مظفر النواب.. "طائر البرق" المهاجر يحط رحاله في وطنه أخيراً

كتب- أحمد شعبان:

"سادتي . . سيِّداتي

انتهت آخِرُ الأُغنيات

التي يُمكِنُ الآن إنشادُها.."

يستريح الآن الشاعر العراقي الكبير مظفر النّواب في وطنه الأم، العراق. حطّ صاحب "القدس عروس عروبتكم" رحاله إلى الأبد في بلاد الرافدين، وهو الشاعر الذي عاش مُطارداً، غريباً لعقود. رحل عن عمر 88 عاماً، بعد رحلة طويلة حافلة للغاية، ملأها الإبداع والشعر والتمرد والانشغال بهموم الوطن العربي وقضاياه الكبرى، وفي القلب منها القضية الفلسطينية.

صاغ "النواب" أشعاره بأسلوب خاص، وصفه البعض بالقاسي، أحياناً. كالقسوة التي عايشها "ملك الترحال" في غربته. آلمه فراق وطنه، العراق، والمأساة التي عاشها بنو وطنه، لم يترك نفسه لحنين "لو أطلقت له العنان فسوف يدمرني. أبحث عن العراق من خلال شعري وأجده"، على ما قال في حواره مع صحيفة "السفير" اللبنانية، في مايو 1983.

"يا طير البرق القادم من جنات النخل بأحلامي!

يا حامل وحي الغسق الغامض في الشرق

على ظلمة أيامي

احمل لبلادي

حين ينام الناس سلامي.."

في جنازة مهيبة، شُيّع اليوم الشاعر الكبير، إلى مثواه الأخير. جموع غفيرة من أبناء وطنه في بغداد التي ولد فيها عام 1934، كانوا في وداعه. رحل "طائر البرق" المُهاجر بعد صراع مع المرض، رحل دون أن ينسى أن يبعث لبلاده سلاماً.