«رجعت الشتوية».. أمطار الإسكندرية تضع المدينة الساحلية في صدارة تويتر

كتب- عبدالله عويس:

في مقهى يطل على كورنيش إسكندرية، يقضي محمد فؤاد، الذي يعمل في مجال المحاماة كثيرا من وقته. يستمتع الشاب بنسمات الهواء الباردة بعد غروب الشمس، حتى عودته إلى منزله. يحمل معه أوراقا وحاسوبه الشخصي ويعمل من هناك لساعات، لكن ذلك لا يكون إلا بعد انتهاء الصيف، وبداية الخريف مرورا بالشتاء.

يصف الشاب فترة الصيف في الإسكندرية بأنها «فترة البيات الصيفي» يبعتد عن الشوارع قدر الإمكان، خشية الزحام وتعطل الطرق، وامتلاء المقاهي والكافيهات بالمصطافين، لكنه لا يغضب من الأمر، يراها فرصة جيدة لأصحاب كثيرمن المهن لكسب جنيهات من تلك الزيارات، التي تبدأ غالبا بعد انتهاء الثانوية العامة، في الصيف، وتخفت بعد عودة الدراسة.

وخلال الساعات الأولى من صباح اليوم، الأربعاء، سقطت أمطار غزيرة على مناطق متفرقة من الإسكندرية، وكانت الأرصاد الجوية قد أكدت أن هناك حالة من التقلبات الجوية التي تضرب الإسكندرية بسبب منخفض البحر المتوسط. ومع سقوط الأمطار، التقط المئات صورا معلقين عليها بأنها من أمطار اليوم، ما جعل كلمة «الإسكندرية» في قوائم الأكثر متابعة على موقع التغريدات القصيرة تويتر.

نشرت الصور المجمعة على هيئة فيديوهات أو مقاطع مصورة مرفقة مع أغنية فيروز «شط إسكندرية» وإن لم تحتو الصور على شطآن. أو مع أغنية «يا إسكندرية بحرك عجايب». وتلاقي تلك الفيديوهات رواجا كبيرا، لما تتمتع به الإسكندرية من مشاهد مبهجة تسر الناظرين.

لكن تلك الحالة «الرومانسية» يخشى أن تتحول مع الأمطار الشديدة، وعدم جاهزية المحافظة لها، لكن اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، كان قد أعلن عن استمرار رفع درجة الاستعداد والطوارئ القصوى في جميع أجهزة المحافظة، للتعامل مع تحذيرات الأرصاد، حول الطقس السيء، والأمطار متوسطة الشدة.

يقول محمد الذي نشأ في الإسكندرية، إن محافظته تكون أجمل في الشتاء، حيث الشوارع هادئة من صخب آلاف الزائرين، والأماكن غير مزدحمة، والمواطنون بإمكانهم التنزه ليلا، على عكس أيام الصيف: «القلعة، ستانلي، الكورنيش.. أي حتة تروحها بتبقى رايقة وجميلة في الشتاء والخريف، فبنحس إن المحافظة بقت هي كمان رايقة».

صور كثيرة انتشرت على مواقع التواصل من صباح اليوم، بعد الأمطار التي سقطت في ساعات مبكرة. فيما كانت الصور سببا لدعوة البعض لزيارة المحافظة على سبيل الرحلة السريعة، وهي تعليقات غالبا ما تختتم بالمزاح، حول «الخروجة اللي مش بتتظبط أبدا». وبينما كانت مقاطع الفيديو تلقى رواجا من هناك، يدون البعض المكان والتاريخ وساعة التقاط الفيديو، معلقين عليها بعبارات تتغزل في المحافظة الساحلية.