بالصور- "النجوم بتقع".. رحلة أسر مصرية إلى السماء
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
بدءًا من غروب الجمعة الماضية وحتى شروق اليوم التالي داخل مرصد القطامية على طريق العين السخنة، كانت أُسر تتلمّس لأول مرة معنى الطبيعة، تشعر بها في هواء نقي يُغلف المكان، القمر البادي أمامهم، والسماء المُفترشة بنجوم بدت لهم قريبة إلى الحد الذي ظّن الأطفال أنهم يستيطعون لمسها، أو زخّات الشهب التي أخذت في الظهور "إلحق يا بابا في نجوم بتُقع" يحكي أحد الصغار.
في رحلة نظمها متحف الطفل إلى مرصد القطامية، قضت فيها الأسر يومًا مختلفًا، اختبرت نمطًا مغايرًا في جولاتهم مع أطفالهم، يحكي الدكتور أسامة عبدالوارث، مدير المتحف، عن فلسفة المكان "مهم الأب والأم يطلعوا مع ولادهم رحلات مش لحمايتهم، لكن عشان الطفل يتعلم من خلال أسرته".
للمتحف أنشطة مختلفة، وللفلك مكانة هامة في برامجه، حتى خُصص له آخر أدوار المكان "مهتمين نحكي للطفل عن إسهامات الحضارة المصرية في العلوم الإنسانية، وإنه لولا الفراعنة ثم العرب مكنش هيبقى في سفينة الفضاء الموجودة حاليًا" لكن مدير المتحف يستدرك "من غير اعتزاز بالنفس يلغي باقي الثقافات والإنجازات اللي عملتها دول تانية في العالم".
في مرصد القطامية، وقف الدكتور محمد الصادق، الباحث في علم الفلك، يشرح للأطفال أنواع التليسكوبات "في علمية متخصصة بالأجرام السماوية، وفي تليسكوبات هنقدر نشوف بيها دلوقتي القمر والنجوم". ما أن يطلقها حتى يعّم الحماس في نفس الجمع حوله، صغار وكبار اصطفوا أمام التلسكوب المصوّب نحو السماء، كل في انتظار دوره.
يتقدّم الصغار المشهد، يرفعه والده أو والدته عن الأرض، تتدلى قدماه في الهواء بينما تستقر عينه على عدسة المرصد "القمر فيه حُفَر" يقولها طفل ما إن ينتهي من الرصد، يضحك والده ثم يقف مع الباحث ليشرح لطفله لماذا يبدو القمر على هذا النحو، فيما يقف نور، صاحب السبعة أعوام، يحكي لوالدته عن أنواع النجوم وماهية زخات الشُهب.
قبل عام لاحظت نهى عبدالعليم اهتمام طفلها نور بالفلك والفضاء، كانت الأفلام دليله لمعرفة هذا العالم "لقيناه في البيت بيقولنا تعرفوا إن في حاجة اسمها الكواكب القزمة وبلوتو منها"، في البدء اعتقدت الأم العشرينية أنه أمر عابر غير أنها لمست شغف صغيرها "بقى يدخل على اليوتيوب يتفرج على فيديوهات تعليمية"، ذات يوم وجدته متأثرًا عقب مشاهدة إحدى مقاطع الفيديو "كان بيتكلم عن الاحتباس الحراري، وجايبين كوكب الأرض عيان وبيموت، فقالنا أنا عاوز أبقى عالم فضاء وأنقذه".
أحّبت عبدالأم وزوجها الأمر، حاولا ثقل معرفة صغيرهم، البحث عن مواد تعليمية مختلفة، كُتب، شراء تليسكوب صغير، غير أنهم شعروا أن التجربة ستشكل فارقًا في حياته "بقيت أدور له على فعاليات فيها رصد" حتى وجدت رحلة متحف الطفل، شعرت أنها ستُرضي ابنها "كان فرحان جدًا إنه هيشوف النجوم والقمر بجد".
ما إن انتهت الأسر من الرصد، توجهوا إلى داخل مبنى مرصد القطامية، ليشاهدو أكبر تليسكوب في الوطن العربي والشرق الأوسط، وقف الباحث يشرح الإرشادات الأولية "ممنوع لمس أي جهاز أو أسلاك"، فيما بدأت الأمهات في مطالبته بإعادة التنبيه مرة أخرى "عشان الولاد أشقيا وممكن يلعبوا في حاجة".
يحكي لهم الصادق عن مصر، أولى الدول التي اكتشفت عالم الفلك. لمدة عشرين عامًا يعمل الباحث في المرصد ذاته، لمس خلال الفترة الأخيرة اهتمام الجمهور العام بالرصد "قبل كده اللي كان يجيلنا طلبة متخصصين بس"، فيما وجد خلال الخمس سنوات الأخيرة رحلات أسرية.
أمام الأطفال يتذكر الصادق شغفه الأول تجاه علم الفلك، حين كان صغيرًا مثلهم يتابع البرامج العلمية المتخصصة "فبحاول أبسط لهم المعلومة قدر الإمكان، عشان يحبوا المجال ولو حد حابب يشتغل فيه لما يكبر".
تطورات جمّة شهدها مرصد القطامية على مدار عشرين عامًا "نظام الرصد اتغير وبقى بالكمبيوتر، قبل كدة كان بجهاز تحكم، واشترينا أجهزة جديدة"، رغم ذلك لم يسلم المكان من التغييرات التي تشهدها العاصمة "للأسف المدن الجديدة بقت قريبة مننا وده هيخلينا ننشئ مرصد جديد لإن هنا هيبقى صعب السنوات الجاية نرصد".
يهتّم الجمهور العام بالأحداث الفلكية الأشهر، كما يحكي الصادق "زي زخات الشهب، أو الكسوف والخسوف"، فتنشط الحركة داخل المرصد في شهري أغسطس وديسمبر، وحينما تجري أحداث مثل عبور كوكبي الزهرة أو عطارد قدام الشمس "بس مش بيبقى ناس كتير مهتمة، ده غير مش كل الدول بتقدر تشوف كل الأحداث".
كان الأطفال هم سبب وجود آباؤهم في المكان، لا تخرج أماني زيتون من منزلها كثيرًا إلا من أجل فتاتها جنى، اعتادوا على التنزه في الحدائق العامة أو الملاهي لكن حين وجدت ولعًا جديدًا ينمو داخل صاحبة الـ11 ربيعًا، قررت أن تنمى الأمر داخلها.
لأول مرة تأتي الأم صاحبة الـ39 عامًا إلى الصحراء، أن تختبر فكرة عدم وجود مرافق أو أي وسائل ترفيه، فقط السماء، النجوم، والرمال. لكنها وجدت المتعة في وجه ابنتها "من إمبارح وهي مش عاوزة تنام فرحانة إننا جايين".
كان الأطفال المتواجدين أعمارهم متنوعة، من الثلاث أعوام فيما فوق، من بينهم يحيى صاحب الثلاث سنوات ونصف، لم يكن يدري الصغير كل أبعاد الحدث "بس مهم يتعلم ويشوف حاجات جديدة" تحكي شقيقة والدته نهي أيمن.
قبل عامين فقط، اكتشفت أيمن عالم مختلف من الرحلات "زي التخييم، أو إنك تنام في صحرا ووشك للنجوم وبس". أحبت الفتاة العشرينية أن تنقل ذلك لابن شقيقتها "لقيت كل ألعابه عربيات أو رحلاته لجناين وكدة فقولت ينوّع".
أخبرت شقيقتها عن الرحلة، فتحمست للأمر "حاولنا نبسط له الموضوع ونقوله إحنا رايحين نلعب في الرملة ونتفرج على النجوم"، فيما جلبت له نهى تليسكوب صغير "منها لعبة مختلفة عنده وكمان يبقى في استعداد للي هيشوفه"، تعرف الفتاة العشرينية أنه لا يزال صغيرًا "بس كل ده بيتخزن في عقل الأطفال الباطن، لما يشوف حاجات جديدة هتفضل معلّقة معاه، وهيبقى بُنا لحاجات تانية لما يكبر".
فيديو قد يعجبك: