إعلان

كيف كان شكل مدينة الإسكندرية قبل 100 عام؟

10:16 م الأربعاء 01 ديسمبر 2021

مدينة الإسكندرية

كتبت- هبة خميس:

دأب دكتور محمد عادل الدسوقي، أستاذ العمارة على مشروع مع طلابه لتجميع الصور الوثائقية الخاصة بالكثير من مباني مدينة الإسكندرية، استغرقت التجربة منه عامين وأكثر ليكملها مع انطلاق فعاليات "أيام التراث السكندري" السنوية التي تقام كل عام بمدينة الإسكندرية بعد توقف عام كامل بسبب انتشار فيروس كورونا.

صورة 1

لطالما كان الدسوقي شغوفاً بتاريخ الإسكندرية المعماري، ومع انطلاق فعاليات أيام التراث اختار عنواناً للعمل عليه خلال معرضه مع الرسام "محمود سعيد" ليرصد المدينة منذ مائة عام 1921 عبر كتاب "فورستر" الذي صدر نفس العام بعنوان "الإسكندرية تاريخ ودليل". "السنة دي عنوان أيام التراث كان عن إسكندرية التي كانت والتي وستكون واخترت إسكندرية 1921 بالتحديد لأنها سنة فيها أحداث كتير مهمة وابتدينا نجمع كل المادة وكان المحور اللي اشتغلنا عليه هو كتاب فورستر".

صورة 2

حدد "الدسوقي" المحاور عن طريق جولات فورستر في المدينة، فالكاتب الإنجليزي الذي جاء للمدينة في زيارة سريعة انتهى به الأمر للإقامة لمدة أربع سنوات ليكتب عنها في ذلك العام الذي صدر فيه الكتاب 1921.

عند الدخول للمعرض تستوي خريطة للإسكندرية في المنتصف وبها مسارات ملونة لجولات فورستر في المدينة، تلك الجولات التي بدأت بميدان المنشية وانتهت لأكثر من طرف من أطراف المدينة.

"بجانب خريطة جولات فورستر.. سنة 1921 كان فيه مقترح من معماري اجنبي اسمه ماكلين وهو عمل خريطة لتخطيط جديد للمدينة وأضاف شوارع مثلا وكان هيعمل قناة مائية جديدة مع زيادة الرقع الخضراء بالمدينة واتحط الخريطة المقترح ضمن المعرض"، يقول الدسوقي.

صورة 3

بالرغم من عدم تنفيذ مخطط "ماكلين" للمدينة يرى "الدسوقي" أنه تم تنفيذ أشياء منه مثل مكان حلقة السمك، ونقل محطة مصر لمكانها الحالي، وبالنسبة لمسارات فورستر التي تتبعها، فقد جمع "الدسوقي" الصور للأماكن التي تحدث عنها فورستر في جولاته وتلك الصور تعود لنفس العام 1921 ليرصد مدى التحول الذي حدث بالمدينة خلال مائة عام "فورستر كان مبهور بالجانب التاريخي للمدينة للدرجة اللي خلته يكتب صفحات عن المتحف اليوناني الروماني مثلا، وكان بيسخر من إسكندرية في السنة اللي كان بيرصد فيها لأنه كان مهتم أكتر بالتاريخ لكن كل الأماكن اللي اتكلم عنها كنا حريصين اننا نحط صور ليها علشان الناس تشوفها وتتخيل اسكندرية كانت شكلها ايه".

بين الكتب والكثير من المواد الأرشيفية ومجموعة من كروت البوستال تصل إلى سبعة آلاف كارت بحث "الدسوقي" عن الصور للمناطق التي يريدها، فكانت مجموعة الصور بها الكثير من الأماكن التي اختفت مثل مبنى البورصة ومسرح الهمبرا، والأماكن التي تغيرت تماماً مثل منطقة محطة الرمل.

لكن رغم تلك الجولات للمدينة والكتاب الذي يعد دليلاً مهماً للإسكندرية لم يلتفت الكتاب للناس في المدينة "فورستر نظرته كانت خارجية جداً ومش حاسس بالمجتمع المصري ولا الناس لدرجة أنه كتب عن مبنى للمحكمة مثلا والمحكمة دي في نفس السنة حكمت على ريا وسكينة بالإعدام من غير ما يشير أبداً للواقعة"، لذا حينما أنهي "الدسوقي" القراءة والمتابعة قرر أن يغطي معرضه ذلك الجزء المفقود.

صورة 4

لم يفضل "الدسوقي" أن يكون معرضه مثل صور الأجانب عن المدن ليقرر أن يجمع الأحداث التي حدثت تلك السنة وكان أهمها في الإسكندرية محاكمة ريا وسكينة وإعدامهما، وأيضاً في نفس السنة تظاهرات المصريين ضد الأجانب والحكومة كأصداء لثورة 1919 ليقع الكثير من الوفيات.

لم يجد "الدسوقي" في الصحافة المصرية ولا الأرشيف ما يبحث عنه ليجد ذلك بين استجوابات لرئيس الوزراء الإنجليزي في البرلمان الإنجليزي بسبب معارضة الحكومة لنشر تلك الأخبار في الصحف المصرية، أما فيما يتعلق بطبيعة المصريين "حطينا فيه صور لمصريين عاديين بيشتغلوا وصورة لأفندي بقيت صورة المعرض، دة غير الجزء الخاص بالبورتريهات للشخصيات المهمة السنة دي".

صورة 5

جانب كبير من المعرض يحمل بورتريهات بالقلم الرصاص لأشهر الشخصيات مثل سعد زغلول والأمير عمر طوسون، رسمها الفنان والمعماري "محمود سعيد" الذي لم تكن تلك مشاركته الأولى في أيام التراث السكندري فعام 2019 أقام معرضاً عن الإسكندرية عام 1919 "البورتريه كان في المعرض دة معبر أكتر عن الناس في المدينة، ومرسوم على ورق بيدي انطباع بالقدم ودة كان أفضل من اننا نحط صور علشان نوصل المعنى لأن فورستر أهمل الجزء دة بالكامل".

صورة 6

بجانب عمله كمعماري ورسام درس "سعيد" ترميم الواجهات الأثرية وحصل على الماجستير، أما في المعرض فرسم أيضاَ بورتريهات للشخصيات الهامة التي ولدت بالإسكندرية في نفس العام مثل الأميرة فوزية والملكة فريدة ليصنع حالة من التكامل تقابل زائر المعرض فينتقل بسرعة لعام 1921.

"من ضمن الحاجات اللي ارتجلناها في آخر لحظة كان وضع خريطة المسارات واللي فضلنا في النهاية تكون أفقية فالناس تقف عندها وتتناقش معانا ودة عمل حالة جميلة من التفاعل مع الزوار"، يحكي "الدسوقي"، فيما يذكر أن فوجاً من طلبة كلية الآداب الشعبة الإنجليزية زاروا المعرض بسبب تعاملهم مع نص "فورستر" كنص أدبي "وكان مهم يشوفوا اللي درسوه بشكل واقعي" لتتبع جولات ذلك الأديب الإنجليزي داخل الإسكندرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان