بيت بالحُب.. كيف أنقذ معماري قصة زواج من الفشل بالحرانية؟
كتب- محمد مهدي:
قصص الحُب لا تكتمل دون محاولة، بالرغبة في استمرار التجربة، بالسعي الدائم لإنجاح الأمر، في قرية الحرانية كانت إحدى تلك الحكايات تَكبر وتزدهر، تقاوم الفَشل والمجتمع والعادات، تقاتل من أجل البقاء، بطلها فتاة وشاب من المنطقة البسيطة ورجل يُحبه الجميع هناك، هو المعماري "رمسيس ويصا" الذي وقف بجانبهما حتى تكللت بالنجاح "أنا شاهدة على القصة دي من أولها" تقولها سوزان رمسيس ويصا.
أشبه بالأساطير القديمة، ابنة أحد كبار البلد، فتاة شديدة الجمال، طيبة، لينة الحديث لكن تواجه أزمة كبيرة من الصعب تفاديها "كانت بتمشي على أربعة" لم تكن تقوَى على الحياة بصورة طبيعية، عجز في ظهرها جعلها لا يمكنها السير في الطرقات أو العيش مثل الآخرين "لكن طوال الوقت كانت بتحاول تقاوم المرض".
اقترح رمسيس على أسرتها اللجوء إلى الطب "جنب الدكاترة، وعملت أكتر من عملية، وبقيت بتمشي بعكاز" لم يكتفِ المعماري الكبير المُحب لأهالي الحرانية بتلك الخطوات "بابا صمم لها عجلة عشان تتحرك بيها بسهولة في البلد" كانت سوزان تخرج بصحبتها كثيرًا على طريق سقارة وفي طرُقات القرية "اكتشفت إنها بتعيش قصة غرام مع شاب من قرية تانية بعيدة" في البدء كانت النظرة ثم الشوق ثم المصارحة حتى بات الحُب جليًا لا يمكن تجاهله.
ذات مرة أخبر الشاب حبيبته بأنه قادم لطلب الزواج منها، فرحة ممزوجة بالصدمة طلت من عينيها "هيتجوزوا إزاي بالوضع دا؟" لكنه أصر على قراره، ذهب إلى أسرتها، أفصح عن حلمه وترك منزلها منتظرًا ردهم "العوايد وقتها إن الست تعيش في بيت جوزها عند أهله" كان ذلك مستحيلًا "مكنتش عايزة تظهر بشكل ضعيف قدام أهله" لذا اشترطت أن تتزوج في الحرانية بجانب منزل والدها.
رغم صعوبة الخطوة في الستينيات لكن طلبها قوبل بالموافقة "كان بيحبها جدًا، ووافق إنه يعيش في بلدها" هنا ظهرت معضلة جديدة أن بيوت القرية غير مناسبة لحالتها الصحية لذا لجأوا إلى المعماري الكبر "جات لوالدي، قالتله أنا ست بيت شاطرة بس بعمل كل حاجة على الأرض" طلبت تصميم منزل يراعي وضعها الصحي وأزمة الحركة التي تعاني منها.
لأيام انهمك رمسيس على الورق في تصميم البيت، ثم احتاج إلى عدة أشهر لإنجازه على قطعة أرض ملك لوالدها، حتى تمكنت في النهاية من الوصول إلى نتيجة مبهرة، آية من الجمال "بيت محندق بس تحفة، صمم لها مساحات تناسبها وتوفي طلباتها" الارتفاعات مناسبة، حين رأت منزلها لم تُصدق، أمطرت المعماري بكلمات الشكر والامتنان "وبقى بيتها من أشهر بيوت البلد، والجوازة تمت على خير".
فيديو قد يعجبك: