"القرود عزوة".. "عم وحيد" الراعي الرسمي لحديقة الحيوان منذ 31 عاما
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت- دعاء الفولي:
تصوير - مصطفى الشيمي:
31 عاما كانت كفيلة لتصبح قرود حديقة الحيوان بالجيزة، جزء من عائلة وحيد محمد. من التاسعة صباحا وحتى المساء يقبع الحارس الأربعيني بالمكان، يمر بأقفاص الحيوانات المُقرّبة لقلبه، يسأل عنهم بالاسم؛ "نادر، بوسي، جميلة" وغيرها. بعض القرود وُلدت على يديه، أخرى كان يُجهز لها الطعام لتكبر، قام بدور الأب والأم والمُعلم لبعض القرود، وفهم الكثير عن أمومة تلك الحيوانات.
حينما بدأ محمد العمل، كان عمره 16 عاما فقط "حبيت القرود.. هي حيوانات حنينة رغم إنها شقية جدا". شاهد الرجل الكثير، حراسته لها علّمته أن يكون أبا قبل أن يتزوج، ورغم أنه أصبح عنده أحفاد، لكنه يعتبر القرود "زي ولادي وأصحابي".
تفاصيل كثيرة يحكيها صاحب الـ47 عاما؛ يتذكر أول قرد وُلد على يديه في الحديقة "كوكو من مواليد 1996". لم يكن محمد وقتها صاحب خبرة، لم يعرف أن بعض القرود ترفض رضاعة أبنائها "مبتبقاش فاهمة إنها لازم ترضّعه أو معندهاش خبرة"، في تلك الحالة يأتي دوره "بناخد ابنها أو بنتها نعزله ونعمل له رضعة بأوقات معينة عشان يكبر".
كمن لديه مُهمة قومية، يسهر محمد رفقة القرد الوليد "بنبات معاه في الجنينة". كل ساعتين تحين جُرعة اللبن "بنمشي حسب تعليمات الدكتور.. في الأول بندي له 10 سم لبن وبعدين بنزوّد الكمية وهكذا، وبياخد لبن زي بتاع الأطفال". خلال 3 أشهر يستطيع الصغير الأكل "بعمل له موز مهروس أو صفار بيضة جنب اللبن"، يضحك محمد قائلا "أعمل إيه بس.. أنا هنا أم وأب".
خلف الأقفاص التي يشاهدها الجماهير، تقبع مجموعة من الأقفاص الأخرى، داخل كل واحد فيهم قرد صغير، يتناوب عليهم الحراس لإطعامها "بعد ما يكبر مش بنرجّعه عند مامته تاني.. ممكن تعضه أو تموّته"، يجمع محمد القرد الصغير مع أمثاله في مكان واحد "أمه بتحس إن فيه حاجة ناقصة بس هي في نفس الوقت مبتعرفش تساعده".
السنين التي قضاها محمد جعلت معلوماته كبيرة عن أمومة القرود "هما مثلا مش بيولدوا إلا بليل متأخر". يعرف الرجل الأنواع جيدا، وكيف يُراعي كل نوع وليده "القرود الكابوشي بتشيل ابنها على ضهرها لمدة 3 شهور"، فيما تحمل قرود "البابون" وليدها أمامها حتى يعتمد على نفسه.
مشاهد عدة عايشها الحارس الأربعيني، يذكر أحد الصباحات حينما كان يُتمم على الحيوانات، وقتها مر على الجبلاية ليرى "مجموعة قرود عاملين دايرة.. شكلهم من بعيد غريب، بس لما قرّبت لقيتهم محاوطين قرد صغير لسه مولود وبيدوروا حواليه.. كأنهم بيحتفلوا بيه"، رفرف قلب الرجل فرحا، إذ لم يُعاين شيئا شبيها من قبل.
على العكس، حملت بعض الأيام الأخرى حزنا للقرود "فيه يوم جيت لقيت قردة عندي شايلة ابنها على إيدها وهو ميت"، دخلت الأم في حالة من الاكتئاب لفترة "المشكلة إن القرود كل نوع بيجيب وِلدة واحدة أو اتنين.. فالأمر بيبقى صعب جدا".
لم تكن لحظات موت الصغار، صعبة على الأمهات فقط "فيه قرود اتولدت على إيدي وماتت على إيدي"، كالقرد "بوبو". كان محمد يحمله على كتفه ويطوف به الحديقة، تارة للفُسحة وأخرى ليلتقط الزوّار صورا معه "كان دمه خفيف ومبيعضش حد، لما مات قعدت فترة زعلان عليه".
يتعجّب أبناء محمد من حُبه للقرود واعتنائه بها "القرود علمتني حاجات كتير منها إني أبقى رحيم أكتر"، يُشير لقرد أنثى من نوع "الكابوتشي"، وزنها صغير وبطنها مُنتفخة، إيذانا بُقرب الولادة "بدعي ربنا يتمم لها على خير وتقوم بالسلامة"، يسمعه أحد أصدقائه من العاملين، يقول له بسخرية "ما كفاية يا عم وحيد بقى العيال هتكتر"، ليرد صاحب الـ47 عاما: "يا عم أهم عِزوة لينا وللجنينة".
تابع باقي موضوعات الملف:
-"مبروك حيوانك حامل".. معاناة أم تتألم في صمت
-حكايات حيوانات مع الأمومة.. بطولة "قطة" وتمرد "بقرة"
-أمومة في الشارع.. مواقف من قصص إنقاذ الكلاب والقطط
-داليا في الملجأ.. أمومة متبادلة مع 582 كلبًا
-عالم أمومة الحيوانات.. صنوف من الرعاية والرحمة (صور)
فيديو قد يعجبك: