إعلان

"زوار آخر ساعة".. كيف كان حضورهم في معرض الكتاب؟

11:56 م الثلاثاء 04 فبراير 2020

كتب- أحمد شعبان:

على عجل، خرج "محمد خليل" من مكان عمله بالتجمع الأول، مساء الثلاثاء، وهرول متجهاً إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، ليلحق الساعة الأخيرة من اليوم الأخير للحدث الثقافي الأهم: "الحمد لله لحقت وجيت في الوقت الضايع"، يقول محمد.

طوال أيام الدورة الـ51 من معرض الكتاب، الذي فتح أبوابه للجمهور في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، لم يستطيع الشاب، الذي يعمل فني مساحة، المجيء والتجول داخل أروقة المعرض؛ فعمله يبدأ من الثامنة صباحاً ويمتد إلى السابعة مساءً. أما اليوم استأذن الشاب العشريني في الانصراف قبل موعد انتهاء عمله بساعة واحدة، "كنت هزعل لو مجتش أنا برتب اليوم ده في الشغل بقالي أسبوع"، يحكي محمد لمصراوي.

في السابعة والربع مساءً، حطت أقدام الشاب أرض المعرض، فصله عن موعد إغلاق الأبواب حوالي ساعة إلا ربع فقط. بلهفةٍ توجه "محمد" إلى قاعة 1، غير أنه حينما دخل إليها كان العاملون في أجنحة دور النشر قد بدأوا في لملمة معروضهم، ووقعت عيناه على مشهد الكراتين المتراصة أمام رفوف الكتب التي ظهر لونها الأبيض بعدما بدأ تفريغها "كنت مستعجل وحاسس إن حد واقف فوق راسي وأنا بشتري"، بينما لم يستطع دخول قاعة 2 لأنها أُغلقت.

اشترى الشاب العشريني الذي يتردد على معرض الكتاب منذ خمس سنوات، ما خطر على ذهنه من الكتب، لكن فاته شراء كتب أخرى، بحسب ما يقول: "تتعوّض المرات الجاية، وبالنسبة لي حاجة أساسية بتبسطني إني آجي المعرض"، فيما يقول إنه فوجئ بالتخفيضات الكبيرة لدى دور النشر والتي وصل بعضها إلى 50% "ملحقتش أستفيد بيها".

أما "حسام إبراهيم"، 26 عاماً، فقد حدد لنفسه عدد قليل من الكتب لشرائها، لذا لم يستغرق أكثر من نصف ساعة للحصول عليها، وصل إلى معرض الكتاب في السابعة مساءً وغادره في السابعة والنصف. أتى الشاب من مستشفى قريب يعمل به، يحمل صوراً على هاتفه للكتب التي يريدها، سأل أحد المتطوعين عن أماكن دور نشرها "وحظي حلو لقتهم كلهم في قاعة واحدة فخلصت علطول".

منعت ظروف العمل "حسام" من القدوم للمعرض في الأيام السابقة، فضلاً عن أنه كان يعتقد أن المعرض مستمر حتى العاشر من فبراير، مثلما كان الحال قبل عامين، حين كان يُقام معرض الكتاب في أرض المعارض في مدينة نصر.

كما اعتاد "أحمد زكريا" القدوم إلى المعرض رفقة أصدقائه، لكن عمله في إحدى المدارس الخاصة في منطقة زهراء المعادي، حال هذا العام بينه والقدوم برفقتهم "بخلص شغلي الساعة 5 المغرب فمش بلحق وكان عندي ضغط شغل الأيام اللي فاتت"، لكن اليوم غادر الشاب عمله في الثالثة عصراً ليتجول في قاعات المعرض ويشتري ما تيسر له من إصدارات.

يميل صاحب الـ25 عاماً إلى أدب الرعب ورواياته، اشترى 6 كتب "اتناقشت مع أصحابي في الكتب اللي هجبها زي ما كنا بنعمل ورشحولي روايات"، فيما أخذ جولة في المعرض وغادره عند الثامنة مساءً.

من أجل أطفالها، جاءت ندى حسام من مركز طوخ في محافظة القليوبية لتشتري لهم كتب التلوين والرسم وقصص الأطفال، تقول إنها أجّلت زيارتها لليوم الأخير بسبب التخفيضات الكبيرة التي تطرحها دور النشر في اليوم الختامي، فيما جلس "عصام ربيع"، مهندس زراعي، يوزّع نظراته في أرجاء المعرض بعدما حضر آخر ندواته، "زيارة المعرض بالنسبة لي واجب وفرض، مش بشتري كتب كتير، بحب الندوات والمسرح والعروض الشعبية اللي بتتقدم، جاي علشانها"، لكنه لم يحضر سوى النصف ساعة الأخير من آخر عرض، وحضر ندوة قبل أن يلقى نظرة الوداع على الدورة الـ51 من معرض الكتاب.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان