إعلان

أدباء مصريون يروون ذكرياتهم مع "بُعبع" الثانوية العامة

12:46 م الجمعة 20 أغسطس 2021

الكاتب علاء خالد والكاتب عزت القمحاوي

كتبت-هبة خميس:
يؤمن البعض أن المرحلة الثانوية هي مرحلة انتقالية ليس لها أهمية كبيرة في تحديد مستقبل الشخص، فيما يراها آخرون شيئا يبعث على المخاوف. كي يصبح الإنسان أديباً ربما لا يحتاج بالضرورة لأن يكون دراساً للأدب، تكفيه الموهبة وخياله الجامح وقدرته على ترجمة مشاعره وخياله لكلمات، وفيما ينتظر طُلاب مصر الآن ظهور تنسيق الثانوية العامة يتذكر كُتاب مصريون كيف مرت عليهم تلك المرحلة الدراسية.

عزت القمحاوي : "الثانوية العامة بصمة مثل الكي في حياة الإنسان لا تمحى"

في المرحلة الثانوية كانت الميول الأدبية للأديب المصري "عزت القمحاوي" قد بدأت في الظهور، فاعتاد مراسلة جريدة الجمهورية بتعليقات ونقد فني لأفلام وبرامج ليعتاد حياة الصحافة والكتابة مبكرًا. لكنه بالرغم من ميوله الأدبية اتجه لدراسة القسم العلمي رياضة ليدرس الرياضيات بفروعها.. "كنت مدرك ان ميولي أدبية واضحة لكن كنت أحب الرياضيات ودراستها واعتبرتها مواد من السهل أن أسجل درجات عالية فيها على عكس المواد الأدبية لذلك حينما أنهيت المرحلة الثانوية بمجموع 84 % كنت سأتمكن بسهولة من دخول كلية الهندسة لكني فضلت كلية الإعلام".
كان لدى "القمحاوي" مدرساَ للغة العربية يدعى "محمد جميل" ويعرفه أنه مدرس استثنائي قدمه إلى الأدب والفن والرسم وعرفه بدراسة كلية الإعلام ليقرر "القمحاوي" هدفه من البداية للالتحاق بتلك الكلية.

"ليا صديق من الدراسة كان يشوفني قرب الامتحانات أقرا كتب يقولي حرام عليك ذاكر أحسن لكني قضيت فترة الثانوية العامة في قراءة كتب نجيب محفوظ لأني كنت مشغول به جداً ومتأثر بكتابت.. لدرجة اني افتكر إن فيه فروع معينة من مواد مكنتش أعرف عنها غير اسمها لحد ما خلصت ثانوي".. يقول الكاتب المصري.
بعد سنوات طويلة وحينما أصبح "القمحاوي" أباً لثلاثة أولاد سيمرون بتلك المراحل بدأ يشعر بضرورة دعمهم وعدم الضغط عليهم بشأن تلك المرحلة التي تترك بصمة كالكي في حياة الإنسان، فمازال "القمحاوي" نفسه يرى ذلك الكابوس المتعلق بالامتحانات.

"كنت وعيت الدرس لما الأولاد كبروا و قلتلهم انهم مش أنماط، ابني الكبير كان متفوق وجاب مجموع 98%، لكن فهمت إخواته ان كل شخص له تحصيل مختلف"..حاول "القمحاوي" إنقاذ أبنائه من تلك الفكرة والضغط الذين يتعرضون له بسبب رؤية الأهل لفكرة التعليم، يرى أن الموضوع أصبح سباقاً وتسجيل أرقام دون وجود أسباب حقيقية ولا أسلوب حياة فمن يأتي بمجموع كبير عليه الالتحاق بكلية قمة.. "كلية زي كلية الحقوق أهدت مصر زعمائها وكل خطبائها حالياً أي طالب متفوق بيستخسر يدخلها وأهله مش بيوافقوا لأنها بتقبل مجموع قليل مع أن العبرة بترتيبك في مهنتك و نجاحك فيها".

علاء خالد : "الثانوية العامة أصبحت حالياً مجرد قشرة بسبب ضعفها"

بسبب وجوده في مدرسة للمتفوقين ووسط مجموعة من الطلبة المتفوقين كان يتمنى الأديب "علاء خالد" بأن يتمكن من الالتحاق بكلية قمة. "جبت مجموع 81% لكن ملحقتش أي كلية من كليات القمة.. حسيت بحسرة وقتها لكن معرفش إذا كانت حسرة حقيقية ولا لأ، لكن أصحابي كلهم كانوا متفوقين من الأوائل، وفكرت أعيد السنة لكن استسلمت".
بعد وقت قصير تخلى"خالد" عن حلمه والتحق وقتها بكلية العلوم، التي لم يكن مهتمًا بها ولا بنوع الدراسة فيها لكن "التنسيق وداني هناك".
منذ صغره اعتاد "خالد" القراءة، وضمن مجموعة أصدقائه كانت القراءة شيء أساسياً، وعقب انتهاء مجموعة الدروس كان يخرج مع الأصدقاء للذهاب لبيت صديقهم الذي يمتلك جهازاً أشبه بـ"البروجكتور" لعرض الأفلام، كان والد الصديق اشترى الجهاز من الخارج وذلك قبل انتشار الفيديو بسنوات.
يتذكر الأديب المصري نوادر أصدقائه في الثانوية العامة قائلاَ "واحد من أصحابي جاب مجموع 92 ودخل تجارة علشان يتحدى المجتمع لكن راح بعد كدة كلية سياسية واقتصاد وأظنه أصبح شخص مهم لأنه كان ذكي جداً".

يرى "خالد" من متابعته الحالية للثانوية العامة أن النظام نفسه أصبح ضعيفاً ومجرد قشرة خارجية بسبب عدم إحساس الناس بأهمية الدراسة الجامعية مثلما كانت في الماضي، فيما يتمنى "خالد" ألا ينظر المجتمع بنظرة دونية لمن اتخذ قرارات بعد إكمال دراسته الجامعية لكنه ناجح فيما يفعله ومميز، فلم تعد كليات القمة لها نفس البريق مثلما كانت في الماضي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان