أحذية مُريحة.. كيف أحيت جيجي ومنى "البُلغة" من جديد؟
كتبت-رنا الجميعي:
تصوير - شروق غنيم:
من المؤكد أنك سمعت من قبل عن "البُلغة"، وهو ذاك الحذاء الذي ارتداه المصريون قديمًا، ولم يعد رائجًا الآن، لكن جيجي ابراهيم ومنى سرور قررا إعادته للحياة من جديد.
منذ أربع سنوات اجتمعت الفتاتان في محبّة الحرف اليدوية، وفكرا في إقامة المشروع الخاص بهما، كما تقول منى، ومن هُنا اتجها إلى تصميم الأحذية "أنا بحب الأحذية جدًا"، تذكر منى بإبتسامة واسعة، لكن ما الجديد الذي يُمكن صناعته في ذلك المجال، هكذا فكرت الشابتان للعودة إلى البُلغة، فقد كان اهتمام جيجي ومنى مُنصب دومًا على تراث مصر.
وبسبب حُبهما للتراث المصري قررا المزج بين نوعين من الحرف اليدوية، فمنذ سنتين صمما أول مجموعة أحذية، ظلا يُجربا أنواع مختلفة من الجلود أولًا "جلد ضاني ولا ماعز ولا جملي"، وتمت صناعة الأحذية بالجلد الجملي، أما عن الحرفة فحاولا تجربة حرف من مُدن عديدة، لكن قلب الفتاتين مال نحو مدينة شلاتين "احنا بنحب نروح هناك كتير"، التي أخذا منها الخطوط المصنوعة من السعف اليدوي بأيدي نساء الشلاتين أنفسهم.
لم تكتفِ الفتاتان بذلك المزج فقط، بل أضافا أيضًا إليها بعض من الخياطة السروجي "وهي نوع خياطة بدأ يختفي بسبب إنه محتاج مجهود وقوة بدنية كبيرة"، وتمت الاستعانة بفتيات تدربت على الخياطة السروجي "بنحاول نعلمهم عشان متختفيش".
في مرحلة صناعة الأحذية بحثت الشابتان عن ورشة لصناعة التصميم، قابلتهما الكثير من العقبات حتى توصلا إلى ورشة أحذية تعمل في صناعة البلغة "روحنا لورشة أبًا عن جد بُلغاتي"، لكن بعدها بفترة تمكنا من امتلاك ورشة خاصة، حيث يعمل معهما حوالي 18 شخص في صناعة الأحذية.
بالإضافة إلى المزج بين حرفتين، حرصت جيجي ومنى على انتقاء خامات مُريحة في الصناعة "خامة الجلد من جوة طرية وناعمة عشان متوجعش الرجل"، كذلك قاما بإضافة نعل فوق النعل الأساسي "عشان لو فيه نعل اتبرى النعل التاني هيكون موجودة وبكدة الجزمة هتفضل سنين".
استغرقت المجموعة الأولى من الأحذية حوالي السنتين، وفي نهاية نوفمبر الماضي كان الانطلاق الحقيقي للمشروع على الأرض، فقد تم عرض الأحذية في أحد المعارض الفنية، بأسعار تبدأ من الـ600 جنيه وحتى الـ1400، ومنذ ذلك الوقت أعجب الكثير من العملاء بتلك الأحذية "بنسمع كتير من الناس الله دي مريحة أوي ودي بس الجملة اللي بنبقى محتاجين نسمعها".
تسعد منى بكثرة الطلب على الأحذية، والتي لم تقتصر على البيع داخل مصر فقط "لينا كمان عملاء أجانب"، تعددت الأشكال والمقاسات الخاصة بالبلغة، كما أنها تنوعت عن شكل البلغة التقليدي "صحيح احنا عملنا شكل البلغة بتاع زمان بس كمان عملنا أشكال تانية زي البوت"، فيما استوحت منى الألوان من الطبيعة الخاص بالشلاتين "اختارنا الألوان زي لون الصحرا والأشجار اللي هناك"، فتباينت الألوان بين الجملي بدرجات والأخضر والبني الغامق.
المميز أيضًا في مشروع "بولجا" أنه لا يفرق بين الجنسين، فالحذاء واحد للجنسين "احنا مقتنعين إن مفيش فرق بيننا وحابين نلبس بالشكل ده، واكتشفنا إن فيه ناس كتير بتفكر زينا"، كما أن المقاسات بين الـ36 وحتى ال46 "عشان لو حد رجله صغيرة أوي، أو لو بنت مقاس رجلها 43 هتلاقيه عندنا".
تنهال الكثير من التعليقات والأسئلة على الفتاتين "زي ازاي ننضف الجلد"، وتُجيبهم منى أن هناك بعض الحركات البسيطة يُمكن عملها "لو الجلد عليه بقعة قلم جاف مثلًا بجيب أسيتون بقماشة قطن والبقعة بتطلع ونضف الجلد بفازلين، الجزمة بترجع زي ما هي"، كما أنها تُحذرهم من استخدام الورنيش "بيبوظ الجلد".
رغم نجاح المشروع إلى الآن، لكن بدأ التفكير في المجموعة القادمة، التي ستضعان فيها أيضًا إحدى الحرف الخاصة بمدن مصر "احنا دايمًا حابين نعمل حاجة من روح مصر"، كما يسري داخلهما الحماس والتحدي للمجموعة القادمة "كفاية إن الناس قالت لنا دي أول جزمة براند مصري أشتريه وأحس إنه مريح جدًا".
فيديو قد يعجبك: