تطبيق "تكية".. مبادرة تُقدّم الطعام للفقراء بالمجان
كتب- محمد زكريا:
حوالي 40 دولة عربية وأروبية، زارتها منة شاهين بحكم عملها بإحدى شركات الدواء العالمية. فلا أكثر من الفنادق التي قبعت فيها أياما. أو المطاعم التي ذاقت غذائها. لتلتفت الشابة إلى كم هائل من طعام مهدر حول العالم. ويصل بها بحث شغوف، إلى إحصائيات، تفيد بأن ثلثي طعام العالم، ينتهي الأمر به إلى سلات القمامة، فضلا عن الإنسان. من هنا بادرت الفكرة عقل البنت، تطبيق إلكتروني (أبليكشن)، يُوصل ذلك الطعام المهدر إلى الفقراء، ويصون للبيئة حقها، أسمته "تكية"، واتخذت له شعارا: "معا لحفظ النعمة"، ليبدأ عمله على أرض مصر.
"تكية"، هو تطبيق مجانى غير هادف للربح، يهدف القضاء على ظاهرة إهدار الطعام، عن طريق الاستفادة من فائض الطعام السليم للفنادق والمطاعم، ببيعه لمستهلكين بأسعار رمزية، أو توصيله مجانا لفقراء عن طريق جمعيات خيرية، كما يساهم في الحفاظ على البيئة، من خلال تقليل ذلك الطعام المهدر.
في العام 2018، بدأ عمل المشروع، وجدت شاهين صعوبات منذ البداية، تمثلت في إقناع أصحاب المطاعم والفنادق بالتعاقد على بيع فائض طعامهم لـ"تكية"، أو التنازل لها عنه لصالح جمعيات خيرية توزعه على فقراء، لكن نجحت الشابة في النهاية في توسيع قاعدة عملائها، التي وصلت الآن إلى 80 سوبر ماركت، 20 مطعما و8 فنادق، يستفيد من طعامهم المهدر حوالي 1000 مُستخدم للتطبيق، موزعين بين محافظات القاهرة والشرقية وأسوان والإسكندرية.
يصل المستهلك إلى الخدمة، عن طريق تسجيله في التطبيق، وطلب ما يحتاجه من ذلك الطعام، والذي يصل سعره إلى أقل من نصف ثمنه الأصلي، مقارنة إذا اشتراه المستهلك من مصدره الأول. فيما تقوم الجمعيات الخيرية وملاجئ الأيتام، بدور الوصل، بين الطعام الذي حصلت عليه "تكية" مجانا من المطاعم والسوبر ماركت، وبين مستفيديه من الفقراء، والذين في الأغلب لا يملكون هاتف ذكي يستطيعون من خلاله الدخول إلى التطبيق.
تسعد شاهين بمشروعها، تشعر بالاكتفاء كما تعبر لما تقدمه من خدمة لمجتمعها، ترى أنها تضرب ثلاثة عصافير بحجر "تكية"، تقصد هي أن لمشروعها ثلاث فوائد، الأولى تقديم طعام لفقراء، والثانية تقليل التلوث البيئي، والثالثة زيادة مبيعات المطاعم التي تبيع فائضها المهدر لـ"تكية".
بينما تحلم أن يتوسع عمل التطبيق ليصل إلى دول عربية، بل يصبح "تكية" أكبر "أبليكشن" في العالم، ويؤثر على حياة البشرية بالكامل، تأمل الفتاة بعالم بلا فقراء، ببيئة نظيفة وعدالة في توزيع الطعام.
فيديو قد يعجبك: