"فعل ماضي".. لماذا لا يتسامح المجتمع مع مسجون ومتعافِ وبنت ملجأ؟
كتبت-رنا الجميعي:
لا يجب أن نعيش أسرى للماضي، لقد دفعنا الثمن، وعلى المجتمع أن يحترم ذلك، كان ذلك ما يُعبر عنه الفيلم القصير "فعل ماضي"، واحد من مشروعات التخرج لطلبة اعلام القاهرة، والذي حصل على المركز الثالث.
ثلاث شخصيات حقيقية تظهر داخل الفيلم، يحكون قصصهم، كأنهم يُحاولون التطهر وطوي صفحة من الآلام، الثلاثة طاردهم المُجتمع بأحكامهم القاسية، أو كما تقول واحدة من أبطال الفيلم "أصعب شعور لما تبقى نفسك تعيش حياة صعب تعيشها"، يحكي الفيلم كما تقول أميرة خالد، واحدة من الطلبة المُشاركين بالعمل، أن الفكرة تهتم بالفئات التي تُعاني من عدم الدمج داخل المُجتمع المصري.
اختار الفيلم ثلاث فئات؛ المُتعافي من الإدمان والقادمة من الملجأ، والثالث الذي قضى عقوبة السجن بسبب السرقة، فاضل الفريق بين فئات عديدة "فكرنا في فئات تاني زي المُطلقات والبنات اللي اتأخروا في الجواز"، غير أنهم استقروا على الفئات المذكورة لأن المُطلقات والبنات غير المتزوجة نوقشت أحوالهم كثيرًا.
كانت المهمة صعبة للوصول لتلك الشخصيات، ما بين البحث في أربع محافظات داخل مؤسسات عديدة؛ مثل مستشفيات علاج الإدمان، والملاجئ، ودور تأهيل المساجين، عثر طلبة قسم الإذاعة والتليفزيون على قصص العديدين "لكن اختارنا القصص الأفضل"، بالإضافة إلى الأبطال الذين وافقوا على الظهور أمام الكاميرا "ودا كان صعب إننا نقنعهم بس هما نفسهم كانوا عايزين يوضحوا وجهة نظرهم للناس".
كان هناك عدة مُشكلات واجهت الفريق، منها موافقة الأبطال على التصوير، أما الأصعب فكانت حينما قُتل أحد مصادر المشروع "كان شخص بيساعد الناس اللي خرجت من السجن بفلوس، عشان يفتحوا مشاريع ليهم".
في البداية حينما طرح فريق "فعل ماضي" الفكرة على أساتذتهم، لاقوا بعض الإحباط "أول مناقشة كانوا خايفين إن الفيلم بيشجع إن أي حد يغلط والمفروض المجتمع يسامح"، كما تصف أميرة فهي "شعرة" بين التشجيع على فعل الخطأ وعفو المُجتمع عمّن قرروا تجاوز الماضي، كان تحدي بالنسبة للفريق، وظهرت النتيجة في ردود الأفعال الإيجابية بعد عرض الفيلم "الناس خرجت من الفيلم متأثرة بحكايات الشخصيات وفاكرة تفاصيلها".
فيديو قد يعجبك: