للمرة الثانية.. رحلة "باسمة" من أسيوط لحضور قداس بابا الفاتيكان
كتبت- شروق غنيم:
حين عرفت باسمة يوسف منذ شهر بزيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر، دقّ قلبها، تمنت بداخلها أن تتمكن من التواجد في القُدّاس وتأدية الصلاة بصُحبته، فيما استعادت ذكريات حضورها أول زيارة بابا للفاتيكان في مصر، البابا يوحنا بولس الثاني، عام 2000.
عقب عيد القيامة الفائت، أعلنت كنيسة سانت تريز بأسيوط، عن فتح باب التقديم لحضور قُداس البابا فرانسيس، والمرتقب غدًا السبت؛ انتاب يوسف التردد والقلق رغم حماستها في بادئ الأمر تجاه الزيارة، وتُرجِع ذلك لأحداث أحد الشعانين الدامية بكنيستي طنطا والإسكندرية، لكنها حسمت الأمر في النهاية "مينفعش البابا يبقى هنا ومروحش آخد بركته".
قبل 17 عامًا؛ كانت الزيارة الأولى لبابا للفاتيكان في مصر، حدثًا جللًا في وسط معارف يوسف "كنا نشوف البابا يروح لبنان والأردن، فكنا نغير من ده ليه ميجيش مصر؟". وقتها نظمت كنيسة أسيوط الرحلة لإستاد القاهرة، حيث شهد تواجد البابا يوحنا بولس الثاني به. ملأ الحماس عائلة يوسف وأصدقائها، فقرروا الذهاب جميعًا للإستاد.
لكن زيارة البابا فرانسيس هذه المرة اختلفت عن سابقتها في بعض التفاصيل. تحكي يوسف أن زيارة البابا يوحنا اتسمّت بحُرية أكبر "لو كنت روحت لوحدي أو أي حد معاه دعوة هيدخل"، فيما أطّلت التشديدات الأمنية على رحلتهم في الزيارة الحالية، فيما لم يكن التوقيت الحالي مناسبًا لبعضهم نظرًا لظروف دراسية، أما والدتها فقد حال كبر سنها عن السفر هذه المرة.
كانت تبلغ يوسف 24 عامًا، في أول زيارة لبابا الفاتيكان بمصر "حماس الشباب كان واخدني أكتر، والفرحة سرقاني"، في حين تتوق السيدة الأربعينية للزيارة الحالية من أجل الصلاة "وعشان اسمع رسالته لينا، حتى لو قاعدة بعيد عنه، عشان مينفعش يكون عندنا واسمعه على التلفزيون".
تتحرك حافلة أسيوط في العاشرة من مساء اليوم، في حين تصل في تمام الخامسة صباحًا من الغد إلى ستاد الدفاع الجوي حيث إقامة قداس البابا فرانسيس، فيما تذهب يوسف هذه المرة برفقة شقيقها وزوجته وأولاده الثلاث.
على مدار الثلاثة أيام الماضية، احتلت زيارة بابا الفاتيكان الحيز الأكبر من أحاديث يوسف وأسرتها بالمنزل، يؤدون صلاة السبحة من أجل انقضاء الزيارة بسلام، فيما تتردد السيدة الأربعينية باستمرار على التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة كل جديد عن الزيارة.
استعدت يوسف جيدًا للحيلولة دون حدوث شيئًا يُعكّر صفوها بقداس الغد؛ التأكد من إحضارها دعوة الكنيسة للحضور، الأوراق الشخصية، اصطحابها لكاميرا ومُسجِل "عشان أوثق الزيارة"، بالإضافة إلى تجهيزات تقيها من ارتفاع درجة الحرارة بالغد "عاوزة أتأكد إن مفيش حاجة هتخليني أفقد سلامي وأنا بتابع صلاة البابا بكرة".
يسألها أبناء شقيقها الثلاثة عن ماهية رحلتهم اليوم، تُخبرهم يوسف بأنهم ذاهبون للقاء "البابا اللي بيمثّل المسيح على الأرض"، فتأخذهم في رحلة داخل الكتاب المُقدّس للتعرف على أهمية مكانته "هما كأطفال متحمسين للفسحة، بس مهم يعرفوا المعلومات دي، ولما يكبروا هيفهموا أهمية حضورهم"، تتذكر يوسف أطفال كانوا بعمر الثلاث سنوات حينما حضروا معها زيارة البابا يوحنا بولس الثاني، عام 2000، وكيف يتذكرون تفاصيل هذا اليوم الآن، وامتنانهم للتواجد به.
لزيارة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان لمصر مكانة خاصة في قلب يوسف "لأن من سنتين كنا بنحتفل بمرور 800 سنة على مقابلة القديس فرانسيس للسلطان الكامل في مصر، وفتح معاه حوار للسلام"، وتشير إلى أن البابا الحالي اكتسب اسمه من هذا القديس "فدي رسالة مهمة لينا لإرساء السلام".
تشعر يوسف بالامتنان لتواجدها في الزيارتين التاريخيتين "بعتبرهم نقلة كبيرة لحياتي الشخصية"، يطلب منها كل من يراها "بيقولوا لي صلِ لنا"، فيما تُكن هي طلب شخصي بداخلها، ستمرره إلى بابا الفاتيكان إذا تمكّنت من التحدث له "هقوله اذكر مصر في صلاتك كل يوم".
فيديو قد يعجبك: