إعلان

"لو كلنا نسخ من بعض".. مشروع يبحث عن الأعراق الموجودة في مصر

08:13 م الأربعاء 10 يوليه 2019

مشروع تخرج طلبة كلية اللغة والإعلام بالأكاديمية ال

كتبت- رنا الجميعي:
"أيه اللي ممكن يحصل لو كلنا نُسخ من بعض؟" جملة افتتاحية تبدأ بها حملة إعلامية حديثًا على موقع الفيسبوك، يجرّ السؤال حديث عن الاختلاف بين الثقافات الموجودة ضمن نسيج المجتمع المصري، مجموعات عرقية تعيش بيننا ولا نعرف عنهم شيئًا، هكذا قرر طلبة بالأكاديمية العربية عمل مشروع تخرجهم عنه.
"أُناس وأعراق" هو اسم مشروع تخرج فريق بكلية اللغة والإعلام، تقول سيرين العواد، المسئولة عن بحث المشروع، إن كل عام يُحدد ثيمة معينة لمشاريع التخرج "والسنة دي كان الموضوع عن التراث الثقافي المصري"، وقرر فريق العمل المكون من ثمانية أفراد عمل أفلام قصيرة وثائقية عن المجموعات العرقية في مصر، من منطلق عدم دراية المجتمع بهم "فيه ناس عايشة معانا واحنا منعرفش عنهم حاجة".

في مطلع العام الحالي بدأ الفريق في البحث عن تلك المجموعات "لقينا إنهم تمانية، وقررنا نعمل عن تلاتة منهم هم البدو والأمازيغ وقبيلة البجاوية"، وبدأت رحلة السفر تجاه أماكن معيشتهم، خلال أربعة أشهر سافر الفريق إلى الأمازيغ في واحة سيوة والبجاوية في حلايب وشلاتين، وإلى البدو في مدينة برج العرب بالإسكندرية.
اختار الفريق تلك المجموعات تحديدًا "لأن مالهاش تمثيل جيد في الإعلام"، لينطلقوا نحو الثلاث مناطق في رحلة استكشافية يتعرفون فيها على عاداتهم وأسلوب حياتهم، موسيقاهم، وأنواع الرقص لديهم، ومطبخهم، فيُقابلون عدد كبير منهم ليألفوهم "ونقدر نصور معاهم بعد كده".

1

انتقى الفريق طريقة عرض المشروع بالفيديو، على شكل حملة إعلامية على السوشيال ميديا "محبيناش نعمل فيلم يشوفه بس الناس في الكلية، عشان كده اختارنا ينزل على الفيسبوك عشان يوصل لكل الناس"، كرحلة استكشافية بدأ الشباب في مُعايشة ثقافات البدو والقبيلة البجاوية والأمازيغ "كنا بنجرب معاهم كل حاجة، الأكل والشرب والرقص والمزيكا، وكنا حابين تظهر الحاجات دي على طبيعتها"، لذا يظهر الفريق في تلك الفيديوهات.

يُموّل المشروع الطلبة بشكل ذاتي، لذا قابلتهم مشكلة تصوير البدو في برج العرب "مكناش قادرين نتحمل تكلفة الكاميرات فمصورناش معاهم"، لم تكن تلك المشكلة الوحيدة التي واجهتهم؛ طول الطريق إلى حلايب وشلاتين كان مُرهقًا لفريق العمل، حيث تستغرق مدة السفر نحو 14 ساعة، كذلك اتسم أهل قبيلة البجاوية بالانغلاق، كما أنهم لا يتحدثون العربية "ومكنوش بيفهموا عربي كويس كمان"، كذلك فقد اعترضتهم مشكلات أمنية "لأن وقتها كان ذروة الثورة السودانية وهما قريبين منها".

2

غير أن الفريق تمكّن من تصوير أسلوب حياتهم، كذلك الأمازيغ في سيوة المُرحبين بأي غريب عنهم "هما متعودين عشان بيجيهم ناس كتير سياحة". لم يكن المشروع بالنسبة لفريق العمل مُجرد وسيلة للحصول على درجات عالية، تكفي السعادة التي شعروا بها خلال تنقلاتهم بين سيوة وحلايب وبرج العرب "حسيت أد أيه بلدنا حلوة، وإننا مش محتاجين نسافر برة عشان نشوف الجمال ده"، كان الفخر يملأ نفوسهم بما عاشوه.
تلقى فريق "أُناس وأعراق" ردود فعل جيدة من الأساتذة، تتذكر سيرين ما قاله له أحد أعضاء لجنة التحكيم "ده مش شغل طلبة، ده شغل محترفين"، وقد حصل المشروع على درجة الامتياز، فيما يبدأون خلال تلك الأيام نشر الحلقات على صفحتهم " أناس وأعراق"، ورغم التخرج إلا أن الفريق يودّ الاستمرار في تلك الحلقات التعريفية عن الأعراق "حابين نروح أماكن تانية".

3

تتذكر ما خبرته خلال تلك الأماكن، ما جعلها مسئولة أكثر ولديها درجة عالية من تقبل الآخر، ولفت نظرها بساطة أهل البجاوية وبساطة معيشتهم وسعادتهم بها، كما أنها أحبّت واحة سيوة التي تشع بالحيوية، والموسيقى المميزة للأمازيغ التي لازالت ترن في أذنيها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان