"هي الفنون".. النساء يقُدن عالم الموسيقي في الجامعة الأمريكية

كتبت-شروق غنيم ورنا الجميعي:

تصوير- شروق غنيم:

منذ تابعت شريهان إعلان مهرجان هي الفنون "She Arts"، عقدت الأم الثلاثينية العزم على المجئ، توسّمت في الحدث سبيلًا لإلهام فتياتها الصغار، لاسيما الأكبر تاليا المفتونة بعالم الغناء.

وانطلقت أمس الخميس فعاليات أكبر مهرجان فني ثقافي دولي تحت عنوان "هي الفنون – She Arts" بمركز التحرير الثقافي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بحضور سفيرة البرتغال وسفير الأرجنتين، ومديرة المؤسسة الثقافة السويسرية بالقاهرة، ومديرة المركز الثقافي البريطاني، وتحت رعاية وزارة الثقافة.

صار الحلم حقيقة، تفتتح نيفين قناوي المؤسس والمدير لـ She Arts هي الفنون، المهرجان بمشاعر الفرحة لاكتمال خطوات الفعالية الثقافية وبمشاركة مبدعات، يحاولن ترك بصمتهن في عالم الفنون.

"المهرجان يعد حدث فني وثقافي دولي يجمع فنانات من دول العالم المختلفة ومنها مصر وسويسرا والبرتغال وفرنسا وفلسطين، ويضم عدد من الفنون كالموسيقى والعروض الراقصة والفنون البصرية وورش العمل والأنشطة الثقافية المختلف"، تقول قناوي لمصراوي.

بفقرة مصرية أصيلة، تخرج عازفات فرقة عازفات الهارب المصريات، يعرجن على ألحان عالمية غير أنهن يحتفظن بطابع شرقي بمزج ألة الرق مع مقطوعة كلاسيكية روسية اسمها "رقص الحريم"، فتترك لمسة فريدة داخل الأذن.

في سعادة وخفة يتمايل الحضور مع الموسيقى، فيما ترتسم البهجة حينما يبدأن في عزف "حلوة يا بلدي"، للفنانة الراحلة داليدا.

بين أماكن مختلفة توزعت فعاليات الأمس، في قاعة إيوارت ضمت حفل عازفات الهارب، وفي الساحة الخارجية للجامعة الأمريكية عُرضت بعض الفقرات، حيث تداعب نسمات الهواء الطلق الحضور.

تتنقل معهن برشاقة شريهان وصغيراتها، تُشير لهما على الفنانات وإبداعهن، تتمنى أن يصيرن مصدر إلهام لصغيرتيها وأن يؤمن من صغرهما بأن السيدات يصنعن ما يريدن، وهي الرسالة التي أردات مؤسسة المهرجان إيصالها.

تقول قناوي: "من قديم الزمان وحتى وقتنا الحالي، كانت النساء جزء لا يتجزأ من الفن والثقافة بطرق عديدة ومؤثرة، لقد كانت المرأة مبدعة ومبتكرة وساهمت بشكل كبير في العديد من التعبيرات الفنية، ومع ذلك العديد من النساء والفنانات اللاتي تستهدفن القضايا النسوية حول العالم ليس لديهن الدعم والموارد الكافية للتعبير عن أنفسهن".

وتضم الاحتفالية مشاركة عدد كبير من الفرق والفنانات من داخل مصر والوطن العربي والعالم، فضلًا عن عروض موسيقية وعروض راقصة ورش عمل موسيقية وورش عمل رقص معاصر وهيب هوب، وأيضاً مسابقة موسيقية للفنانات الناشئات مع تقديم منصات متنوعة ومتعددة للفنانات تضمن عرض إبداعاتهم الفنية التي تستهدف النساء.

منذ علمت بيريهان عصام عن الفعالية وقررت الحضور، لن تستطيع المشاركة خلال الثلاثة أيام المُقام بهم المهرجان، غير أن يوم واحد يكفي لها لتُحلق في عالم جديد بالنسبة لها، مليء بطاقة غناء وعروض فنية، وقد تحمست الشابة للحضور خاصة مع الفكرة الجديدة للمهرجان "حضرت قبل كدا فعاليات خاصة بالستات بس بتكون ندوات أو ورش، لكن دي أول مرة أشوف الأجواء دي".

من موسيقى الهارب المصرية، إلى صوت المغنية البرتغالية سوزانا التي أطربت الحضور بصوتها بأغنيات فلكلورية من البرتغال وأسبانيا والبرازيل، ثم إلى توزيع جديد لأغاني مصرية أصيلة لأم كلثوم ووردة ومحمد رشدي، إلى عرض فلكلوري راقص لخريجي الجامعة الأمريكية، ختامًا بالمغنية مريم صالح "كل ده في يوم واحد تنوع جميل ومختلف"، وأجمل ما في الأمر أن كل العروض تقودها النساء.

تنتهي الفعالية مع أخر دقائق من الأمس، يغادر الحضور تنطبع السعادة على ملامحهم، بينما تتمنى نيفين مؤسسة المهرجان أن يصبح المهرجان مكانًا لإيصال صوتهن، وخلق مساحة للفنانات لمشاركة قصصهم عبر الفنون، وتوفير فرصة للفنانات للتعاون الدولي فيما بينهم في المستقبل، ومقابلة بعضهن البعض والترويج لأعمالهن والتعبيرعن أنفسهن.