بعد ترك أيمن لعمله في السياحة.. تاريخ مصر على لوحات "ديكوباج"
كتبت-رنا الجميعي:
تصوير-محمود بكار
عام 2011 ترك أيمن حمودة عمله مع شركات السياحة، في ذلك الوقت مرّ المجال بفترة تدهور، لكن الشاب لم يستسلم للبطالة، حوّل نظره إلى الهواية التي ركنها في الظل، لتُصبح نشاط يصنع من خلاله أيمن مجسمات متنوعة من الديكوباج، تُعلق كلوحات على جُدران البيوت.
لم تسقط هواية صناعة لوحات من الديكوباج من السماء عند قدم أيمن، بدأها والده قديمًا "من صغره كان بيعملها بالخشب، كان ممكن يقعد ف الصورة شهور، يهاديها لقرايبه وصحابه"، لذا يعرفها الشاب معرفة جيدة، وحين قرر ترك مجال السياحة "فكرت برة الصندوق"، لجأ أيمن لذلك النشاط اليدوي.
يتحدّث أيمن بلهجة العارف بتاريخ الديكوباج، يقول إنه ظهر في أوروبا خلال القرن السابع عشر، أما عن تعريف الديكوباج فهو "ابتكار كل ماهو بارز بأنواع مختلفة من المواد الخام"، لذا طوّر أيمن فكرة والده، بدأ في عمل المجسمات باستخدام الورق بدلًا من الخشب، حُب أيمن للسياحة لم يُغادره "ابتديت أصنع مجسمات لتاريخ مصر في كل عصور".
داخل معرض "كرافيتي ايجيبت"، الذي أقيم خلال الفترة من 11 أكتوبر حتى 18 أكتوبر، بأرض المعارض، وقف أيمن يُرتب لوحاته، لم يقُم الشاب بعرض أعماله على الجمهور سوى منذ عام فقط، تعرّف بالصدفة البحتة على مبادرة "إبداع من مصر"، التي أطلقت معرض كرافيتي، ويتجمع تحت لوائها أكثر من 4000 شخص من أصحاب الحرف بالمحافظات المختلفة.
كان أساس عمل أيمن داخل منزله، يقوم أخواته بمساعدته في صناعة المجسمات "باخد فترة تاريخية معينة في مصر، أنا بحب القاهرة الفاطمية"، داخل الجُزء المخصص لأيمن بالمعرض مجسمات متعددة للمحات من الحياة في القاهرة الفاطمية "أصلًا أنا تولدت في السيدة زينب، وطفولتي قضتها في الحسين والغورية"، كُل ذلك جعل روح أيمن تنطبع داخل المُجسمات، تجد لوحات للشيوخ المعممين ومشاهد من شارع المعز، وصورة أخرى لأباريق المياه ولمبة الجاز والسّقا والعديد من الحرف القديمة الأخرى.
لا يقوم أيمن بأي مُجسّم دون الإحساس به "كل الشغل يدوي، فلازم أكون بحبه"، ولا تقتصر لوحاته على تاريخ مصر فقط "عملت حاجات مودرن"، كل فترة يُطوّر من حرفته؛ امتازت اللوحات بمقاومة الضوء والحرارة، وتحوّل الأمر من مجرد عمل فردي إلى جماعي "أخدت شقة جمب البيت، واستعنت بناس تانية تشتغل معايا"، صارت الهواية ورشة تصنيع ينجذب إليها الناس، وتتعدد طلباتهم نحوها.
لم تعد الطلبات تقتصر على داخل مصر فقط، بدأ أيمن في التوريد إلى أوروبا والخليج، وهو الحُلم الذي يتمنى توسعته "هدفي التصدير"، مازال الطريق في البداية بالنسبة لأيمن هو الذي يتكأ على حُبه لذلك الفن "بفرّغ زهقي وخنقتي فيه"، ووجود والده واخواته معه "دا مشروعنا كلنا"، الخطوة القادمة بالنسبة له هي السعي لتحويل ورشته إلى كيان رسمي.
رغم إنتاج أيمن للعديد من المجسمات إلا أنه لم يعلق لديه في منزله سوى عمل واحد، لم يخطر بباله بالفعل صناعة مجسم لنفسه، وهو السؤال الذي طرحه على والده منذ فترة، يقول أيمن ساخرًا "باب النجار مخلّع"، العمل الوحيد الذي يُعلقه في بيته هو مُجسم لصورة شخص يُدّخن على المقهى، ممسكًا الجريدة "دي القعدة اللي بحبها".
فيديو قد يعجبك: