من التجريب للفن الرقمي.. رحلة آية طارق مع "عراف الأكاذيب"

كتبت-هبة خميس:

خلف الستائر المظلمة يقع المعرض الرقمي "عراف الأكاذيب"، في قاعة العرض الألواح الزجاجية المعلقة تستقبل انعكاس جهاز العرض لتصل الرسوم للسقف في جو خيالي وخلفية من الموسيقى التي تكمل حالة الفانتازيا.

عام 2008 بينما كانت "آية طارق" تحاول دراسة الفن بكلية الفنون الجميلة، لم تستوعب تقليدية الدراسة التي تدرسها واعتمادها على الكلاسيكي دون تجريب، في تلك الفترة تعرفت "آية" على فن الكوميكس والجرافيتي "كنت بحب الحاجات دي وعايزة أجرب فيها وزهقت من الدراسة التقليدية اللي هي مش بتقول الجديد اللي بيحصل في الفن في العالم كله".

"كنا نروح كل يوم نسمع مزيكا من فرق الأندرجراوند ونرسم كل يوم، نفرغ نماذج طباعة ونستعملها في الجرافيتي".. اعتمدت "آية" على مكان يخص جدها الذي كان يعمل مصمماً لأفيشات الأفلام لتقتطع جزءاً من المكان لتصبح مساحة خاصة لها وأصدقائها.

في تلك الفترة انطلقت "آية" لرحابة التجريب فعملت في التصميم لبعض المساحات الثقافية التي كانت موجودة وقتها بمدينة الإسكندرية، وبسبب قلة فرص وأماكن العرض أغرمت "آية" بفن الجرافيتي الذي لا يوجد داخل قاعات العرض "الجرافيتي والمزيكا اللي كانت طالعة جديد وقتها مهدت لتغيير اهتمامات الناس، لأن الفن بيحتمل التجريب طول الوقت وتغير الأذواق".

تنقلت "آية" بين عواصم العالم تعرض أعمالها واتسعت مساحات التجريب لديها لتشمل كل أنواع الفن، وفي عام 2018 كلفت بلدية مدينة "جنيف" مهرجان فني بعمل الجداريات بالمدينة بمناسبة مرور سبعين عاماً على إعلان وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالمدينة. أتاح المهرجان للفنانين حرية اختيارهم لموضوع جداريتهم فاختارت "آية" عمر الشريف لترسمه على مبنى بأكمله "رسمت عمر الشريف لأنه أيقونة بالنسبة لي و فنان عالمي أكتر من انه محلي".

في سنوات قليلة تنقلت "آية" لتجرب كل مساحات الفن؛ فانتقلت للفنون الرقمية والافتراضية والجرافيكس ونفذت لـ"google" شعار للزعيمة هدى شعراوي بمناسبة ذكرى ميلادها منذ شهور قليلة، وحينما حصلت "آية" على إقامة فنية بدعم من هولندا لتنفيذ معرضها اختارت أن يكون المعرض متحركاً بالتعاون مع فنان التحريك الهولندي "أودو برينسن" لينطلق الفنانان "الحقيقة كنت مهتمة يكون المعرض حالة وكنت حريصة إن العرض ميكونش على شاشات لكن يكون مختلف بحيث اللي يدخل يستوعب الحالة اللي حابة أوصلها كاملة"، حيث حرصت على تصميم معرض رقمي تتحرك فيه اللوحات لتخلق حالة من الفانتازيا المرتبطة بالخيال والغموض والكذب الذي نصدقه من حبنا في الخيال.

في مساحة "بساريا" للفنون بوسط الإسكندرية افتتحت "آية" معرضها المشترك "عراف الأكاذيب" منذ أيام ليستمر حتى نهاية إبريل "مكنتش أقدر أوصل الحالة دي من غير التعاون مع أكتر من فنان"، عمل على تأليف الموسيقى الخاصة بالعرض الموسيقي "تامر الشبراوي" وصمم التقنيات اللازمة للعرض "ديمتري مخونين"، كما ألف المقطوعة الشعرية المصاحبة للعرض الشاعر "السيد طه"، فيما تلقى المعرض ردود فعل جيدة جدا.

رغم اعتياد الناس على "آية" فنانة الجرافيتي التي تابعوا عملها لسنوات لكن الاختلاف تلك المرة كان جيداً لأن حالة السحر التي خلقتها أحبها زوار المعرض بشدة "كنت حابة أدخل الناس في حالة السحر دي لأن الفن فن ساحر وبيحركنا من مكاننا وكل دي حاجات بنفتقدها في معارض الفن عموماً".