إعلان

بعيون مصورين.. 6 إبريل "بروفة للثورة"

04:37 م الجمعة 07 أبريل 2017

.

كتب- شروق غنيم:

الصور لـ: عبدالناصر نوري:

في حين بدأت تنبت دعوات لإضراب في مصانع مدينة المحلة الكبرى لتحسين أحوالهم، في السادس من إبريل بعام 2008، سافر المصور الصحفي عبدالناصر نوري إلى هناك لتغطية الأحداث، لم يخلق توقعات كبيرة بشأنها "حسيته هيكون اعتصام عمالي وخلاص" خصوصًا أنه قبلها بعام صوّر مظاهرة عمالية بالمدينة نفسها، لكن داخل المصانع.

بدا اليوم خاليًا من أي توقعات كبيرة؛ الأمن يُحكم قبضته على المدينة، يُفرق أي تجمعات "حتى اللي موجودين في الجناين"، لكن مع حلول الخامسة عصرًا، تَحرّك العمال في تجمع كبير، لم تمهلهم قوات الأمن وقتًا وسرعان ما اشتبكت معهم. حينها أدرك نوري أن اليوم لن يمُر بشكل اعتيادي. 

على غير المألوف للتظاهرات العمالية التي وثّقها نوري؛ وجد العمال يخرجون إلى الشارع يهتفون برحيل حسني مبارك، رئيس الجمهورية حينها. صدمة ودهشة انتابته حينما رأى بعض المحتجين يعتلون أحد الكباري لإنزال صورة الرئيس ودهسها بالأقدام "كانت أول مرة أشوف المشهد ده"، اختلجته مشاعر عدة "حسيت إنها بداية حدث كبير، لكن مش عارف هينتهي على إيه".

اعتاد نوري على تصوير المظاهرات الطلابية بالجامعات المصرية "الأمن بيضرب قنبلتين غاز والموضوع بيخلص"، لكن هذا اليوم تحديدًا، كانت حالة غضب كبيرة قد ملأت نفوس العمال، ولم يتراجعوا رغم كل الإجراءات الأمنية المكثفة "الناس وقتها كانت كسرت مساحة الخوف من السلطة".

في ميدان الشون؛ كان يراقب المصور الصحفي محمود السعيد، ابن مدينة المحلة الكُبرى، الاحتجاج. الأيام التي سبقت الـ6 من إبريل، لم تُشر إلى حدث كبير، لكن مع حلول عصر ذاك اليوم الأمور تبدّلت "جو غريب جدًا". وجد السعيد نفسه وسط اشتباكات لم يتدرب على كيفية تغطيتها، فيما تصدح هتافات "يا علاء قول لأبوك، المحلة بيكرهوك".

"كانت أول مرة أشوف ضرب غاز كثيف ومولوتوف وتحديف طوب من الأهالي"، يتذكرها السعيد الحدث بعد مرور 9 أعوام بأنه كان "بروفة لثورة يناير"، إذ كان إصرار الناس عاليًا، "افتكرنا وقتها إن إجراءات الأمن هتخلي الناس ترجع على بيوتها، لكن ده محصلش".

تعرُض السعيد لهذا الحدث لأول مرة جعله مرتبك، اتخذ جانب الأمن للتصوير "مكنتش دارس إزاي اتحرك وأحمي نفسي"، بعد قليل طغى دُخان الغاز المسيل للدموع على الميدان، الرؤية باتت مشوشة "لقيت ضابط أمن مركزي بيحاول يكسر الكاميرا، وأنا من الغاز مش شايفه"، قاوم المصور الصحفي حتى وقع على الأرض "بس كنت مكلبش في الكاميرا".

أرشيف السعيد يعّج بصور مختلفة من الحدث "كاميرتي مكنتش بتصور فيديو وقتها"، لا يبرح من ذاكرته مشهد أب يحمل ابنه ويحاول الفكاك من قلب تشكيلات الأمن المركزي، ومحاولة إنقاذ العساكر لعميد أكلت النار قدمه، فيما اهتّز قلبه حين أُلقيت صورة مبارك "الآلهة المصنوعة نزلها الشعب على الأرض وداسها".

ظلّت المحلة الكُبرى ملتهبة عدة أيام تلت الـ6 من إبريل، حضرها نوري "الأمن بدأ يدور على المصورين في كل الأماكن ويطردهم برة المدينة"، في الثامن من الشهر نفسه كُسرت كاميرته، وفي يوم 11 ألقي القبض عليه، لكن كاميرته كانت قد وثّقت كل اللحظات الغاضبة في المدينة.

وقف نوري وسط المحتجين "قررت أصور من ناحيتهم لأنه آمن أكتر، وعشان منقلش وجهة نظر الدولة من جهة الأمن". يتذّكر المصور الصحفي تلك الملحمة كأنها الأمس، يمتن لأنه عاصرها، فيما يعتبر أن صورته التي نُشرت صفحة أولى بجريدة البديل حينها، الأقوى في مسيرته، إذ يختبئ طفلان من دخان الغاز "كانت علامة قوية على إيه اللي بيحصل هناك". 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان