تاريخ «السبلايز».. ما بدأ بمخلة انتهى بمريلة رسم
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب- عبدالله عويس:
رغيف خبز بداخله أقراص طعمية، وحقيبة من البلاستيك، بداخلها كشكول وقلمين، أحدهما أزرق والآخر أسود اللون، كان عبد الخالق محمود يتباهى بهمها بين أقرانه، في مدرسته حين كان بالصف الأول الابتدائي. كان ذلك في عام 1979، وكانت تلك الأشياء كلها بالنسبة له لوازم مدرسية، باتت معروفة بـ«السبلايز».
كانت مدرسة عبد الخالق، في محافظة سوهاج، لكنه الآن يعيش في شبرا الخيمة، ولديه 4 أولاد، أحدهم في المرحلة الابتدائية، وعليه أن يشتري له لوازمه المدرسية، قبل انطلاق الموسم الدراسي الجديد قبل أيام. بقائمة طويلة تضم عدة أصناف، كان الرجل يبحث في المكتبات عنها، يدخل في وصلة ضحك مع البائع، حول كينونة تلك الأشياء وماهيتها.
«على أيامنا الحاجات كانت بسيطة، شنطة بلاستيك فيها كشكول وكتب وخلاص على كده، لكن طبيعي ده يتغير» يحكي الرجل، الذي يبحث لابنه عن أفضل المنتجات وأكثرها جودة، إذ أن عدم فعل ذلك سيعرضه لمساءلة في المدرسة، وسيضع ابنه في موقف محرج، لكنه يرى أن كثيرا من تلك الأدوات دون قيمة، لكنه مجبر على الشراء، وخصص للأمر ميزانية خاصة.
في وقت مضى كانت «المخلة» سائدة في بعض المدارس، عبارة عن قطعة من القماش يتم حياكتها لتضم الأوراق والكتب والمواد التي يستعان بها على أمور الدراسة من قلم وممحاة ومسطرة وما شابهها من أدوات، لكنها اختفت بعد ظهور الحقائب وتطور أشكالها، ولم تعد صالحة للاستخدام بفعل القدم، لكن عبد الخالق كان أحد مستخدميها في بعض السنوات الدراسية.
في عام 2000 كان محمود سعد الله، طالبا في المرحلة الابتدائية، حقيبة مزركشة الألوان، وعدة ألوان، وبضعة أقلام، وممحاة، وكثير من الكشاكيل، وقد جلدت بشكل يدوي بألوان زاهية، وكانت تلك الأمور مميزة بالنسبة له، عن أقرانه من زملاء الدراسة، لكنها باتت الآن ضمن «نوستالجيا» الماضي، يحكى عنها بصيغة الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مجموعات الآباء والأمهات والشكاوى من عبئ «السبلايز».
أنهى محمود دراسته في كلية الألسن، وبات يعمل مترجما فوريا، مظهرا تفوقا وتميزا، عادا تلك الأدوات التي كانت معه، بلا قيمة، إلا بوجود مدرسين يهتمون بالعملية التعليمية، وشرح الدروس جيدا للطلاب، دون رغبة في الحصول على درس خصوصي، أو حتى داخل مجموعات التقوية المدرسية «في ظني إن التعليم نفسه هو الأهم من الأدوات اللي الطلبة هيروحوا بيها مدارسهم، حاسس إن الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، هو اللي موجود دلوقتي، مطلوب مثلا مريلة رسم وتلوين وأنواع كراسات رسم غريبة علي شخصيا».
أمام مكتبة بها عشرات الأرفف، كانت سامية عبد النبي، تحمل ورقة مطبوعة تضم عشرات المواد، وعليها أن تشتريها لابنتها كما أوصت المدرسة الخاصة بها، فيما تحمل في جيبها عشرات الأوراق المالية من فئة الـ200 جنيه، وتخشى أن تتجاوز الطلبات تلك القيمة التي معها، لكنها تعتبر الأمر عاديا يتماشى مع ثقافة مختلفة وجيل مختلف «مؤكد الحاجات دي هيتم استخدامها في الدراسة، فليه منجيبش، بنصرف كتير فمجتش على التعليم ولوازمه».
فيديو قد يعجبك: