مسألة حياة أو موت.. السفارة المصرية بالمالديف تُنقذ "آية" من خطر مُحقق (حوار)
كتب-محمد مهدي ودعاء الفولي:
في عيد الفطر الماضي وبينما تهم آية رضوان بوضع قطرة العين، فوجئت الشابة المقيمة بدولة المالديف أن مخزون الدواء أوشك على الانتهاء، سيطر عليها الفزع، فالشابة مريضة بالجلوكوما وخضعت لعملية جراحية مؤخرا، ودون الدواء فهي مُعرضة لفقد البصر بشكل مُحقق. حاولت آية الحصول على قطرة العين من المالديف، فقابلتها حفنة من القرارات الروتينية، ضاقت عليها الأرض "مكنتش عارفة أروح فين ولا اعمل ايه"، حتى جاءتها فكرة التواصل مع السفارة المصرية.
غادرت آية مصر في سبتمبر الماضي لتبدأ عملها في مجال التسويق بالمالديف، استقرت هُناك على وعد بالنزول في إجازات منتظمة، لكن مرض والدها المفاجئ في إبريل دفعها لخرق القاعدة، وقتها، اصطدمت الشابة بصعوبة العودة بسبب غلق المطارات بعد تفشي فيروس كورونا المستجد.
لم تضع آية آمالًا ضخمة على رد السفارة، تعرف مدى الضغوط الحالية بسبب إجلاء المصريين من الدول المختلفة، لكن لم تُتح أمامها خيارات أخرى، فحينما تواصلت مع أطباء في المالديف "قالولي لازم موافقة وزارة الصحة المالديفية"، قبل أن يخبرها أحدهم أنها ستحتاج توقيعًا من مستشفى عسكري للحصول على مرادها "حسيت إني بغامر بالوقت وممكن الإجراءات تحتاج فترة".
كان ذلك في عيد الفطر الماضي "مكنتش عاملة حسابي إني هقعد لحد دلوقتي في المالديف وكمان الشركة اللي بتوصل الأدوية كانت اجازة"، حاولت الشابة الخروج من منزلها كالملهوفة لتبحث في المستشفيات، لكن الشرطة منعتها من ترك المنزل بسبب تفشي الوباء.
بشكل تلقائي تواصلت الشابة المصرية مع أحد المسئولين في السفارة المصرية بسريلانكا والمالديف "قولتله كل التفاصيل، وإن الدوا هيخلص خلال 6 أيام، وإنها مسألة حياة أو موت" لم تنتظر كثيرًا، طلب منها إرسال كافة التفاصيل التي ذكرتها في "إيميل" رسمي إلى السفارة مرفق بها بياناتها الشخصية وأهمية الدواء بالنسبة لها "بعت الإيميل، بعدها بـ 15 دقيقة وصلني رد من السفارة"ـ وهي مخاطبة منهم إلى وزارة الخارجية المالديفية من أجل التحرك لتذليل كافة العقبات أمامها للحصول على الدواء "كنت قلقانة إن الناس في المالديف ياخدوا وقت في التحرك" لكنها فوجئت بعكس ذلك.
في اليوم التالي تلقيت اتصالًا من السفارة المصرية "بلغوني إن الخارجية المالديفية حصلوا على موافقة من وزارة الصحة بإتاحة استيراد العلاج" مرفق بها صورة من الموافقة الرسمية لاستخدامها مع شركات التوصيل لشراء الدواء، قبل أن تحدث مفاجأة سارة لم تكن تتوقعها "قالولي هنبعتلك 4 علب عن طريق الصليب الأحمر في سريلانكا، وإنتي استوردي العبوات التانية براحتك" وقبل مرور يومين تم إبلاغها بوصول العبوات إلى المالديف "وإن القنصل والسفير تكفلوا بالمقابل المادي" شعور بالسعادة تملكها نتيجة هذا الاهتمام الكبير والموقف الإنساني التي لن تنساه.
بعد دقائق اتصل بها السفير حسين السحرتي، سفير مصر بسريلانكا والمالديف "بيطمن على أحوالي، وسألني لو محتاجة شيء تاني، ووعدني إنه هيوفر عبوات تانية من القطرة" لم تكن الشابة المصرية تصدق ما يدور، تلك التجربة الأولى لها في التعامل مع السفارة بصورة رسمية "واكتشفت مدى الذوق والاحترام، لدرجة إني فضلت أدعيله أنا ووالدتي" كان شعورها نابعا من امتنانها لإنقاذها من سيناريوهات مُرعبة حول إنتهاء العبوة الأخيرة.
لم تنم ليلتها دون الحصول على عبوات الدواء، اتصالات من الصليب الأحمر ثم عامل التوصيل "عرفت إن الدوا وصل عند البيت ولازم أنزل استلمه" حينما أمسكت الفتاة الثلاثينية بالدواء قفز قلبه من مكانه، تنفست الصعداء أخيرًا "صورت كام صورة تذكارية مع الدوا من فرحتي" داخل غرفتها انهمكت في كتابة رسالة شُكر للسفارة على مجهوداتها "لقيت إن دا مش كفاية، قررت أكتب عن اللي حصل على السوشيال ميديا" أرادت فقط التعبير عن مدى سعادته بالدعم المُقدم لها، نشرت تفاصيل ما جرى ثم انشغلت في أمور البيت.
حينما نظرت مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها فوجئت بسيل من ردود الفعل الواسعة على تجربتها، مئات التعليقات والمشاركات "أنا مليش في السوشيال ميديا أوي مكنتش متوقعة اللي هيحصل دا" إقبال كبير من رسائل إيجابية وأخرى تحمل بعض النقد "بقيت أرد على كل شخص وأحكيله على اللي حصل معايا" كانت أشبه بغريق وسط أمواج متلاطمة من القلق "ولقى اللي ينقذه في أخر لحظة، فالشكر واجب طبعًا".
فيديو قد يعجبك: