عادة قديمة و"أكلة"شعبية.. طقوس أهالي سيوة في عيد الأضحى (صور)
كتابة وتصوير- محمد مهدي:
تختلف طريقة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك من مكان لآخر في شتى محافظات مصر، من بينها مدينة سيوة بمطروح، حيث تمتاز بعدد من العادات الخاصة في استقبال الحدث السعيد الذي يُطلق عليه بالواحة عيد "أزوار" بمعنى الكبير "الاحتفال بيبدأ قبل العيد بأيام" كما يقول محمد عمران جيري، مدير إدارة السياحة برئاسة مركز ومدينة سيوة.
وبحسب الهيئة العامة للاستعلامات فإن سيوة التي تقع على مسافة 820 كم جنوبي غرب القاهرة من أقدم المواقع وأعتقها وحولها نُسج الكثير من القصص والأساطير وموقعها النائي في صحراء مصر الغربية منحها خصوصية في عادات وتقاليد أهلها عن بقية المحافظات.ويعتاد أهالي سيوة وفقا لجيري على ذهاب الشباب إلى منطقة البحيرات بسيوة لإحضار كتل الملح في أجواء احتفالية "عادة قديمة من زمن طويل" وعند العودة إلى منازلهم تتُرك غنيمتهم حتى تجف "ثم بيتم تقطيعها لقطع أصغر وتقوم السيدات بطحنها باستخدام (الرحى)" ويتم ترك الملح في البيت للاحتفاظ به طوال العام، وهي خطوة مرتبطة باقتراب عيد الأضحى المبارك.
ورغم ارتباط أهالي سيوة بمسجد شالي الذي جرى افتتاحه منذ 943 عاما والصلاة داخله طوال الأيام لكن في عيد الأضحى يلجأ الناس إلى المساجد الكبرى التي تتسع لأكبر عدد ممكن من الناس نظرا لصغر حجم المسجد العتيق وعدم إمكانية استقبال المئات من المصلين "وعقب الصلاة مباشرة يتم ذبح الأضاحي وأغلبها يتم تربيتها بمعرفة الأسرة".
كانت مدينة سيوة قد أعلنت عن اختيار 39 مسجد لأداء صلاة عيد الأضحى وفق تدابير احترازية خاصة للتصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد، كما جرى تعقيم كافة المساجد قبلها بفترة وجيزة للحفاظ على صحة وسلامة المصلين، بالتنسيق مع مديرية الأوقاف بمحافظة مطروح.
ومن المظاهر المرتبطة أيضا بعيد الأضحى المبارك تحضير السيدات الوجبة المفضلة للأسرة في أول يوم العيد "أكلة اسمها (أدقاقيش) مكونة من الكبدة والقلب" وجبة ممتعة ولها مذاق خاص، فيما ينشغل البعض بإحضار "الجمار أو قلب النخلة من المزارع لأنه بيساعد على الهضم وجزء من أجواء الاحتفال".
وبعد انكسار حدة الشمس في السماء، يتزين الأطفال ويرتدي الجميع الملابس الجديدة الزاهية ثم ينطلقون رفقة الأباء والأمهات لإتمام الزيارات العائلية أو الانطلاق إلى المزارع أو مناطق "الفُسح" مثل جزيرة فطناس حيث يمكنهم الجلوس أمام البحيرة لحضور لحظات الغروب أو النزول في قارب صغير للتجول داخل المياه وسط مشاعر البهجة والسعادة.
وتستقطب سيوة عدد كبير من السائحين الأجانب خلال فترة الأعياد نظرا لشهرة المكان بالمناطق السياحية سواء العلاجية أو الاستشفائية أو الآثرية، كما أعلن اللواء خالد شعيب محافظ مطروح عقب استقبال وفد قادم من كازاخستان مكون من 192 سائحا لقضاء جولة طويلة تضم الواحة التي تمتاز بعيون المياه الطبيعية ورحلات السفاري والأماكن البيئية.
فيديو قد يعجبك: