بخصومات وحيل جديدة.. كيف يواجه الناشرون ارتفاع أسعار معرض الكتاب؟
كتبت- هبة خميس:
يأتي معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54، وسط أزمات عالمية اقتصادية، أثرت في السلع جميعها، بما في ذلك عالم الكتب، التي ازدادت أسعار تكاليف إنتاجه. لتخرج مبادرات لدعم صناعة النشر والحفاظ على عملية بيع الكتاب الورقي رغم ارتفاع سعره.
وينطلق المعرض في الـ25 من يناير الجاري، ومن بين المبادرات التي تعمل على تخفيض أسعار الكتب، خوفا من إعراض القراء عنها بسبب أسعارها، كان عمرو عزت، الكاتب ومدير مشروع "وزيز" للنشر، وهو مشروع جديد سيتم إطلاقه بمعرض الكتاب القادم، ويحاول الكاتب ومدير المشروع وضع سعر يتفق وقدرات القراء الشرائية، مع العمل على تحسين جودة الكتب بشكل كبير قبل الطباعة بالعمل مع المحريين والكتاب.
تحمل خسارة المطبوع أمام مكسب الإلكتروني هو مخرج لدور النشر بحسب "عزت" وباعتبار "وزيز" مشروع غير تقليدي ومتخفف من الشكل المؤسسي للنشر يرى مؤسسه أن ذلك يحول دون ارتفاع سعر الكتب بشكل كبير مع استغلال الجانب الإلكتروني وطرح الكتب على المنصات الإلكترونية مثل تطبيق "أبجد" ومنصات بيع الكتب مثل أمازون ما يقلل من تكاليف الكتاب: "لو الجمهور أقبل بشكل كثيف على النسخ الإلكترونية ده يوفر في تكاليف الطباعة فيخلينا نركز أكثر على تحسين المحتوى، لكنه لا يلغي الكتاب الورقي حتى لو كان بنسخ محدودة ".
يتبع المشروع الذي طرحه "عزت" تغيير النمط التقليدي للنشر ليكون للمحرر دور كبير في عملية متابعة الأعمال مع الكتاب وأيضاً احتساب أجور للكتاب والاهتمام بهم بشكل خاص كونهم جوهر صناعة النشر: " جزء من تكاليف النشر قبل الطباعة اللي لازم نحسبه كأجور للمحررين، لأننا مؤمنين بدور المحرر مع الكاتب لتطوير الأفكار حتى الانتهاء من الكتاب".
بالنسبة لمحمد مفيد وهو مدير دار "دون"، فإن فالدار وضعت الكثير من الخطط للمعرض القادم، من عروض كثيرة تشجع القراء على الشراء مع الحرص على تحميل كل إصدارات الدار على المنصات الإلكترونية منها تطبيق باسم الدار، تم تدشينه منذ سنوات لرفع كل أعمال الدار عليه بسعر اشتراك سنوي يتيح للقارئ قراءة كل الكتب عليه: "المعرض هو الوقت الوحيد اللي يقدر فيه القاري انه يشتري كل الكتب اللي عايزها بسعر معقول ومع الاستفادة بالخصومات اقل من سعر المكتبات" يحكي محمد.
وتنوي الدار طرح خصومات كثيرة، ودعاية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمواجهة الأسعار المرتفعة، وخصومات على تطبيق الدار نفسها لتشجيع القراء على الاشتراك: "إحنا في دون من أوائل الناس اللي نزلت الكتب على المنصات الإلكترونية وعملنا على التطبيق الخاص كتب صوتية كنت أنا المنتج لها لأني مؤمن بدور التكنولوجيا في تشجيع الناس على القراءة".
يرى "مفيد" أن القارئ الذي لا يملك الوقت للقراءة يستطيع الآن أن يستمع بالكتب التي يحبها وأيضاً يقرأها على هاتفه بشكل بسيط. لكن مازالت أزمة ارتفاع سعر الورق تؤثر على كم العناوين التي تخرجها الدار فبعد أن حرصت الدار لسنوات على طباعة الأعمال للكتاب الجدد قلصت العدد، فالعام الماضي طبعت أعمال من 5 لـ7 كتاب جدد، أما ذلك العام لم يتخط العدد 3 كتاب فمع تلك الأسعار في الطباعة صارت المخاطرة صعبة: "مش بمزاجنا للأسف وده ضط على الناشر وطبيعي يحصل لأننا محكومين بخطة للنشر وفقاً لأنواع الكتب اللي هتصدر مننا".
منذ عشرة أعوام دشن "محمد المصري" دار نشر "الرسم بالكلمات" لتكون دارا شبابية تهتم بإصدار الكتب للشباب وتخاطب جميع القراء، لكن بعد أعوام واجهت الدار مشكلة ارتفاع الأسعار وتضاعف تكاليف طباعة الكتب نفسها: "منقدرش نرفع سعر الكتب بنفس الزيادة اللي حصلت طبعاً لأن وقتها هتكون سعرها غالي جداً".
تمكن "المصري" من شرح الأمر لكتاب الدار كي يتخلوا عن نسبة الربح الخاصة بهم مع تقليل نسبة ربح الدار نفسها كي يتمكن الطرفان من طرح الكتب بسعر معقول مع تقليل عدد النسخ من كل عنوان. وكانت خطة الدار لمعرض الكتاب تعمل على الخصومات بشكل أساسي فقامت بعمل حملة تحت اسم "خصم المكتبات الآن للقراء" لطرح خصم 40 % من سعر الكتاب وهو نفس الخصم الذي تشتري به المكتبات كتب دور النشر المختلفة فبالتالي يستغل القاريء الخصم ويشتري الكتب التي يريدها. كما قام المصري، بتقديم قسائم شراء مجانية لزبائن الدار وسحب يومي على قسائم ذات قيمة عالية: "الكتب سلعة طبيعتها خاصة لا هي سلعة اساسية ولا هي سلعة رفاهية والقاريء بس هو اللي فاهم قيمة الكتاب". كما قام خطة لتقسيط الكتب مع إحدى شركات التقسيط الشهيرة.
تقوم فكرة التسقسيط على ضمانات كبيرة لستة أشهر بدون فوائد، وهي خطة تقسيط شبيهة بالخطة التي أطلقها اتحاد الناشرين وكل ذلك من خطط لمصلحة القاري الذي يعتبر معرض الكتاب بالنسبة له فرصة سنوية لشراء عناوين الكتب التي يحتاجها فيصبح أشبه بكرنفال لمحبي الكتب من الكتاب والناشرين والقراء.
وكان اتحاد الناشرين المصريين قد أعلن عن اتفاق مع بنك مصر لتقسيط مبال شراء الكتب التي سينفقها القاري في معرض القاهرة للكتاب على ستة أشهر دون فوائد كل لا يدفع القاري مبلغاً ضخماً وأيضاً للاستفادة بخصومات المعرض. وقال عبدالمنعم كامل نائب رئيس اتحاد الناشرين بأن تلك المبادرة مناسبة للقاريء كي يستطيع شراء الكتب التي يريدها: "المعرض فرصة للقاري عموماً بسبب التخفيضات الكتيرة، بالذات الكتب الأكاديمية اللي قراءها محدودين جداً".
كما أكد نائب رئيس اتحاد الناشرين على رغبة الناشرين في نجاح المعرض حيث أنه لا يفرض خصماً محدداً لكن وجود المعرض هو فرصة كبيرة للناشر والقاري على حد سواء : "إحنا ياما كسبنا زمان انما حاليا لازم نشوف حل للأزمة".
فيديو قد يعجبك: