من الأقصر.. مصراوي يحاور صاحب أول متحف تحت الماء في مصر (صور)
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
حوار-محمد مهدي:
منذ 4 سنوات كانت دهب على موعد مع استقبال تماثيل فرعونية وفيل ضخم، نُقلوا من الأقصر إلى جنوب سيناء، من أجل وضعهم في أعماق المياه، لتشييد أول متحف تحت الماء في مصر، في محاولة لتخفيف الضغط على أماكن الغوص في المدينة، حفاظًا على الشعاب المرجانية، على يد مجموعة غواصين I-dive tribe، بمساعدة النحات الشاب "حامد مصطفى" صانع التماثيل الذي قدم أعماله بالمتحف كرسالة ماجستير في كلية الفنون الجميلة بالأقصر.
داخل أروقة الكلية بالأقصر التقينا "حامد" للحديث عن قصة المتحف، كيف بدأت كواليس تنفيذ التماثيل رفقة الغواصين، سر اختياره لهم، كيف تم نقلها من الأقصر حتى دهب، الصعوبات التي واجهتهم، طريقة إنزال التماثيل ووضعها على أعماق تتفاوت بين 12 و30 متر، وأعماله الجديدة في المتحف التي يُخطط لها مع I-dive tribe.
بجانب بوابة الكلية تمثال لجندي مصري ارتفاعه يفوق المترين، هو مشروع تخرج "حامد" منذ سنوات، وهو ما دفع عبدالرحمن المكاوي وأحمد علام من مجموعة الغواصين بـI-dive tribeمن التواصل معه وطرح فكرتهم الطموحة بتنفيذ متحف تحت الماء بدهب، لجذب السائحين والغواصين لمنطقة جديدة خوفًا من موت الشعب المرجانية لسوء التعامل معها خلال الغوص "وإني أعمل التماثيل الخاصة بالمتحف، طبعًا اتحمست جدًا، وابتدينا فعلًا في 2012".
البداية من دهب، انطلق "حامد" إلى هناك "عبدالرحمن قالي لازم تتعلم الغطس الأول" مكث هناك لأسابيع، تعلم الغوص من أجل المتحف "بقيت بنزل المايه عشان أكون حاسس الموضوع أكتر" ثم اتفقوا على إتمام 3 تماثيل كخطوة أولى عبارة عن ترابيز على هيئة حمار وكرسيين على هيئة بني آدم "كانت تجربة عشان نشوف الدنيا هتمشي إزاي" كانت النقاشات مستمرة أثناء تجهيز الأعمال الفنية "اتكلمنا عن الخامات الأنسب للمايه، الأشكال اللي محتاجينها، فراغات عشان السمك يدخل ويطلع من الناحية التانية، وفراغات مقفولة عشان تبقى بيت للسمك" ودرجة نعومة وخشونة في أجزاء التماثيل لتصبح مكانًا جيدًا للشعاب المرجانية "وأسطح التماثيل بزاوية 90 درجة عشان الشعب تمسك عليها بصورة أفضل".
عكف حامد خلال 3 أسابيع على إتمام القطع الفنية الأولى "من الحديد والأسمنت المعالج وخامات كيماوية غير مضرة بالبيئة" وتم نقلها إلى المياه في مهرجان أُقيم خصيصًا في المدينة الساحرة "عبدالرحمن والغواصين كانوا مجهزين كُل حاجة، ونزلناهم والتجربة نجحت" سعادة بالغة انتابت الجميع، بدا أن الفكرة قابلة للتنفيذ خاصة مع حماس أهالي دهب والسائحين، قبل أن يعود الشاب الأقصري أدراجه.
ظل التواصل مستمرًا بين حامد والغواصين "بنتكلم طول الوقت وبنفكر إيه الجديد اللي ممكن نعمله" وبعد عامين قرروا استكمال المتحف بقطع فنية جديدة "المرة دي كان تمثالين للإله بس والإله حورس من العصر الفرعوني وفيل من الحديد" تقدم حينها إلى كليته بمشروع الماجستير وهو العلاقة بين تفاعل الطبيعة والنحت تحت المياه "المتحف خلاني أفكر يبقى هو الدراسة بتاعتي" وافق الكلية ليبدأ الشاب العشريني في صناعة التماثيل داخل المكان.
اختيار التماثيل لم يكن عشوائيًا "فكرت لو الفراعنة حابين يعملوا تمثال في المايه هيختاروا إيه، ملقتش أفضل من حورس رمز الحماية عندهم، أما التمثال التاني كان فيه حالة حزن على الثورة فـ (بيس) هو تميمة المرح والفرح عند المصررين القدماء" وضع لمساته عليهما من الفوم أولًا ثم صنع قالبين منهما وقام بصبهما بالإسمنت المعالج على ارتفاع ، ثم نفذ الهيكل الأساسي للفيل ثم جاءت المرحلة المؤرقة وهو نقلهم إلى دهب "كنت مرعوب الصراحة، المشوار هياخد حوالي 19 ساعة ووزن التمثايل حوالي 700 كيلو" على سيارة نقل تم وضع الأعمال الفنية ومن حولهم أخشاب لمنع سقوطهم وبدأت المسيرة "مفيش كمين موقفناش فيه" يقولها ضاحكًا.
طوال الطريق تنهال عليه التعليقات المضحكة "واخدينهم على فين دول؟ البلد دي أحسن من غيرها" وفي الكمائن "التماثيل دي بتشتغل إزاي؟ الحذر كان سيد الموقف في الطريق إلى دهب "عشان المطبات وميحصلش حاجة للتماثيل" صارت الأمور بخير لكن وقعت مفاجأة غير سارة "في المطب الأخير قاعة التمثال بيس اتكسرت" لم يحزن حامد "واخد على الموضوع دا وعامل حسابي" وحين وصل إلى دهب كان في استقباله الغواصين "خدنا 4 ساعات بس عشان ننزل التماثيل" برافعات خاصة قاموا بذلك "والفيل كان هيكل زودت عليه أدوات من الطبيعة وبنعيد استخدامها".
بدقة شديدة واهتمام بالغ من الغواصين والمسؤولين بدهب، تم إنزال التماثيل الجديد إلى الأعماق، في عمل استغرق ساعات طويلة، حالة من التأهب، توتر على الوجوه، تركيز تام، كلما تم وضع تمثال في مكانه تتهلل أسارير الجميع ويحتفلون سريعًا قبل استكمال عملهم حتى مرت العملية بسلام "وبقى المتحف متكامل، وكنا طبعًا صلحنا قاعدة التمثال اللي اتكسر" غادروا المكان يومها وهم يشعرون بالفخر.
بات المتحف محط أنظار مصر والعالم، القنوات التلفزيون تتهافت على تصوير المتحف، السائحين يتوجهون إليه لرؤيته وقضاء وقت ممتع بجانب التماثيل والتقاط صور جذابة، الشُعب المرجانية وجدت لها بيوتًا جديدة "وقدمت المشروع في الجامعة وحصلت على الماجستير بناء على نجاح التجربة" عمل حامد كمدرس مساعد في الكلية نفسها، ولم يكتفِ هو فريق I-dive tribeبما جرى "في أواخر 2015 فكرنا نعمل تمثال احتفاء بالغواص أحمد جبر صاحب الرقم القياسي للغوص" تمت التجربة في 2016 لكن بطريقة مغايرة "المرة دي قسمت تمثال بتاح لـ 200 قطعة من الجرانيت عشان سهولة إنزاله" تم ترقيمهم وتركيبهم في المياه بسهولة ويسر.
لم يذهب حامد إلى دهب منذ فترة، لكن التواصل لا ينقطع مع عبدالرحمن وباقي الغواصين، يتعرف من خلالهم على أخبار المتحف "المشاكل اللي محتاجة تتظبط، والحاجات اللي عايزة تعديل" بعض الغواصين يتعاملون بصورة غير جيدة مع التماثيل والفيل مما يستدعي للتدخل "عشان نلحم جزء مبقاش قوي" فيما يستمتع بالتعليقات الإيجابية التي تأتيه بين حين وآخر على أعماله الفنية بالمتحف "سواء صور بتتبعتلي من كُل دول العالم، أو الناس اللي بقابلها صدفة في الأقصر ويكلموني على المتحف بدون ما يعرفوا إني صاحبه".
مايزال الطموح كبيرًا تجاه المتحف، هناك خطة لوضع مزيد من الأعمال الفنية تحت الماء بدهب، الأفكار كثيرة لكنهم استقروا في نهاية المطاف على معلم سياحي هام بمصر "بإذن الله العمل التامن هيكون على شكل هرم" ينوي حامد صنعه من المعادن والجرانيت "بس هيحتاج لوقت، وممكن أشتغل عليه في 2019".
فيديو قد يعجبك: