ملاهي الشوارع.. خطورة مضاعفة وإقبال متزايد
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
-
عرض 17 صورة
كتب- عبدالله عويس:
منذ أيام سقطت لعبة ترفيهية في إحدى ملاهي مركز تجاري بالإسكندرية، بعد انكسار الحامل الخاص بها. تسبب الحادث في إصابة ستة أشخاص، وأمرت النيابة العامة بحبس مدير صيانة ومشرف التشغيل احتياطيا أربعة أيام على ذمة التحقيقات، لتسببهما في سقوط اللعبة، بحسب بيان للنيابة.
الواقعة تعيد التذكير بملاه أخرى، أقل تعقيدا لكنها أكثر خطورة، كونها خارج إطار قانوني، وتعمل دون تصاريح في أماكن شعبية، وتلقى رواجا بسبب رخص ثمن اللعب بها، مقارنة بأماكن أخرى. فمع زيادة مطردة في الأسعار ما بين خدمات وسلع، ترتفع قيمة الملاهي والأماكن المخصصة للعب الأطفال، بما يزيد عن قدرة كثير من البسطاء فتكون الألعاب في المناطق الشعبية، ملاذا للتسرية واللهو.
أمام عدة ألعاب شعبية، تعمل بالكهرباء وأخرى بطاقة الدفع، كان يسري محمود مع ثلاثة من أولاده، يشرف على عملية لعبهم في شبرا الخيمة. يخشى الرجل أن يصيبهم شيء، لكن ولعمله في مهنتين فإنه لا يجد وقتا كافيا للذهاب معهم إلى أنشطة مختلفة، إضافة لارتفاع قيمة ما يدفع في التنقلات وتذاكر دخول الأماكن المخصصة للألعاب إضافة إلى قيمة الألعاب نفسها.
ورغم أن تلك الألعاب المنتشرة في الشوارع بالمناطق الشعبية، لم تكن تتخطى خمسة جنيهات للعبة، لبضع دقائق، فإنها ارتفعت هي الأخرى لتصل إلى ١٥ جنيها، ولا تكفي الطفل ممارسة اللعبة مرة واحدة، أو تجربتها دون غيرها. في نهاية اللعب وجد الرجل نفسه يدفع ٩٠ جنيها لعدة دقائق أمضاها في الشارع مع أطفاله.
«عشان أروح ملاهي فدي تكلفة كبيرة، من الطريق للتذاكر لسعر كل لعبة، فبحاول أشوف ألعاب مش خطيرة أوي في الشارع يلعبوا دقائق ونروح» يحكي الرجل، الذي يدرك أن عناصر الأمان قد تكون غائبة عن تلك الألعاب، ولذا فإنه يختار بعضها لأولاده دون أخرى. لكن أطفالا كانوا يتحركون في محيط تلك الألعاب وحدهم دون رقيب.
يقول أحد مشغلي تلك الألعاب إنها تلقى رواجا منذ زمن بعيد، لكنها تطورت وأضيف لها ألعاب جديدة. ويلحظ اختلافا وإن كان طفيفا في زبائنه الجدد من الأطفال القادمين رفقة أسرهم: «الأسعار بقت مرتفعة، ففي أسر كان ممكن تخرج وتروح أماكن مع أولادها، لكنها بقت تلاقي هنا بديل أرخص وعلى قد الإمكانيات».
وينفق المصريون 2.1% من إجمالي أوجه الإنفاق على الثقافة والترفيه، ويحتل الأمر البند الأخير في أولويات الإنفاق، أي نحو 1079 جنيها في العام، وذلك بحسب بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك لعام 2017/2018، والذي أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وتحتاج الألعاب بشكل عام، إلى صيانة دورية، وفحص مستمر، للتحوط من أي مشكلات أو عطب في بعضها وتداركه، كما يصرح خبراء السلامة والصحة المهنية. كما أن بعض الألعاب تصلح لطفل دون آخر، بحسب السن. لكن ذلك يخضع لتقييم المسؤول عن الألعاب في المناطق الشعبية فحسب، كما أن الألعاب لا تخضع لصيانة إلا بعد عطل أو ظهور ما يشير إلى مشكلة كبيرة، وهم لا يمتلكون خبرة كبيرة أو ما يؤهلهم إلى ذلك العمل.
في مايو من العام الماضي وفي محافظة القليوبية، أصيب ثلاث فتيات وشاب خلال احتفالات بالعيد آنذاك، حين سقط جزء من اللعبة على رؤوسهم من ارتفاع ستة أمتار، ما أدى لإصابات بالغة، ونقلوا جميعا إلى مستشفى وتحرر محضر في مركز شرطة شبين القناطر. حينها طالب أهالي الضحايا بوضع رقابة على تلك الألعاب. في حين صرح والد أحد الضحايا أن ابنته لاحظت خللا في اللعبة لكن صاحبها لم يكترث بالأمر.
هذا الحادث ضمن سلسلة من حوادث أخرى وقعت في محافظات مختلفة، كان الرابط بينها أن بعض الألعاب لا تخضع لرقابة أو صيانة أو إشراف: «المراجيح البسيطة حتى بتبقى محتاجة صيانة، ده حديد ولازم اللي شغال عليها يبقى فاهم» قالها حسام محمود، وهو يقف أمام بعض تلك الألعاب في محافظة القليوبية، مشيرا إلى أنه لا يمنح أبناءه الموافقة أبدا على الذهاب إلى المكان للعب: «رغم إنها أرخص وأقرب، بس حياة وصحة أطفالي أهم».
وتخضع الملاهي وغيرها من المنشآت لقانون العمل رقم 12 لعام 2003، المتعلق بالسلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل، ويتضمن عدة مواد تتعلق بالسلامة في كافة المنشآت، بما في ذلك الأخطار من الآلات والأدوات والأجهزة وأدوات رفع وجر وسائل الانتقال ونقل الحركة. وإن كان ذلك يسري على الألعاب في المناطق الشهيرة أو المرخصة، فإنها تظل قوانين غائبة عن الملاهي الشعبية، أو الألعاب في المناطق الشعبية مما لا تخضع لرقابة أو قوانين.
فيديو قد يعجبك: