيا، لزيارة المعبود الشمسي آمون رع لمقر الموتى الأوائل طبقا للشعائر الدينية التي كانت تقام في الأعياد العشرية.
وأكد " الطيب " أنه تم ايضا، توثيق سقوط أشعة الشمس على مناظر الملك رمسيس الثالث وهو يقدم القرابين إلى المعبودات المختلفة، وهى المناظر التي تم نقشها بكل دقة على الأعمدة المقامة على شكل عيدان بنات البردى، الموجودة بالرواق الداخلي لصالة الأعمدة الثانية بمعابد هابو، في تأكيد على أن المصري القديم قد شيد أعمدة هذا الرواق وصور عليها مناظر الملك بنظام معماري دقيق طبقا لحسابات فلكية تم من خلالها التحكم في مناطق الضوء والظل حتى يتم إضاءة مناظر الملك على كل عمود من الجنوب إلى الشمال، في تتابع زمنى دقيق.
وقال أيمن ابوزيد ، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية لـ (د. ب .أ)، إن الظاهرة الجديدة، تُبرِزُ مدى براعة المصري القديم في علوم الهندسة والعمارة والفلك، حيث تبعد معابد الكرنك عن معابد هابو، بمسافة 5ر5 كيلو متر ، وهو ما يَصٌعُبُ معه تحديد موقع معابد هابو لتتحقق هذه الظاهرة في ظل الإمكانيات البسيطة التي كان بيد قدماء المصريين قبيل آلاف السنين.
وأضاف أبوزيد أن الفريق البحثي المصري، الذى يقوم بتوثيق الظواهر الفلكية داخل أربعة معابد مصرية قديمة، يهدف من خلال أبحاثه، إلى وضع إضافة جديدة على معطيات السياحة الثقافية بمصر، وإضافة رافد جديد لها، يتمثل في سياحة الفلك ، وهو نمط سياحي ظهر حديثا، وبات يستقطب مئات الآلاف من السياح في بلدان العالم.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: