مشروع "جوابات ريما".. شابة تعود بالزمن إلى "أفلام أبيض وأسود"
كتبت-رنا الجميعي:
كانت الكتابة حُبها منذ الصغر، تعوّدت ريما الحبيبي
حين تُهدي أصدقائها تقوم بإعطائهم هدية مُخصصة لهم، وبرفقتها رسالة مكتوبة بخط يدها، تلك الهواية ظلّت ريما أسيرة لها، حتى حينما اختبرت الحُب ودّت لأن تكتب لحبيبها رسائل بخط يدها، غير أن قصة الحب لم تكتمل، ولكن ظلّت ريما على حُبها للكتابة، فأسست مشروع "جوابات ريما" في ديسمبر الماضي.
كأن ريما قادمة من زمن مضى، تقوم بصُنع جوابات يدويًا "بحس إن الهدية المعمولة بالإيد، بيبقى ليها قيمة أكبر"، مع كل جواب تُرفق ريما مشهد من الأفلام المصرية القديمة، حيث اختارت توثيق الأفلام التي ظهرت في الفترة من 1950 وحتى 1985، تلك الفترة التي تعشق مشاهدة أفلامها، خاصة أنها تُشبه شخصيتها، فدومًا يبدو كلامها
كأنه قادم من زمن الأبيض والأسود "أنا بحب أقول يا بيه ويا هانم ويشرف مقدارك وكل الكلام اللطيف ده"، وهي نفس اللغة التي تستخدمها ريما مع عُملائها الحاليين.
مضى إلى الآن ثلاث شهور منذ بداية المشروع، وجدت ريما طلب كبير على الجوابات، حيث نفّذت إلى الآن 110 تصميم، لا يُشبه أحد منه الآخر، حيث تقوم بصُنع الجواب بحسب طلب العميل، فلا يقتصر عُملاؤها على المُرتبطين عاطفيًا أو متزوجين فحسب، أحيانًا يطلب منها أحدهم لصديقه أو صديقته أو لوالدته "وساعات بيطلبوا مني إني أكتب لهم الجواب"، حيث يقول لها العميل مُلخّص ما يُريد كتابته، وتقوم بصياغة الفكرة هي بنفسها، ويُعاونها في الكتابة أربعة بنات هن؛ هاجر عبد العاطي، رضوى محمود، شروق إمام ورقة أحمد.
ويقوم فريق الكتابة بصياغة أفكار مُجهزة للعملاء، من بينها خطابات للأم والأب والحبيبة والحبيب "بحيث اللي عايز بيختار منها، أو يقرر إنه هيكتب بنفسه، أو يحب أنا اللي أكتب له الجواب"، ويحتوي كتالوج الرسائل المُجهزة على 20 خطاب "بنكتبهم كأننا عايشين في زمن قديم، ما بين زعل وحب وكل المشاعر الإنسانية".
تقوم ريما على مشروعها بكل حُب، تهتم كثيرًا بالتعامل الجيد مع العملاء "معظمهم بقوا أصحابي"، تقول ضاحكة، فالحُب والإخلاص الذي تتعامل به في جميع تفاصيل المشروع يظهر للعملاء، كما أنها تتميز بالسرعة "ممكن حد يطلب مني جواب لتاني يوم، بفضل سهرانة عليه"، رغم أن لديها عمل أساسي، حيث تعمل في مجال التسويق.
تتمنى ريما أن يُصبح لديها متجر للخطابات في القريب، صحيح أنه حُلم بعيد الآن، لكنها تعلم أن في استطاعتها تحقيق ذلك، تُحاول من خلاله نشر ثقافة التواصل بشكل إنساني، حيث ترى أن وسائل التواصل الحديثة قطعت حبل الودّ القديم "بحس إن الشات بيدمر كل حاجة، إنما الرسالة هيفضل ليها رونق وقيمة".
فيديو قد يعجبك: