ساعتان داخل "الكابيتول".. قصة مصور مصري شهد اقتحام الكونجرس الأمريكي
كتبت- دعاء الفولي:
صور- مصطفى بسيم:
قبل دقائق من اقتحام المتظاهرين لمجلس الشيوخ الأمريكي بالعاصمة واشنطن، وصل المصور المصري مصطفى بسيم للمكان، كان التوتر سيد المشهد، عزم الناس على دخول المبنى، ولم تقاومهم الشرطة كثيرا، أما بسيم فلم يتردد في الدخول معهم، فلا تسنح الفرصة دائما لتوثيق حدث بتلك الأهمية.
وجاء اقتحام المئات من أنصار ترامب المنتهية ولايته لمبنى الكابيتول، الأربعاء الماضي، محاولة لتعطيل جلسة المُصادقة على فوز جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.
كان بسيم خارج العاصمة لتصوير قصة صحفية "ميعاد طيارتي كان المفروض يوصل قبل الجلسة بيوم لكن للأسف اتأخرت ووصلت والأحداث مشتعلة"، في طريقه لمبنى الكابيتول تابع المصور مع أصدقائه تفاصيل ما يحدث "أنصار ترامب كانوا موجودين من 11 صباحا واتجمعوا الساعة واحدة عند المبنى وخلال نص ساعة أو 35 دقيقة حصل الاقتحام"، تسارعت وتيرة الأحداث فجأة، حسبما يحكي بسيم.
دخل أنصار ترامب المبنى بقوة الدفع "بس الحقيقة إنه الشرطة كمان مبذلتش جهد في منعهم، كان شيء مثير للريبة". يغطي المصور الصحفي التظاهرات هناك منذ حوالي عام، شهد أحداثا عدة بعضها لأنصار الرئيس السابق والأخرى كانت تظاهرات حركة "حياة السود مهمة" التي بدأت 2013، ونشطت بشدة العام الماضي بعد مقتل المواطن الأمريكي "جورج فلويد" على يد شرطي "والحقيقة إنه لو كان اللي حاولوا يقتحموا المبنى دول ناس ضد ترامب أو من حركة حياة السود مهمة كانت الشرطة موتت منهم عدد كبير"، رأى المصور كيف أن تعامل القوات الشرطية جاء مختلفا "بس كان الأهم بالنسبة لي إني أعمل شغلي والحقيقة الشرطة سابتنا نصور مضايقوناش"، كما يقول لمصراوي.
لحوالي ساعتين بقي بسيم داخل المبنى، يلتقط ما استطاع من الصور، يوثق الكر والفر بين المقتحمين والشرطة أحيانا، والتساهل في أوقات أخرى "الباب اللي دخلت منه الناس مقدرتش توصل لقاعة التصويت لكن الباب التاني الناس وصلت وعشان كده الشرطة هناك قتلت حد واستخدمت العنف"، لكن ذلك لم يمنع رائحة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، حيث انتشرا في الأجواء، ولكن بحكم خبرته في تغطية التظاهرات فلم يجد بسيم أزمات ضخمة، سوى خوفه من مشكلة واحدة.
مع كل تظاهرة لأنصار ترامب تواجد فيها بسيم "كنت بتعرض لتهديدات مباشرة منهم لأني عربي"، حاول المصور تفاديهم مرارا لكن دون فائدة، حتى كاد الأمر أن يصل في بعض الأوقات للتشابك الجسدي، لذا وقبل دخول مبنى الكابيتول بدقائق "اتفقت انا وصديق ليا كان بيصور معايا إننا مش هنتكلم"، عرف المصوران أن مجرد سماع لفظ عربي وهم بين أنصار ترامب يعني الهلاك التام "لاسيما إنهم ضايقوا صحفيين كتير قبل كدة حتى لو مش عرب"، كان ذلك أسوأ ما يمر بذهن بسيم، أما دون ذلك فلم يشغله "حتى الخروج من المبنى كان سهل لأن دا اللي الشرطة كانت عايزاه".
يعيش بسيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 3 أعوام، يدرس التصوير في نيويورك ويغطي أغلب الأحداث الجارية، لم يكن ذهابه لمبنى الكابيتول بتكليف من مؤسسة صحفية بعينها "كنت عايز أوثق الحدث لنفسي أولا ثم أشوف لو فيه إتاحة أنشر في أماكن"، ذلك ما فعله المصور المصري، إذ نُشرت صوره في عدة وكالات ومنصات أجنبية، منها الأناضول، بيزنس إنسايدر، بي بي سي، ناشيونال جيوجرافيك وغيرها، ورغم ما كان في الأحداث من تخبط وإصابات وقتلى، إلا أنها تجربة صحفية فريدة.
فيديو قد يعجبك: