"بدوية اسمها عمرية".. كلمة السر في رحلة أيرلندية بين القاهرة وسانت كاترين
كتبت-رنا الجميعي:
"اعملي فيلم عني".. كان ذلك الطلب هو بداية استقرار المصورة الأيرلندية "بريوني دون" 4 أعوام بين القاهرة وسانت كاترين، ورغم غرابته إلا أنها صنعت الفيلم بالفعل، الذي كان بداية لرحلة تساؤلات لم تنتهِ، لكن كان نتاجها معرضًا ضمّ 5 مشاريع داخل مشروع واحد.
في كل مرة كان يستوقف المصورة الأيرلندية "بريوني دون" تساؤل، كانت تبحث عن إجابته، ورغم أن ذلك كلّفها الدفع بأربعة أعوام من عُمرها، إلا أنها سعت وراء تساؤلاتها عن البشر والطبيعة.
بدأت القصة حين قدمت بريوني إلى سانت كاترين في زيارة بحثية، إلا أن طلب السيدة البدوية تحوّل إلى حقيقة، فيما ظلّت المصورة "بريوني دون" قُرابة السبعة أشهر بالمدينة السيناوية.
على اسمها أسمت بريوني الفيلم "عَمْرية"، حيث انجذبت المصورة في رحلتها البحثية إلى عمرية "كانت الست الوحيدة اللي عايشة على الجبل"، تبلغ السيدة البدوية من العمر 75 عام، ورغم قواعد البدو الصارمة للنساء إلا أن كِبر سن عمرية جعلها تشّذ عن القاعدة "عندها 7 أطفال، لكن هي عايشة وحدها فوق ترعى البساتين بتاعتها".
صنعت بريوني فيلمها القصير عن عمرية "وبعد الفيلم بقى الناس بيسألوا عنها"، ومع طيلة المكوث بسانت كاترين وجدت بريوني أن هناك تشابهًا بين مصر وإيرلندا اللذين عاصرا أزمنة احتلال "البلدين احتلتهم بريطانيا"، ومن هنا طالت رحلة بريوني إلى أن أكملتهم أربعة أعوام.
كانت حصيلة رحلة بريوني العديد من الصور بين جبال سانت كاترين ومتحف القاهرة الزراعي وحديقة الحيوانات والأهرامات، بدأتها أولًا بالتقاط صور لأصحاب البساتين ومن ورائهم خلفية بيضاء، مستوحية الإطار العام للأستديو في مصر "الأسلوب دا مرتبط بثقافة الاستعمار في القرن الـ19".
كانت الصور الملتقطة في مصر وإيرلندا لا تختلف عن بعضها "وجود البساتين في الجبال بيوضح أد ايه البشر يقدروا يعيشوا في ظروف صعبة"، وهو ما يُثبته المثال الحي "عمرية" التي تقول في فيلمها: "أنا كنت عايزة أعمل حديقة وأكون حرة في مكان أحس فيه إني عايشة وبعمل خير".
في كل مكان تجوّلت فيه بريوني كانت عيناها تُحاول انتزاع التاريخ من بين الجُدران والنباتات والبشر، قامت بتصوير كل من قابلتهم من مُرشدين سياحين على نفس طريقة أصحاب البساتين.
عبر 4 سنوات قامت بريوني بمشروعها التوثيقي، وتم عرضه بجاليري مدرار بديسمبر الماضي، قامت بترتيب المشروع تاريخيًا، حيث قُسّم إلى 5 غرف تبدأ برحلة سانت كاثرين، على جُدران كل غرفة هناك عدد من الصور وفيلم يُوثّق الرحلة، تهتم بريوني بالتوثيق كثيرًا، فتضع الزائر داخل رأسها عبر الصور والأفلام القصيرة.
في نهاية رحلة بريوني التي استمرت 4 سنوات، التقت بمُربي حمام "حنا بادير"، كان سؤالها الشاغل هذه المرة عن الطيور، فقد تركت اهتمامها بالأرض، لتنظر إلى السماء مسار هجرة الطيور. علِق سؤالها مع القفص الكبير المليء بالطيور لدى مربي الحمام، فتسأله عن القانون الذي حكم طيران الحمام، فيرد "ليس لديهم قانون للهجرة مثل البشر".
فيديو قد يعجبك: