"حنة ورد".. قصة فيلم مصري طاف العالم رغم كورونا

كتبت-دعاء الفولي:

فكرة بسيطة طرأت لعقل مراد مصطفى قبل حوالي عام ونصف، أراد المخرج العشريني صناعة فيلم عن اللاجئين في مصر، لكنه أراد دمج واقعهم بالتفاصيل الشعبية المصرية، لم يجد مصطفى وصديقه الكاتب محمد علي منصور أفضل من "الحنّانة"، السيدة السودانية التي تطوف البيوت قبل الأفراح لترسم الحنة، كانت هي نافذته للحديث عن عادة يتناقلها الأجيال منذ مئات الأعوام، لكن تلك المرة من خلال ابنتها الصغيرة "ورد".

يحكي "حنة ورد" الفيلم الروائي القصير عن طفلة عمرها 7 سنوات، تتابع ما يحدث داخل البيوت المختلفة أثناء ذهابها مع والدتها. قرر مصطفى من اللحظة الأولى أن يكون الفيلم من وحي خيال كاتبيه "بس في نفس الوقت فيه جزء وثائقي"، حقق مصطفى ذلك من خلال أبطال الفيلم، إذ كانت مرحلة اختيارهم هي الأطول والأصعب "لأنهم ناس عادية مش ممثلين".

كان البحث عن شخصيات صادقة أمرا صعبا "كتير من السيدات اللي بيشتغلوا بالحنة محبوش يطلعوا على الكاميرا"، أصر مصطفى على إيجاد مبتغاه "فكرة إنك تصور حنّانة وبنتها بحقيقي من غير لوح إزاز حاجة مهمة"، كما أن الشخصيات الأخرى في الفيلم "من منطقة نزلة السمان فعلا وتفاصيل حياتهم الحقيقية قريبة من الفيلم".

استغرق التحضير للفيلم الروائي الأول لمصطفى حوالي 4 أشهر، إذ انتهى من التصوير في أغسطس 2019، لكن قابلته أزمة "الفلوس كانت قليلة جدا، فاتفقنا مع شركة ريد ستار على إنتاج الفيلم وتسويقه"، كانت التجربة كلها جديدة على المخرج المصري، كذلك ما حدث فيما بعد جراء فيروس كورونا.

ما أن تم الانتهاء من الفيلم أواخر 2019 "بدأت أبعته لمهرجانات كتيرة"، أدرك صناع الفيلم حجم المجهود الذي بذلوه "بس متوقعناش إنه يروح مهرجانات كتيرة كدة"، ففي فبراير 2020 تم قبول الفيلم للعرض في مهرجان "كليرمون فيران" بفرنسا، وهو أحد أهم المهرجانات المعنية بالأفلام القصيرة في العالم.

يتذكر مصطفى كيف عاش الحلم خلال أيام المهرجان "إني ألاقي الفيلم بيتعرض في قاعة جواها 2000 شخص كان حاجة مبهرة"، قابل صاحب "حنة ورد" صناع أفلام من دول مختلفة، عُرض عمله 8 مرات داخل المهرجان، عاد مصطفى لمصر بعدها ليحدث الإغلاق التام في العالم بسبب الفيروس المستجد "لكن لحظنا الحلو الفيلم راح دول كتير رغم إني مسافرتش".

لوهلة، ظن مصطفى أن الأبواب اُغلقت في وجهه، لكن المهرجانات التي قُبل فيها الفيلم تنوعت بين لندن، هولندا، الولايات المتحدة الأمريكية "كورونا موقفتش عندهم عرض الأفلام ولو باحتياطات شديدة"، كان مسئولون من بعض اللجان الفنية في الدول المختلفة أحيانا يتواصلون معه وصناع آخرين عبر تطبيق زووم للحديث عن "حنة ورد".

مازال يأمل مصطفى أن يتم عرض الفيلم في مصر "دا اللي كورونا وقفه فعلا"، ينتظر بلهفة تخفيف القيود وانتهاء الفيروس المستجد، يريد أن يشاهد العالم العربي مولوده الأول.