إعلان

رمضان.. سائق أوقعه حب التصوير في رصد الحياة البرية

04:06 م الأحد 04 فبراير 2018

رمضان منير

كتبت- دعاء الفولي:

منذ 8 أعوام يُتابع رمضان منير الأفلام الوثائقية على القنوات العلمية، مع كل لقطة يزداد شغفه بما يرى، يتخيل نفسه مكان مصوري تلك العجائب؛ يُطارد الحيوانات الخطرة، أو يلتقط صورا للطيور البديعة، لكن "العين بصيرة والإيد قصيرة"، فالشاب الذي يعمل سائقا لم يكن يمتلك سوى مبلغ مالي بسيط، لكنه قرر بدء رحلته به؛ اشترى كاميرا صغيرة وانطلق في ربوع مصر، بحثا عن تفاصيل الحياة البرية، قبل أن يُنشئ صفحة على موقع فيسبوك باسم "اكتشف البرية"، ويشارك بفيلم وثائقي في معرض القاهرة الدولي للابتكار برعاية أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.

يتذكر منير سعر الكاميرا الأولى التي اشتراها "كانت كوداك وتمنها 700 جنيه"، كان عُمر الشاب حينها حوالي عشرين عاما، لم تكن وسيلته للتصوير تساعده "بس هي أتاحت ليا الفرصة إني أجرب وأصور وأروح كذا مكان". 

1

بعد حصول منير على دبلوم صنايع، بدأ العمل كسائق للنقل عام 2010 "الشغل بقى بيديني فرصة ألف مصر وأتفرج عليها". كان الشاب يشعر دائما بالغيرة حين يشاهد أفلام الطبيعة "مش معقول مصر مفيهاش نباتات أو كائنات مختلفة.. أكيد عندنا بس محتاجين حد يدور"، لذا فكر في التعلم ذاتيا ليستطيع التصوير.

2

"فيديوهات اليوتيوب ساعدتني كتير.. فهمت أساسيات التصوير وحاولت أطبق على الأرض"، ظل يُجرب لأربع سنوات، زار أكثر من 20 منطقة غنية بالكائنات؛ من البحر الأحمر، مرورا بالعين السخنة وجبل الجلالة وغيرها "مكنتش بروح أنزل في فندق.. بدور على أبعد الأماكن وأخيّم فيها"، كان يُغامر دون التأكد من خروج الصور أو الفيديوهات بالشكل المطلوب "بس كنت برجع أسأل ناس بيفهموا تصوير وأعرف إيه الغلط وأعدّل المرة اللي بعدها".

لم يكن التصوير هو التحدي الأكبر أمام منير، بل ما يصوره أيضا "فيه حشرات مش ببقى عارف اسمها ايه فبعد الرحلة بسأل مختصين". في عام 2015 قرر تدشين صفحة "اكتشف البرية" لينشر فيها ما يُصوّر، محاولا تغيير ثقافة الاهتمام بالبرية في مجتمع فيسبوك "كنت حسيت إن هوايتي اتطورت وأقدر أعرض اللي بعمله للناس".

3

خلال خمس سنوات من التعلم "غيّرت يمكن 10 كاميرات لحد ما جبت حاجة احترافية"، لم يكن تمسك الشاب بهوايته أمرا يسيرا "أحيانا كنت بضطر أخد أجازة من شغلي عشان أطلع أصور واستكشف"، كما لا ينسى كلمات السخرية من الآخرين "يعني انتي شاري كاميرا بالشيء الفلاني عشان تصور حشرات؟.. انت بتضيع وقتك ليه؟"، فيما يأتي رده ثابتا "دي أكتر حاجة بحبها في الدنيا.. محدش عارف تصوير البرية غيّر فيا إزاي".

4

صار منير أكثر اعتمادا على نفسه "بطلع لوحدي معظم الوقت"، يُجابه أخطارا لا تنحصر فقط في البقاء وحيدا "بعض الحشرات بتبقى فيها نسبة سميّة خاصة لو أنا مش عارف نوعها إيه"، يذكر حشرة "الدعسوقة" التي تبخ مادة حمراء اللون عند الاقتراب منها "بتعمل التهابات شديدة في الجلد، وياما اتلسعت منها"، كذلك عضة سرطان البحر في بعض الأماكن "في مرة كان هيقطع حتة من صباعي".

في المقابل يحصل الشاب على حصة ضخمة من الاستمتاع والسعادة "لما الواحد بيطلع جبل زي الجلالة مثلا 1350 متر ويشوف مصر كلها من فوق أو يرجع بصورة حلوة لطائر شكله مختلف بيحس إن الموضوع يستاهل".

5

خلال العامين الماضيين صنع منير عدة أفلام قصيرة عن الحياة البرية في مصر، آخرها كان وثائقي بعنوان "أرخبيل المانجروف المصرية"، الذي يرصد الطبيعة في الجزر التابعة لمنطقة البحر الأحمر، لم يكن يعلم الشاب أنه سيفتح له سبلا جديدة؛ حيث تم ترشيحه من قبل د. عمرو فاروق من أكاديمية البحث العلمي، ليشارك في معرض القاهرة الدولي للابتكار، ديسمبر الماضي.

في قسم الصوتيات والمرئيات عُرض وثائقي منير "وحاز المركز الأول وتم تكريمي من الأكاديمية"، يعرف الشاب أن تلك مجرد خطوة على الطريق، لكنه ينوي ألا يتوقف، لاسيما وأن إمكانياته في صناعة الأفلام مازالت بسيطة.

6

كاميرا وحامل وعدسة "ميكرو" هم أدوات منير في رحلاته، كذلك إنهاء الفيلم ككل يكون بيده "يعني المونتاج والصوت وما إلى ذلك"، أما التعليق الصوتي فيتم بواسطة صديقه مصطفى إيهاب.

7

يتمنّى منير أن ينشر صوره وأفلامه في مجلات علمية شهيرة "حاسس إنها لسة خطوة بعيدة بس بسعى ليها"، كذلك يرجو أن يساهم يوما في تنشيط السياحة بمصر "مش لازم الأجانب ييجوا يشوفوا شرم الشيخ بس والغردقة.. ينفع يبقى عندنا سياحة جيولوجية مثلا فييجوا يتفرجوا على الأحفوريات أو يشوفوا الطيور والنباتات المختلفة"، مازال مشروعه في البداية، لكنه على درب الشغف حتى يصل إلى ما يريد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان