بكشاف حول رأسه.. «مدكور» 70 عاما ويبحث عن متعلقات مصابي قطر طوخ
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- عبدالله عويس:
تصويرـ علاء أحمد وعبدالله عويس:
بين ركام يخفي كثيرا من التفاصيل أسفله، وأمام عربات خرجت عن قصبان السكة الحديد، كان العشرات يبحثون عن متعلقات ذويهم، أو حتى لمساعدة أهالي المصابين والضحايا في حادث قطار طوخ، ومن بينهم وقف أحمد سباعي مدكور، متطوعا بكشاف في يده، وآخر فوق رأسه، عله يجد مفقودات يعيدها لأصحابها، وبعدما كان الكشاف يعينه سابقا على اكتشاف العقارب والثعابين، استدعاه الرجل في مهمة تطوعية جديدة.
على مقربة من قرية كفر حصة بمحافظة القليوبية، يسكن الرجل الذي أتم 70 عاما، على بعد خطوات من مكان حادث القطار 949 والذي خرجت بعض عرباته عن القضبان، قبل محطة سندنهور، فخلفت أكثر من 100 مصاب، و11 قتيلا حتى الآن، فخرج مسرعا من منزله على وقع الصوت المدوي، وحين وصل إلى هناك كان يساعد في جمع الأشلاء وإخراج المصابين، حتى اقترب موعد صلاة المغرب، فتناول إفطارا سريعا، ثم أخرج معداته للعمل في الليل: «أنا أصلا شغال في الفرافرة، بشتري موبليا مستعملة هنا، وأروح أبيعها هناك، وعشان كده الكشاف ده معايا بيساعدني».
يضيء الكشاف لمسافة كيلو، وله ثلاث درجات مختلفة، ويستخدمه الرجل في أسفاره للكشف عن العقارب والثعابين أثناء تحركه على قدميه في صحراء الفرافرة: «فقلت أكيد هحتاج الكشاف ده هنا النهاردة، بربطه في رأسي وبينور من الخلف عشان محدش يخبطني في ضهري وبينورلي سكتي بقى» يحكي الرجل وهو يحمل كشافا آخر بيديه يعينه أثناء عمله، وخلال بحثه عثر على تذاكر، وبضعة أوراق غير مهمة: «بس أهي يمكن تفيد أي حد، ويعرفوا معلومة عن مين توفى أو مصاب».
في الصباح عثر الرجل على أشلاء وقاد الحماية المدنية لمكانها، وأسعف مصابين، وساهم في إخراج جثث، ورغم صعوبة الموقف مع الصيام، إلا أن الرجل لم يكن بوسعه ترك الناس: «كبير صغير كلنا نزلنا، لازم نساعد، هيبقى عيب في حقنا لو معملناش كده».
فيديو قد يعجبك: