إعلان

بعد عامين.. "حفرة ووفاة عزيز" بداية إصلاح "طريق الموت" بمطروح

12:01 م الإثنين 07 يناير 2019

شباب من مطروح يبادرون لإصلاح الطريق الدولي

كتبت- إشراق أحمد:

اعتاد عيسى عبد الفتاح حميدة سماع ورؤية الحوادث على الطريق الدولي مطروح/ السلوم، يسكن الشاب العشريني قرية أبولهو الجنوبي –غرب المحافظة- الواقعة على ذلك المسار الواصل بالجمهورية الليبية، لكن أغسطس 2016 كان شهرًا فارقًا؛ لقي صديق عيسى مصرعه، تسببت إحدى الحفر العميقة المنتشرة على الطريق في انقلاب سيارته، ليتوفى شابًا في الثالثة والعشرين من العمر. حزن عيسى على رفيقه "ميدو"، وقرر أن يمنع الأذى ما استطاع عن بيوت أخرى قد تفقد ذويها على ذلك الطريق.

"معالجة طريق الموت" اسم المبادرة التي سعى إليها عيسى قبل عامين لردم الحفر الموجودة على الطريق الدولي. خفت حماس المبادرة التي شارك فيها نحو 9 قرى من أصل 56 قرية في مطروح كما يقول الشاب لمصراوي، والذي قرر قبل أيام عودة العمل مرة ثانية تحت شعار "ابدأ بنفسك" لأنه "حتى الآن الدولي طريق موت".

1

صباح الجمعة الماضية، حمل عيسى وشقيقاه "شكارة" أسمنت وكم من الرمل والزلط لصنع "صب" يغطي كسور الطرق، ثم وضعوا حواجز تشير إلى السيارات لتفاديها، وأزالوها مع عصر اليوم بعد جفاف الاسمنت. 8 حفر تمكن الأشقاء من ردمها على مسافة 2 كيلو متر حسبما يوضح صاحب الثامنة والعشرين ربيعًا.

2

بعد وفاة صديق عيسى على الطريق الدولي، حدث الشاب نفسه "لازم يكون في حل"، سأم من كثرة مطالبات الجهات التنفيذية والحديث دون جدوى فيما لازالت الدماء تهدر على الأسفلت "حسيت أن الموت بيمس كل بيت، وكل واحد لازم يمنع ده في مكانه"، فكان كلما قاد سيارته ورأى "حفر" ترجل عن القيادة "وأجيب شوية تراب وأحاول اردمها ولو لقيت زلط أحطه".

11.098 ألف حادث سيارة على الطرق شهدها عام 2017، نتج عنها وفاة 3747 و13.998 مصاب وتلف 1720 مركبة، وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

3

ظل عيسى يحاول بقدر استطاعته تحويل الكسور المؤذية إلى أسطح مستوية أو "مطبات" تحذيرية في أسوأ الأحوال، حتى وجد حلاً مؤقتًا لكنه فعّال بشكل أكبر. يقول عيسى إن الطريق الدولي يبلغ نحو 500 كيلو مترًا، يمتد شرقا من مدينة العلمين إلى السلوم، وجنوبًا إلى سيوة بعمق 200 كيلو في قلب الصحراء، لا يستطيع الشاب معالجة تلك المسافة وحده "لكن لو عملت المبادرة وشارك فيها غيري.. كل واحد هيخسر شكارة أسمنت في منطقته" ولهذا دعا جميع قرى مطروح للتفاعل قبل عامين، وتمكنوا من تغطية نحو 80 حفرة، يصل عمق بعضها لنص متر.

من التجربة علم ابن قرية "أبولهو" أن "خلطة" الإسمنت تتثبت ما بين 9 أشهر إلى عام، يجد عيسى في ذلك مهلة جيدة تعين الحكومة حتى إعادة صيانة الطريق بشكل فعّال لمدة أطول. يقول الشاب إن مداومة سير سيارات النقل الثقيل على الطريق يسبب تهالكه، ورغم "أن الدولة شغالة" حسب قوله، لكن ما زالت بعيدة عن منطقته، لهذا يأمل عيسى أن تجد مبادرته صدى كما فعلت قبل سنوات.

4

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان