إعلان

عازفة البيانو الصغيرة..سارة طفلة كفيفة تُبهر "الكونسرفتوار"

01:22 م الأربعاء 22 سبتمبر 2021

الطفلة سارة

كتبت- شروق غنيم:

حيرة وقعت فيها يسرا عادل،كلما زارت محال الأطفال، لا تجد لعبة ملائمة لابنتها سارة، حتى وقعت عينيها على أورج صغير، شعرت أنه سيُسعدها بالتأكيد "لأن الألعاب الصوتية بتكون مناسبة للأطفال المكفوفين"، لكنها لم تُدرج أن تلك اللعبة، ستصير فيما بعد شغف صغيرتها الوحيد. بجوار "الراديو"تقضي الصغيرة أغلب وقتها، تستمع إلى الألحان القادمة من الإذاعات القديمة، تتعلق بصوت محمد قنديل، وتحاول بأناملها الصغيرة تكرار اللحن على أوتار لعبتها حتى تنجح،تعاود الكرّة مع كل أغنية جديدة تسمعها، حتى صارت تتقن الأمر.

في الخامسة من عُمرها، قررت الأم نشر مقاطع فيديو لطفلتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أنشأت صفحة باسمها على"فيسبوك"، وانطلقت العازفة الصغيرة في تقديم موهبتها على مدار تلكالسنوات. أمام الأورج يتجلى السرور على ملامح الصغيرة، لا تتعب إذا عزفت اليوم بأكلمه، تلتقط يسرا شغفها بالموسيقى وتحاول دعمها بشتى الطُرق. كان حلم الأم أن تتلقى سارة تعليمًا أكاديميًا يُصقِل موهبتها، لكن تحديات جمّة تواجهها في المراكز التدربيبة، بسبب فقدان سارة للبصر. إلا أن القدر أهداها منحة لا تُعوض.

في مارس الماضي، انتشرمقطع عزفها لأغنية "خلينا ننبسط"، وصلت إلى مُغنيها عمرو دياب وأعاد نشرها على منصاته للتواصل الاجتماعي "كانت مفاجأة لينا، منعرفش إزاي شاف الفيديو، والأجمل أن عجبه عزف سارة". بعدها تلقت الصغيرة منحة منأحدى الشركات الراعية لفيديو كليب الأغنية، للدراسة في "الكونسرفتوار" لمدة ثلاث سنوات، فضلًا عن إهدائها بيانو ديجيتال "نقلة كبيرة حصلت لسارة، مستواها اختلف تمامًا، وحتى في فرق في شخصيتها لما بدأت تدرس". دخلت صاحبة الثمانية أعوامإلى المعهد الموسيقي لأداء الاختبارات، أُعجب المدرسون بأدائها، شغفها والأهم إحساسها خلال العزف "خدت ثقة في نفسها، وإصرار أكبر أنها تتعلم مقطوعات أصعب".

على مدار يومين في الأسبوع تذهب الصغيرة إلى المكان، تلتقي بمُعلمتها في درسٍ مُخصص، تتلقى التدربيات بنهم"سارة الوحيدة المكفوفة في المعهد، بدأت تتعلم المبادئ والأساسيات، زي القعدةوشكل إيديها على البيانو، ده فرق كتير جدًا معاها".انطلقت موهبة سارة أحمد،صارت تهتم بدخول المسابقات المختلفة لاكتشاف قدراتها، منذ أسبوعين حصلت على جائزة الموهبة الاستثنائية في العزف والتي نظمتها وزارة الشباب والرياضة على مستوى مصر "كانت مفاجأة لينا لأنها نافست مع أطفال أصحاء، وهي الوحيدة من ذوي القدرات الخاصة اللي اتقبلت، ووزير الشباب والرياضة كرمها بنفسه".

1

ورغم حصولها على جوائز مختلفة، إلا أن للجائزة الأخيرة مذاقًا خاصًا للصغيرة ووالدتها "لأننا حسينا بالتقدير، وأن فقدان البصر عمره ما يبقى عائق ليها، لما سارة بتعزف بتحس أنها طفلة طبيعية". تتلهف الصغيرة للعودة إلى المعهد الموسيقي أكتوبر المُقبل، تتدرب يوميًا في المنزل على المقطوعات المُحببة لها، تدعمها أسرتها بكافة الأشكال، تحاول الأم ترتيب جدولها المدرسي مع الدراسة بـ"الكونسرفتوار"، فيما تتمنى أن تصبح يومًا ما، نجمة في عالم الموسيقى، وتراها تعزف على مسرح الأوبرا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان