كولونيا 5 خمسات في زمن كورونا.. "مطهر مش ريحة" والشراء بالدور
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
كتب- محمود عبدالرحمن:
أمام معرض منتجات "قسمة والشبراويشي" بتقاطع شارعي شريف والقصر النيل، اصطف العشرات، أمام المحال التي تبيع العطور ومستحضرات التجميل، من ستينات القرن الماضي، في انتظار وصول كميات إضافية من الكولونيا الشهيرة "5 خمسات"، التي نفدت كمياتها المعروضة في ساعات صباح الأولى الاثنين الماضي. "قبل ما الدور يوصلني قالوا خلصت وبعتنا نجيب من المخازن"، يقول جميل أبوالعلا أحد المنتظرين في الطابور أمام بوابة المعرض.
هذا المشهد لم يكن معتادًا عليه قبل الإعلان عن ظهور فيروس كورونا المستجد في مصر، منتصف فبراير الماضي، ولعب نقص المواد المطهرة وارتفاع أسعارها في الأسواق، دورا رئيسا في هذا الإقبال الذي يتجاوز ثلاثة أضعاف زبائن المعرض في الأيام العادية، بحسب أحد العاملين بالمعرض التابع لمصنع العطور الذي تديره شركة السكر والصناعات التكاملية الحكومية منذ خضوعها للتأميم عام 1965.
يرجع سبب الإقبال الكبير من المواطنين إلى احتواء الكولونيا على نسبة 70% من الكحول الإيثيلي الطبيعي النقي، ما يجعلها معقمًا ومطهرًا قوياً. لكن ما السر في تواجد هذه النسبة المرتفعة في هذا العطر بخلاف غيره من العطور التي كانت تصنع وتباع وقتها أو البرفانات التي تباع الآن؟
يرى حازم وردة أحد العاملين بمحال تركيب العطور بالأزهر، أن العطور الحالية لا تصلح كمطهر ضد الفيروسات لأن درجة نقائها أقل من الكحول الذي يباع في الصيدليات أو المستخدم في صناعة كولونيا "555" باعتبارها شركة ولها معايير وموصفات تلتزم بها.
تركيبة كولونيا "555" صممها حمزة الشبراويشي أحد أشهر صناع أسنسات العطور في أربيعنيات القرن الماضي، إذ كان يمتلك موهبة فريدة في صناعة أسنسات العطور، وكانت هذه التركيبة سببًا في شهرته وتوسع نشاطه من صاحب محل لتركيب العطور إلى مالك أول مصنع لصناعة العطور في مصر، وفقا لرواية سيد الشبراويشي صاحب أحد محال تركيب العطور بشارع المعز بمنطقة الحسين.
يعتبر مدخل شارع المعز والممرات المتفرعة منه من ناحية شارع الأزهر بالحسين أشهر وأقدم أسواق تركيب العطور الشعبية في مصر، ومن هذا السوق كانت بداية حمزة الشبراويشي وتركيبته الشهيرة.
ظهرت زجاجة كولونيا 5 خمسات، -التي أصبحت حاليا 3 خمسات-، بشكلها التاريخي عام 1967، وجميع التغيرات التي حدثت في شكلها كانت تراعي الحفاظ على شكل البرند المعروف لدى الناس "لما غيرنا غطاء العبوة ليكون بخاخة بدلا من الغطاء العادي لم يتم إحداث تغيير في شكل الزجاجة نفسها"، كما يقول أحد العاملين بالشركة.
يتذكر الستيني جميل أبوالعلا الذي ينتظر دوره في الطابور أمام معرض الشركة، كولونيا 5 خمسات التي كانت يستخدمها في أيام شبابه قبل 35 عاما، وحينها كانت تباع بـ5 جنيهات، ووصلت لـ 8 جنيهات قبل أن تنقطع صلته بها، ليعود اليوم ليشتريها بـ 35 جنيها "وكمان لازم أقف طابور". يوضح الفرق بين شرائها في أيام شبابه واليوم، بالقول إنه في الماضي كان أفضل عطر خاصة بعد الحلاقة، بينما اليوم لاحتوائها على نسبة كحول 70% تمكنه من الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
تأتي كولونيا 555 على قائمة الأكثر مبيعا في منتجات الشركة التي تتنوع ما بين أكثر من 120 منتجًا من خلاصات عطرية وفوم شيك وكريمات حلاقة، وفق بيان الشركة.
يرجع السبب في نسبة الكحول التي تسمح للكولونيا بأن تكون مطهرًا قوياً، إلى أن الاستخدام الأبرز لها والذي كانت تروج من أجله؛ الاستخدام بعد حلاقة الذقن للرجال وهذا السبب الرئيسي لكي تكون مطهرًا قوياً، خاصة أن فترة الستينات وسبعينات من القرن الماضي، لم تكن ظهرت شفرات الحلاقة المخصصة للحلاقة للمرة الواحدة، بحسب أحد المسؤولين بمقر الشركة بشارع شريف بمنطقة وسط البلد.
كانت لمواقع التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في إعادة الترويج لكولونيا 555 وإعادة انتشارها والإقبال عليها مجددا، كبديل لنقص الكحول. وكان هيثم عبدالفتاح أحد الذين عرفوا بها من صفحات السوشيال ميديا "أنا محامي وكل يوم بتسلم ورق من الموكلين وممكن أكون عرضة أكتر للإصابة علشان كده هشتريها".
يلاحظ علي إبراهيم، عامل بوفيه بإحدى الشركات الخاصة المجاورة لمقر الشبراويشي، الفرق بين الإقبال على الشراء خلال الفترة الماضية وحاليا بالقول "كنت أعدي ألاقي المحل فاضي بس بعد كورونا الوضع يختلف". ظل علي جالسا على الرصيف ينتظر دوره لشراء الكولونيا، بعدما طلب منه زملائه بالشركة شراء عدد من العبوات لتعقيم أيديهم للحفاظ على صحتهم وصحة من حولهم بالشركة: "الشركة طلعت فلوس نشتري كولونيا بديل للمطهر".
يتذكر قبل أسبوعين حالة الركود التي كان عليها المحل "في يوم وليلة بقت الناس بالطابور"، يتفق معه مسئول الشركة، مضيفًا بأن حالة البيع والشراء زادت أكثر من الضعف خلال الـ 15 يوما الماضية، مما دفع الشركة لتكثيف عملية الإنتاج لتوفير احتياجات المواطنين "الإنتاج كان مرتبط بنسبة محدودة لكن بعد كورونا وأزمة المطهرات الوضع اختلف".
بين الحين والآخر يتوافد المواطنين، يتساءلون على نهاية الطابور للوقوف وحجز دور لهم، فيما فضل محمود حواس، الذي قدم من إمبابة بحجز دوره بالصف والعودة بعد شرائه بعض المستلزمات الخاصة به "على بال ما أرجع يكون الدور جه عشان الدنيا زحمة".
فيديو قد يعجبك: