نزول المضطر.. "لقمة العيش" تنتصر في مواجهة تحذيرات الأرصاد
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- محمود عبد الرحمن:
بنصائح متكررة، وبعبارات شديدة اللهجة، حذرت هيئة الأرصاد الجوية المواطنين، من الخروج إلى الشوارع إلا للضرورة، تجنبا لطقس شديد الحرارة، ذروته اليوم، السبت، حيث تتخطى الحرارة 43 درجة في القاهرة.
درجات الحرارة القياسية، لم تكن لتمنع محمد سعيد من النزول إلى عمله. وقف الرجل إلى جوار عربة صغيرة تحمل أنواعا مختلفة من المشروبات الباردة، تحت أشعة الشمس المرتفعة التي يحتمي منها بطاقية على رأسه رغم التحذيرات المستمرة من الأرصاد بعدم النزول إلا للضرورة. يحاول الشاب جذب العابرين بكلماته "تعال اشرب وانس الحر"، لعل أحدهم يقترب منه ويشرب من عصائره، حتى يتمكن من العودة نهاية اليوم ببعض الأموال لأسرته.
مع الضوء الأول لكل صباح، يستيقظ محمد صاحب الـ38 عاما، ويخرج من منزله في منطقة أرض اللواء، ويبدأ عمله اليومي، في صناعة مشروبات مختلفة ويتجول بها على سيارة مجهزة لهذا الغرض: "مليش مكان معين، بتحرك شوية هنا وشوية هنا، والصيف وحش لكن هو موسم الشغل".
ترك الشاب محافظة سوهاج وزار القاهرة للعمل بأي مجال، ومع رحلة بحث طويلة عن عمل ملائم، لم يجد سوى العمل مع أخيه في بيع العصائر والمشروبات، وهو عمل لا رفاهية فيه للبقاء في المنزل، وتجنب درجات الحرارة: "فبحاول أبعد عن الشمس، لكن مقدرش اقعد من غير شغل".
ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، دفع الأرصاد لتوجيه نصائح للمواطنين، منها الإكثار من تناول السوائل، وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة، وعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة في ساعة الذروة بداية من الـ12 ظهرا وحتى الـ3 عصرا: "ده وقت عز شغلي"، يقولها حمدي الساحر، موظف في إحدى شركات المقاولات والإنشاءات الخاصة.
منذ سنوات طويلة، يعمل حمدي المقيم في منطقة أرض اللواء بالمهندسين في إحدى شركات المقاولات والإنشاءات، يرتدي الرجل صاحب الـ54 عاما ملابسه والتوجه إلى مكان عمله الذي يختلف من وقت لآخر يقول "إحنا كل شوية في مكان على حسب الشغل"، وأجبره هذا التنقل على العمل في ظروف مختلفة والتعود على أشعة الشمس والعمل تحتها بالساعات. يتذكر عشرات المرات التي عمل بها رغم ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى مستوى يقول "الدنيا كانت تبقى حر جدا و شغالين عادي".
ما قاله حمدي قالته "أم ابتسام" التي جلست بجوار ابنتها حنان التي لم تتعدى الـ10 سنوات في منتصف إحدى شوارع منطقة المهندسين، بالقرب من إحدى أكوام القمامة في انتظار قدوم أي عمال نظافة لبدء عملها بفرز المعلبات البلاستيكية من المخلفات تمهيدا لتجميعها وبيعها نهاية اليوم.
"بصرف على أولادي ولازم أطلع كل يوم"، تستكمل أم ابتسام، التي دفعها ارتفاع درجات الحرارة مساء أمس بشراء شمسية لتحمي ابنتها التي ترفض البقاء في المنزل وتصر على مرافقتها من أشعة الشمس خوفا عليها: "كل ما أقول لها اقعدي ترفض وتيجي معايا"، لذا تحاول السيدة البحث عن أماكن بعيدة عن أشعة الشمس والجلوس بها.
فيديو قد يعجبك: