لماذا يستخدم المصريون التوك توك؟
كتبت- رنا الجميعي:
مساءً داخل منطقة المعادي تأخرت الشابة سها محمود عن موعد وصولها للمنزل، تعلم أن عليها الإسراع حتى لا ينالها زجرات والديها، لذا تُشير إلى "التوك توك"، كوسيلة المواصلات الأسهل في منطقتها، أما السيدة رباب عفيفي فرُغمًا عن كون المشي مفيد لها، إلا أن ركبتيها مع وصول سنها للستين لا تتحمل المسافات، حتى وإن كانت بسيطة.
في منتدى شباب العالم أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى "التوك توك" كأحد أسباب عدم لياقة أجسام المصريين، وزيادة أوزانهم، رأى أن دافع بعضهم لاستخدامه هو الاستسهال، مُستثنيًا من لا تُمكّنه صحته على ذلك.
منذ سنوات لا تتذكر عددها سها؛ انتشر "التوك توك" كأحد وسائل المواصلات بالمنطقة التي تسكن فيها بالمعادي، تذكر عدد من التقارير الصحفية أن "التوك توك" ظهر عام 2005 داخل مصر، وبدأ بالانتشار حتى أصبح هو عصب المناطق الداخلية، تقول إنه الوسيلة الأمثل لها في الحالات الآتية "وقت المطر والحر صعب إن الواحد يمشي في الشارع".
تُشير الشابة العشرينية أيضًا إلى الأوقات التي تعود فيها متأخرة ليلًا "عشان التحرش ممكن حد يقولي كلمة"، تضيف أيضًا أن هناك شوارع من الصعب السير داخلها لوعورتها.
تشرح الفتاة أسباب استخدامها "التوك توك"، بأن الأمر لا يقتصر على التعود فحسب؛ في بعض الأحيان تمشي مسافات كبيرة "يعني أوقات بمشي من شغلي في المهندسين لحد الجيزة"، وهي مسافة تستغرق حوالي الساعتين، لكنها مناطق تساعد على السير واستنشاق الهواء النظيف، بحسب تعبيرها، مضيفة أنها ربما تُكمل مسارها -بالقرب من منزلها بالمعادي- باستخدام "التوك توك" لشعورها بالإرهاق.
قبل انتشار "التوك توك" داخل منطقة المعادي كانت سها طالبة بالمرحلة الثانوية، "وقتها كان باص المدرسة بيوصلني جنب البيت"، وتقضي الفتاة بقية المسافة سيرًا "مكنش منتشر زي دلوقت، فكنت بمشيها عادي".
رغم أن المشي مُفيد بالنسبة للسيدة رباب، لكنها لا تقوم بذلك كثيرًا، تُجهد كونها فوق الستين، لكنّها تُحاول في كل مرة قدر المستطاع، تسكن رباب منطقة الهرم، ولا تنزل من البيت سوى مرتين أو ثلاث أسبوعيًا.
لا تتعد مشاوير رباب سوى كونها لقضاء احتياجات البيت، تضطر لاستخدام "التوك توك" أيضًا "لما أكون شايلة حاجات تقيلة بركبه"، وتنتهز فرصة الأيام التي لا تقضي فيها مشاوير بعيدة "بمشي وقتها، يعني ممكن أمشي مرة في الأسبوع".
على العكس من ذلك، كانت سارة جمال، حيث تمكّنت من الاستغناء عن استخدام "التوك توك" في أحيان كثيرة، فالمشي يعتبر أسلوب حياة بالنسبة لها، تتذكر سيرها لمسافات طويلة، تُحبّ سارة المشي لأنه يريح أعصابها بعد يوم طويل في العمل "بينسيني هموم اليوم".
تذكر سارة أن هناك أوقات أخرى تستغني فيها عن الركوب، حيث تعمل بمدينة القاهرة، وتعود أسبوعيًا إلى منزل أهلها في محافظة الدقهلية "حتى وأنا راجعة من السفر وتعبانة، لما بنزل من الميكروباص مباخدش توكتوك، بفضّل أتمشاها، المسافة للبيت متاخدش خمس دقايق".
جرى العُرف أن وجود "التوك توك" يكون داخل المناطق العشوائية والشعبية فقط، لكن تلك الوسيلة وصلت إلى حدائق الأهرام، إحدى المُدن السكنية في محافظة الجيزة، منذ عامين أقامت رضوى عصام بتلك المنطقة، هناك يعتبر "التوك توك" هو الوسيلة الأسرع، تستخدمها رضوى في حال تأخرها عن موعدها "أو لو مش قادرة أمشي وتعبانة".
تجد رضوى أن "التوك توك" هو الأنسب في حال ذهابها لمسافات بعيدة داخل حدائق الأهرام، قبل إقامة الشابة داخل الحدائق، كانت تسكن بمنطقة الدقي "مكنش فيه توكتوك وكنت بتمشى"، لكنّها تستدرك قائلة "ودا بيتوقف على كذا عامل، أنا تعبانة ولا لا وعندي وقت ولا لا"، تعترف الشابة أن هناك أوقات يُمكن أن تمشيها بدلًا من الركوب "بس أنا اتعودت".
تعرف رضوى جيدًا أن استخدام المواصلات بشكل عامة يؤثر في الوزن "لو مفيش تكاتك كنا هنضطر نمشي"، وأنها إذا استقطعت من وقتها نصف ساعة للمشي "أكيد هيفرق في الوزن".
قبل عشر سنوات لم تكن ياسمينا محمد تستخدم "التوك توك"، تقول "كنت بخاف"، حينها كانت الفتاة في المرحلة الثانوية، في ذلك الوقت كانت تذهب ياسمينا إلى الدروس الخصوصية مشيًا على الأقدام، لكنّ خوفها قلّ مع الوقت "ليا واحدة صاحبتي شجعتني أركبه، اتعودت من وقتها".
تستخدم ياسمينا "التوك توك" في حالات عديدة، صحيح أنها أحيانًا تسير على قدميها، لكن الفترة الأخيرة اضطرت لركوبه بشكل متزايد، حيث أن صغيرها لم يُكمل عامه الأول بعد "الجو بقى برد بالليل، وبخاف عليه"، كما أنها تسكن في منطقة هادئة تخاف من السير فيها وحيدة "عشان كدا بكلم سواق توكتوك أعرفه، ييجي ياخدني لحد البيت".
تعترف ياسمينا أن عدم استخدام المواصلات صحيح أنه سيفرق في الوزن، كما علق الرئيس، فيما تعقب: "بس برضه فيه ناس كتير بتركب عربيات خاصة، وتقضي بيه مشاوير سهلة، مش بس التوكتوك".
فيديو قد يعجبك: