مقرئون حول العالم (6) حسن الأوغندي.. قرر دخول الإسلام بعد سماعه لآية قرآنية
كتب- محمد مهدي:
لا يعرف حسن يوسف سابوي ماذا جرى له تحديدا بينما يسير في شوارع مدينة كامبالا بدولة أوغندا شرقي إفريقيا، عندما وصل إلى مسامعه صوت الشيخ السعودي الشاب يوسف كالو خلال تلاوته لآية قرآنية من سورة البينة، تسمر في مكانه، اهتز قلبه، لم يكن حينها على دين الإسلام، نظر إلى السماء، تحدث إلى الله "قلت يارب ارني الحق" واستقر على ضرورة التعرف أكثر على القرآن قبل اتخاذ قرارات بالغة الأهمية في حياته.
من يسأل لا يتوه في كامبالا، بعد العديد من الاستفسارات من حسن تعرف على مدرسة إسلامية متخصصة في القرآن، تقدم إليها وسط تعجب أصحابها "وبدأت في دراسة وحفظ جزء عم قبل أن أدخل الإسلام" يصعب وصف احساس الشاب الأوغندي خلال تلاوة الآيات القرآنية، لذة لا مثيل لها، اطمئنان لا يتكرر كثيرا، احتياج إلى القراءة بصورة أوسع في المصحف "لم أرى في حياتي شيء أجمل من حفظ القرآن الكريم".
على يد شيخه الجليل نطق الشاب الأوغندي الشهادة كما يروي لمصراوي، اعتنق الإسلام واختار اسمه الجديد "حسن" أراد البقاء في عالم القرآن لا يغادره أبدا، كلما انفرد بنفسه يستمع إلى "يوسف كالو" الذي زرع في روحه حب المصحف من الوهلة الأولى "وأحببت أن استمع وأقلد عدد من الشيوخ من بينهم محمد صديق المنشاوي من مصر ومشاري راشد العفاسي من السعودية وأبوبكر الشاطري من اليمن" هم الأقرب إلى قلبه.
رغم اختياره الذي تسبب في علاقات متوترة مع أسرته، وتمسكه بمسألة حفظ القرآن الكريم لكن حسن تعرض إلى تجربة مريرة مع أحد الشيوخ عندما كان يحفظ سورة القاف "عندما وصلت إلى قول الله تعالى (تبصرة وذكرى لكل عبد منيب) لم أستطع أن أنطق كلمة تبصرة بطريقة صحيحة فعاملني شيخي بأسلوب سيء حتى كدت أن أترك الإسلام" غير أنه وجد الدعم والمواساة من أصدقائه ليتحلى بعدها بالهدوء ويستمر في طريقه.
يمتلك حسن صوت جميل منحه القدرة على ترتيل القرآن الكريم، حصل على إعجاب من حوله من الأصدقاء والمعارف وبات يقرأ ما تيسر من الآيات في المناسبات الدينية "وأصلي بالناس في أحد المساجد" تمنحه تلك التجارب السعادة والثقة والرغبة في التوغل بدروب القرآن من أجل ذلك خطط للسفر إلى القاهرة للانضمام إلى الأزهر الشريف "وبالفعل أكملت القرآن في مصر وشاركت بمسابقات عديدة".
عندما علم حسن بوجوده مسابقة للقرآن الكريم في مركز التطوير بالأزهر الشريف "كانت منافسة قوية جدا، ونجحت في الحصول على المركز التاسع، وهي مكانة جيدة لأنني لم أشارك في مسابقات من قبل" شجعه ذلك إلى التقدم في مسابقة بورسعيد الدولية التي تقام سنويا بمشاركة مئات المتنافسين من مختلف دول العالم، تخطى التصفيات الأولية والاختبارات اللازمة حتى تلقى دعوة للحضور إلى التصفيات النهائية.
في مسابقة بورسعيد الدولية أظهر الشاب الأوغندي موهبته الجمة، وصلت إليه إشادات عدة ونصائح كثيرة من كبار المشايخ، لفت الانتباه بقوة إلى صوته العذب "ما وجدته في مسابقة بورسعيد أعطاني دفعة قوية للظهور في مسابقات أخرى قريبا" سيفعل ذلك خلال الفترة القادمة من أجل التعرف على القراءات المختلفة للقرآن والتواصل المباشر مع الأصوات الجميلة التي يصدح صوتها بتلاوة آيات الله فتمس القلوب وتجعله راغبا في إثبات نفسه بهذا المجال.
مسيرة قصيرة لكنها مليئة بالأحداث عاشها حسن منذ طفولته وحتى قراره بدخوله الإسلام ثم السير في دروب القرآن والسفر إلى مصر، يطمح إلى الانتهاء قريبا من دراسته والعودة إلى بلاده لتعليم أبناء كامبالا كيفية الحفظ والترتيل لآيات الله "دور مهم لابد أن أمارسه للأهالي في بلدي".
فيديو قد يعجبك: