مُصوراتي وطالب وشغّال في محل بقالة.. قصة عمر عادل مع "النجوم"
كتبت-دعاء الفولي:
قبل 3 أعوام حصل عمر عادل على كاميرا، أهداها إليه والده، لم يكن صاحب الـ15 عاما شغوفا بالتصوير، لكنه أحبّ حكايات الناس الذين يقابلهم في الشارع، قبل أن يسافر بالصدفة إلى وادي الحيتان بالفيوم "هناك اتجننت بمنظر النجوم"، قرر الشاب الصغير تعلم التصوير الفلكي ذاتيا، سافر لأماكن مختلفة، حتى صار يعمل في محل بقالة ليغطي تكاليف رحلات المتعة والإثارة.
مر عامان على المرة الأولى التي ذهب فيها عادل إلى الصحراء، كانت مؤسسة "أستروتريبس" المعنية بالرصد الفلكي، قد نظمت رحلة إلى محمية وادي الحيتان، اصطحب الشاب كاميرا نيكون 5200 "مكنتش عارف إني أقدر أصوّر بيها حاجة"، قرأ قبل الذهاب عن ذلك النوع من التصوير، فأبهرته التقنية والأفكار.
لم تكن الصور الأولى هي الأفضل "بس لما نشرت حاجات منهم على فيسبوك الناس شجعتني واتبسطوا بيها"، استمر في التجريب بعد ذلك، سافر لوادي الحيتان أكثر من 13 مرة، طاف محافظة جنوب سيناء، ومحافظات مصرية أخرى.
"التصوير الفلكي بيحتاج معدات غالية".. أدرك عادل ذلك منذ اللحظة الأولى، لم تسمح له الميزانية بشرائها "بأجّرها وأرجّعها بعد الرحلة"، غير أن ذلك أيضا يحتاج لمقابل كبير، لذا قرر العمل منذ 3 سنوات "الموضوع متعب مع الدراسة، بس السفر والتصوير يستاهلوا".
مع الوقت، دشّن عادل أكثر من مشروع للتصوير الفلكي، أولهم كان "صحراء مصر ليلا"، والذي رصد فيه مجرة درب التبانة والظواهر الفلكية الأخرى في عدة أماكن، غير أن التصوير في الصحراء ليس يسيرا طوال الوقت.
"ممكن هناك تقابل أي حاجة؛ عقارب، تعابين، برد شديد، حر، لازم الواحد يحاول يكون عامل حسابه"، لم تخلُ رحلات عادل من مخاطر "اللي كان بيهونها إننا طالعين مجموعة مع بعض"، كما أن والده كان في الكشافة وهو في مثل سنه "فبيحكيلي هو كان بيعمل إيه"، يضحك الشاب قائلا "احنا بنتحدى بعض مين يروح رحلات أكتر ويستحمل".
يعلم صاحب الـ15 عاما أنه في بداية الطريق، لذا لا يخل الأمر من متاعب "في رحلات بعد ما بطلعها ممكن المعدات تبوظ أو يحصل حاجة، يبقى كل الفلوس والوقت راحوا" لكن شعور البهجة لا يفارقه بعد الرحلات الناجحة "بلاقي الناس بتبعتلي وتسألني الأماكن دي فين؟"، بعضهم حتى يتسائل إن كانت داخل مصر "بتبسط إنهم عن طريق الصور بيعرفوا إننا عندنا صحراء حلوة وسما جميلة يقدروا يشوفوها أي وقت"، دفع ذلك عادل لبدء مشروع آخر هو "مصر التي لا نعرفها"، حيث يعكف على تصوير الأماكن السياحية المختلفة "بدأت بجنوب سينا ودلوقتي في الفيوم".
ينوي طالب الصف الأول الثانوي، الاستمرار في مشروع "مصر التي لا نعرفها"، يتمنّى أن يجد داخل المدارس صورا ترصد صحراء مصر، متاحفها، وسماءها ليلا "بدل ما بنحفظ تاريخ من الكتب، لو عندنا صور في مكتبات مدارسنا ومعاها معلومات أكيد دة هيخلينا نعرف أكتر".
يتمنّى عادل أن يمتهن التصوير "سواء تصوير الشارع أو التصوير الفلكي"، تشجعه ردود الأفعال التي يتلقاها، خاصة بعدما اختارت شركة نيكون، صورتين له، العام الماضي، ضمن أفضل 100 صورة في الشرق الأوسط، عبر فيسبوك، بمناسبة مرور 100 عام على إنشاء الشركة.
فيديو قد يعجبك: