رمضان كريم| سجاد الجوامع ينعش أعمال المغاسل.. وأصحابها: "خير لينا"
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب وتصوير- عبدالله عويس:
قبل أيام من رمضان، وصلت إلى عماد حسين عدة سجاجيد لتنظيفها داخل الشقة التي استأجرها خصيصا لذلك العمل. وبنظرة سريعة إلى السجاد أمامه، أدرك أنه يخص مسجدا، ما يعني أن عليه الانتهاء منه سريعا، ليعاد فرشه من جديد، قبل الشهر الفضيل.
سجاجيد متسخة تستقر لدى عماد في محله الخاص بالكي، قبل أن يرفعها ابنه حسن إلى الشقة التي استأجرها الرجل ليغسل فيها، بواسطة جهازين، أحدهما يقوم بعملية الغسيل بينما يتولى الثاني شفط المياه وتجفيف السجاد، ويحصل على 5 جنيهات مقابل المتر الواحد: «سواء بقى سجاد أو كليم، أي نوع وأي شكل، أي متر بـ5 جنيه».
يحكي الرجل بينما يساعد ابنه في حمل بعض السجاد، سواء الخاص ببعض المنازل أو المساجد: «لسة مخلص سجاد جامع، وعشان حجمه صغير فخلص معايا على طول، وفي جامع تاني رايح أعمل شغل ليه».
تحتفظ بعض المساجد بسجاد بديل، في حال ما إذا أرسلت سجادها للغسيل، بينما يقوم آخرون بانتظار أي فرصة لتجديد المسجد، لإرسال السجاد لبعض المغاسل لتنظيفه: «وفي كل الأحوال مينفعش نتأخر على شغل المسجد، وبجيب ناس تشتغل عندي لو في جامع كبير، ويومية الواحد بتبقى 100 جنيه».
إذا كان سُمك مفروشات المسجد صغير فإن جفافها يكون أسرع، وقد يستغرق الأمر يومين فقط حتى يعيد الرجل السجاد للمسجد، أما إذا كان سميكا فإنه ينتظر حتى يجف تماما، قبل أن يلقي عليه بعض المعطر، ومن ثم إرساله للمسجد: «في الأول كنت بودي لبنزينة تغسل ليا الشغل، بعد كده فكرت في الشقة دي ورمضان يعتبر موسم لينا طبعا، وبنبدأ شغل الجوامع من أول شعبان مثلا».
يشير الرجل إلى مسجد على بعد خطوات من محله في شارع الجمهورية القريب من محطة مترو شبرا الخيمة، متذكرا حين أنهى تنظيف سجاده، حتى أخبر أحد السكان إدارة المسجد برغبته في شراء سجاد جديد للمسجد: «وأهو كل واحد بيحاول ياخد ثواب، فبيستخدموا اللي اتغسل كبديل لو حبوا يطلعوا الجديد يتغسل مثلا».
سعر جهاز التنظيف الذي يعمل به الرجل 7 آلاف جنيه، وهو صيني الصنع، ويعتبره الرجل رخيصًا مقارنة بغيره من الأجهزة: «بس ده على قد مقدرتي، وباخد المقاسات الصغيرة من السجاد، لإن لو في كبير زي القطع الكبيرة بغسلها جوة المسجد عشان معنديش مساحة ليه».
سعيد عبدالغفار ذو الـ 50 عاما يتولى غسل سجاد مسجد السلام على طريقتين، الأولى يدوية، والثانية من خلال جهاز يضخ المياه بقوة كبيرة: «بنجيب مسحوق غسيل وكلور ومعطر، وبتتخلط مع بعض وتتحط في جرادل، ونشتغل منها لكل السجاد» يحكي الرجل، بينما كان يخرج من المحل سجاد يخص بعض المنازل، بينما كانت أخرى تخص مسجدا: «عندي مساحة هنا بغسل فيها الفرش وأخويا بيساعدني، وفي مكنة ضخ المياه دي بتسهل علينا الشغل».
سعر غسيل متر من السجاد لدى الرجل 5 جنيهات، وتصل أحيانا إلى 6 جنيهات و7 كذلك: «لو أنا اللي هنقل الحاجة يبقى السعر هيختلف، ولو الكميات كبيرة بحتاج ناس تشتغل معايا وده مكلف».
لدى سعيد 4 أولاد، وهذا الموسم مبشر له ولأسرته، وأمام محله سجاد مغسول مفروش على قوائم حديدة وزعها الرجل حول محله، فمع كل متر من السجاد المتسخ جنيهات تدخل جيبه: «وكلها أرزاق ربنا موزعها، ولينا فيها نصيب».
أسعار المساحيق مختلفة، ويشتري الرجل كميات كبيرة منها، ويصل سعر الكيلو منها في المتوسط 15 جنيها، بينما يشتري الكلور بـ10 جنيهات للكيلو، وزجاجات عطور صغيرة تكلفة الواحدة منها 15 جنيها: «ولما الحاجة بتخلص وتنشف، برش عليها عشان تثبت فيها شوية قبل ما أكيس السجاد وأبعته، وأول ما يتفتح تبقى ريحته حلوة».
يعمل فارس عبدالعزيز في شركة تهتم بتنظيف الأثاث والمفروشات، وفي رمضان تطرح الشركة تخفيضات للمساجد. وتعمل الشركة بجهاز تنظيف، لا يحتاج إلى إخراج السجاد من المكان: «الجهاز بيغسل السجاد وهو في مكانه بشامبو خاص بالسجاد، من خلال مراحل، الأولى بيشفط التراب والتانية يغسل والتالتة يجفف، كل ده والسجاد مكانه» يحكي الرجل، الذي يتقاضى 5 جنيهات عن كل متر، لكن ذلك السعر مقتصر على المساجد فحسب: «الشامبو ده لوحده بـ120 جنيها الربع كيلو، بس إحنا بنشتري منه كميات كبيرة للشغل».
داخل مسجد النور بمنطقة أم بيومي، كان الهادي مبارك وإبراهيم مصيلحي يجلسان، يتحدثان في كثير من شئون المسجد، على رأسها التطوير الذي يتم في مصلى السيدات، قبل أيام من رمضان. فبعد أن انتهى القائمون على المسجد من ضبط أرضية المصلى وطلاء الجدران، اشتروا سجاد للأرضية: «كلفتنا حوالي 10 آلاف جنيه، والقديم بعد ما اتغسل سبناه عشان لو حد كبير في السن بيصلي ركبه متوجعوش، ويبقى في بديل في أي وقت» قالها الهادي، الذي اشترى المتر بـ125 جنيها، ودفع المبلغ عدد من المتبرعين: «المبلغ ده شامل التركيب والنقل وإيد الصنايعية اللي قطعوه وحطوه».
أعداد المصلين في رمضان تزيد عن بقية الشهور، بحسب الرجل، الذي يخدم ذلك المسجد دون مقابل: «فتبقى الجوامع جاهزة لخدمة حبايب ربنا».
بعض المساجد تشتري فرشا جديدا لأرضياتها، ويتراوح سعر المتر من 86 إلي 173 جنيها، بحسب جودة السجاد، وذلك داخل أحد فروع إحدى شركات السجاد الشهيرة: «المسجد بيقول مثلا إن مساحته كذا وتصميمه بالشكل الفلاني وإحنا بناء على ده بنديله السجاد» قالها محمد علي، الذي يعمل بذلك الفرع.
وأشار إلى كمية من السجاد حوله، وبعض القطع التي وضعها في مدخل المكان ليراها زوار الفرع، في حال ما إذا كانت رغبتهم شراء سجاد لأحد المساجد أو الزوايا: «البيع بيبدأ في رجب لكنه بيزيد قبل رمضان على طول».
فيديو قد يعجبك: