"وتد البيت" بعد وفاة الأب.. حكاية "آمال السيد" الأم المثالية في أسوان
كتب- محمد مهدي:
لم يكن أحد في منزل السيدة آمال سيد يعرف أن الاختيار سيقع عليها لتكون الأم المثالية في محافظة أسوان، لكن من شدة حب الأبناء لها اجتمعوا منذ أشهر من أجل كتابة قصة كفاحها والتقدم إلى وزارة التضامن الاجتماعي "لأننا كنا عايزين نعمل حاجة نفرحها"، كما يقول ابنها حسين الطيب لمصراوي.
كانت آمال تحرص منذ الزواج على الوقوف بجوار رفيقها ودعمه في عمله وتلبية كافة طلبات المنزل على أكمل وجه. رزقت منه بـ5 أطفال وسعت دائما لمنحهم كافة سبل الراحة وطريقة التربية الصحيحة، "ست بيت فاضلة، راعتنا بكل جهدها، ربتنا على الأخلاق والأمانة واهتمت بتعليمنا" مرت الحياة بيسر وسلام حتى وقعت الطامة الكبرى بوفاة الأب منذ 13 عاما.
لم يسقط المنزل على ساكنيه برحيل الأب، حيث تحولت الأم سريعا إلى "وتد البيت". ضمت الأبناء بين جناحيها، "فضلت جنبنا لحد ما كل واحد كبر واعتمد على نفسه". علمت قيمة التعليم في زمن لا يعترف سوى بالمعرفة والتقدم "على طول معانا وبتذاكرلنا، وبتحثنا في الوقت نفسه على الصلاة وحفظ القرآن". رغبت في إمدادهم بكافة الطرق الآمنة وسط الحياة الصعبة.
تكللت جهود السيدة الخمسينية بالنجاحات التي حققها الأبناء في دراستهم، الأول أصبح طبيبا بشريا، والثاني يعمل في الإرشاد السياحي، "وكلنا متخرجين من كليات كبيرة وبنشتغل" بدت السعادة على وجوه آمال بينما ترى أولادها في أفضل حال بفضل جهودها معهم. على مدار سنوات طويلة لم تبخل عليهم بأي شيء لتستحق في النهاية لقب الأم المثالية.
ولم تعرف ابنة محافظة أسوان بأمر التقدم إلى مسابقة الأم المثالية على مستوى المحافظة "أختي اقترحت علينا واحنا عملنا دا من غير ما نقولها". اجتمعوا ليقوموا بالكتابة عنها ومسيرتها الطيبة، "قصة حياتها وكفاحها معانا وإزاي قدرت تخلي كل واحد فينا يتخرج من كلية محترمة"، لتأتي المفاجأة السارة بحصولها على اللقب الغالي من قِبل وزارة التضامن الاجتماعي.
فرحة طغت على بيت الأسرة في منطقة السيل الريفي بأسوان، لم تعلم الأم حتى الآن، الابن في طريقه إلى المنزل لإبلاغها بالخبر السار. "دي أقل حاجة نقدمها ليها هي ياما تعبت عشانا"، يرى الابن أن والدته تستحق كل خير وسعادة على ما قامت به من أجلهم، متمنيا لها الصحة والعافية مستلهما من عطائها الكثير من المعاني الطيبة.
فيديو قد يعجبك: