"سافر ليبدأ حياة جديدة".. حكاية شهيد فلسطيني في مذبحة نيوزيلندا
كتبت-دعاء الفولي:
لطالما عاش أسامة أبو كويك في مصر. وصلت العائلة للقاهرة من غزة عام 1980 واستقروا فيها. كان أسامة شابا عاديا، يحيا بين ثقافة بلده فلسطين، وإقامته في مصر، أحلامه بسيطة؛ أن يضمن وظيفة وحياة كريمة لأسرته، درس الهندسة المدنية وأنهى الكلية بتفوق، لكن تخبط الظروف دفعه للسفر إلى نيوزيلندا قبل عام ونصف، بحثا عن فرصة أفضل، اصطحب زوجته وأبناءه الثلاثة، ظن صاحب الـ37 عاما أن الدنيا ابتسمت له هناك، غير أن رصاص أطلقه إرهابي أنهى كل شيء منذ يومين، داخل مسجد النور بمدينة كريست تشيرش.
أكثر من 49 شخصا لقوا حتفهم داخل مسجدين بالمدينة النيوزيلندية، بعد إطلاق متطرف مسلح النار أثناء شعائر صلاة الجمعة الماضية،، بين المصلين كان أسامة. دخل الفلسطيني الجنسية للمسجد ولم يخرج، إذ ظل أصدقاؤه وزوجته يبحثون عنه يوما متواصلا "حتى اتصل بنا أحد أصدقائه وأخبرنا أنه في عداد المتوفين ولكن لم ير أحد جثمانه إلى الآن"، يحكي فؤاد أبو كويك، عم أسامة.
خلال 24 ساعة كاملة، كان القلق يأكل عائلة أسامة "اعتقدنا إنه من المصابين وإننا هنطمن عليه"، غير أن الخبر اليقين قلب الأمور للأسوأ "شيخ الجامع تعرّف عليه" حسبما تقول شقيقته سمر.
نيوزيلندا كانت أرض الأحلام لأسامة، هناك استقر رفقة زوجته وثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ سبعة أعوام "أسامة كان معجب جدا بالمكان وكان ينوي المعيشة هناك بقيه عمره"، كانت الأخت على تواصل دائم معه، ترن ضحكاته في أذنها "آخر مرة كلمته وسمعت صوته كان يوم الأربع".
بين ليلة وضحاها اختلفت حياة أسرة أسامة "زوجته لسة بتنتظر خروج الجثمان عشان يتم الدفن"، تقول الأخت، فيما يضيف العم "والده ووالدته سيذهبان لنيوزيلندا ليحضرا الدفن"، حيث لن يتم نقل الجثمان للقاهرة أو غزة "لأنه قال قبل فترة أنا راضي هنا واحنا اعتبرناها وصية بدفنه هناك" حسبما يضيف العم.
"حسن الخلق، الطيبة، جمال اللسان.." أشياء كثيرة تشهد بها عائلة أسامة له، مازال يذكر العم آخر حديث بينهما منذ أشهر، حين هنأه الشهيد بعيد الأضحى "كان دايما يسأل علي حتى لو انا انشغلت". تلك السيرة الحسنة، كان لزاما أن تنتهي بعمل عزاءين للشهيد "واحد في القاهرة والآخر في غزة" حسب قول سمر، التي تستطرد "أخي كان نفسه يموت مناضلا في سبيل الله وربنا حقق له الأمنية".
فيديو قد يعجبك: