إعلان

من حكايات أوائل الثانوية العامة| "نجاح ميرنا وراءه مدرسة"

10:25 م الخميس 12 يوليه 2018

تقرير – مارينا ميلاد:
مساء الليلة الماضية، حمل لرفيق بولس، مدير إحدى شركات السياحة، خبرًا هو "الأسعد" بالنسبة له بعد سنوات صعبة على أسرته، حسب وصفه، عندما حدثه مسؤول بمكتب وزير التربية والتعليم، ليخبره أن ابنته ميرنا من بين أوائل الثانوية العامة بمجموع 99.4%، وأن الوزير سيتصل بها ليهنئها بنفسه.

على الفور، اتصل رفيق بزوجته وابنته ميرنا، التي بكت عندما سمعت الخبر، حيث توقعت أن تحصل على مجموع كبير، لكن لم يبلغ سقف توقعاتها هذا الحد: "أهلي قالوا لي ممكن نسمع اسمك في التليفزيون، لكن كنت بسخر من كلامهم. شعرت أن الموضوع بعيد".

لم يسعد بهذا الخبر، أسرة ميرنا وحسب، لكن كان هناك آخرون في انتظاره، هم "البيت الثاني لها" - حسب وصفها ووصف والدها - مدرسيها ومديرتها بمدرسة "راهبات نوتردام ديزابوتر للبنات".

صورة 1

سير ميرفت غبريال، مديرة مدرسة نوتردام الفرنسية، استقبلت ميرنا عندما التحقت بالمدرسة وعمرها 4 سنوات، حيث أنها تولت منصبها عام 2000 واستمرت به خمس سنوات، ثم تركته، لتعود مرة أخرى منذ عامين، وتشهد تخرج ميرنا من المدرسة: "كانت متفوقة دائمًا في جميع مراحلها الدراسية، وكانت من الأوائل بالابتدائية والإعدادية".

ترى سير ميرفت أن إدارتهم المنضبطة والحاسمة سبب أساسي في نجاح الطالبات، إلى جانب تشجيع المتفوقات منهن لكن دون تمييز بين أحد: "جميعهن بناتي والله سوف يحاسبني عليهن".

لا تذكر سير ميرفت أخطاء لميرنا، ويكمل على قولها، مسيو جودت عبد الملاك، عضو مجلس إدارة المدرسة، والمسؤول التربوي: "تفوقها الدراسي يقابله تفوق أخلاقي".

هنا توضح سير ميرفت أن اهتمامهم ليس فقط بالانتظام والمستوى الدراسي لكن بتكوين الشخصية، فتشير إلى وجود أخصائيين اجتماعيين ونفسيين، يعرفون وضع كل طالبة في بيتها، وصفاتها الشخصية: "نحن نبني انسان، الأمر ليس فقط أن يكون متفوق دراسيا، لكن يجب أن ننظر إلى حياته بعد ذلك".

صورة 2

وثقت جرمين عاطف، والدة ميرنا، في نظام هذه المدرسة، فهى إحدى خريجتها، لذلك جعلت بناتها الإثنان يلتحقن بها، ولتتمكن من مساعدتهما في اللغة الفرنسية: "أفرغ نفسي لمساعدتهما في الدراسة، ميرنا لم تأخذ أي دروس خصوصية إلا هذا العام، وساندرا الصغرى، وهي في مرحلتها الإعدادية، وكانت من أوائل المرحلة الابتدائية، لم تأخذ دروسا خصوصية حتى الآن".

تقول جرمين أيضا إنها تحملت "حساسية" ابنتها، التي هي إحدى سمات شخصيتها وزادها ضغط المذاكرة، كما ساعدتها على تجاوز "الموقف الأصعب" التي مرت به أواخر العام الماضي، وهو وفاة "مودموزيل نيللي"، مدرستها في اللغة الفرنسية، المرأة الخمسينية، التي كانت مقربة من ميرنا لدرجة كبيرة، وهى من نصحتها الالتحاق بشعبة الأدبي.

تذكرت ميرنا كم أحبت هذه السيدة، تذكرت نصائحها لها، وقررت أن تنجح لأجلها.

حساسية ميرنا، التي حكت عنها والدتها، ربما جاءت من الحس الفني الموجود لديها، فهى تحب الرسم، والعزف على البيانو، فتمتلًا غرفتها، التي تشاركها فيها شقيقتها ساندرا، باسكتشات الرسم، والألوان، وصور كارتونية، لذلك فهى تفكر في الالتحاق بكلية فنون جميلة أو كلية الإعلام، لم تحدد حتى الآن، لكن حلمها الذي يشبه هوايتها، هو أن تصبح مصممة جرافيك تعمل في أفلام الكارتون أو في مجال الإعلانات.

صورة 3

بالتوازي مع مشروع أطلقته مدرسة ميرنا العام الماضي، تحت مسمى "الانتماء"، بمفاهيم ثلاثة تخص الوطن، المدرسة، والعائلة، والذي يعتمد على زيادة الأنشطة المشتركة بين الطالبات، ارتبطت دفعة ميرنا ببعضهن أكثر رغم منافستهن، ليس بسبب هذا المشروع وحسب، إنما لسبب آخر: "كنت دائما أبكي إذا وجدت نفسي أقل ممن حولي، لأن مستوانا تقريبًا متشابة. لا أنكر وجود منافسة، لكنها ليست بالمنافسة المزعجة أو التي تسبب كراهية، بل العكس، المدرسة جعلتنا نحب بعضنا، كنا نتبادل المعلومات تليفونيا، والكترونيا، فأنشائنا جروب على واتس اب في الأيام التي سبقت الامتحانات. كان هذا العام مختلفا لنا لأننا شعرنا إننا سنتفرق ونترك بيتنا".

جرافيك-1

جرافيك 2

جرافيك-3

جرافيك 4

جرافيك 5

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان