ماذا تفعل الأمهات العاملات بعد توقف الدراسة؟.. "رانيا أخدت ولادها الشغل"
كتبت-رنا الجميعي:
أمس صُدمت رانيا سيد في قرار وزارة التضامن بغلق الحضانات، فلديها ولدين في سن الثانية والثالثة، كانت الحضانة تُزيح عنها التعب كونها أم عاملة، لكن مع إغلاق الحضانات بسبب فيروس كورونا احتارت في أمرها، ماذا تفعل بطفليها؟
اضطرت رانيا اصطحاب ولديها معها إلى المدرسة التي تعمل فيها، صار يومها العادي أشبه بمخاطرة كبيرة، لا تُفكّر فقط في نفسها، بل في ابنيها أيضًا، تحرص على عدم لمس أي شيء "وطول الوقت بمسح إيديهم"، كما أنها استقلت سيارة "أوبر" بدلًا من المواصلات العادية التي تزداد فيها التجمعات.
لرانيا وضع خاص قليلًا، فهي مُدرسة منتدبة من محافظة المنيا، وهذا هو عامها الرابع داخل القاهرة، لم يكن لديها بديل عن اصطحاب ابنيها بسبب بعد عائلتها عنها، ونتج عن ذلك لوم الناس لها دون معرفتهم أسبابها الشخصية "كل شوية حد يقولي إنتي جايبة الولاد ليه".
وكل سنة تجدد رانيا انتدابها، وتوافق أنها اضطرت للتجديد اليوم، مما أضاف لها مشاوير أخرى بجانب التزامها بتأكيد حضورها للمدرسة، ومن مكان لآخر تصطحب أولادها في مخاطرة غير محسوبة "حتى لما بنركب الأسانسير وبشوف حد يكح، بخاف جدًا".
رغم الصعوبات ستضطر رانيا لاصطحاب أولادها يوميًا إلى المدرسة، تعلم جيدًا أنه لن يُناسب زوجها الجلوس في البيت حتى بشكل مؤقت، بسبب عمله في القطاع الخاص "لازم يبقى موجود مينفعش يغيب ولا يوم واحد"، كما أنه لن يُجدي مرافقته أي من الطفلين "طبيعة عمله بتخليه يتحرك كتير فمش هينفع ياخد الولاد".
أما دعاء عزت فلا تُعيل همًا كبيرًا لموقف أولادها بعد توقف الدراسة، الذي أصدره أمس الرئيس عبد الفتاح السيسي، فلديها فتى في الصف الثالث الإعدادي، وابنة في الخامس الإبتدائي "هما كبار شوية وقاعدين مع بعض فمش قلقانة عليهم"، حيث تعمل دعاء في الإدارة التعليمية بحدائق القبة.
وحتى الآن توقن دعاء أن عملها تحديدًا لن يتوقف، حيث تعمل في قسم الإحصاء الذي يُشرف على امتحانات التابلت لطلبة الثانوية العامة، ولكنّ كل ما تتمناه هو تبكير موعد عملها بعض الشئ "يعني نطلع على واحدة"، فبالفعل ناقشت هي وزميلاتها ذلك الاقتراح مع المسئولين لديهم "وقالولنا هيعرضوا الفكرة على الوزارة ويردو عليها".
أيّدت دعاء قرار التوقف من قلبها، فقد كانت ستتخذه دون انتظار التعليمات الرسمية "بعد أجازة المطر كنت هخلي بنتي متروحش المدرسة من أول الأسبوع ده".
كل أم عاملة اضطرت للتعامل حسب حالتها الشخصية، ولذلك ستقوم سلمى كامل بتجديد خط سيرها، حيث ستتجه يوميًا من حدائق القبة إلى مصر الجديدة، ثم إلى وسط البلد، حيث تقوم بإيصال ابنتها يافا إلى بيت العائلة في مصر الجديدة، وذلك بعد توقف الحضانات.
لا تدري سلمى كيف ستستمر هكذا خلال الأسبوعين "خصوصًا إن الموضوع ممكن يستمر أكتر من كده"، وتعمل الشابة داخل إحدى مؤسسات القطاع الخاص، وحتى الآن لم تقم المؤسسة بعمل استثناء للأمهات العاملات، مما يضطر سلمى للأخذ في حسبان "إني ممكن آخد أجازة بدون مرتب".
فيديو قد يعجبك: