احتجاجات فيرجسون...ربيع أمريكي أم دليل فشل حكومة أوباما؟
كتبت ـ مروة مصطفى:
أحداث فيرجسون بولاية ميزوري بالولايات المتحدة الأمريكية....اعتبرها البعض فشلا في ادارة حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشئون البلاد، فيما رأها البعض الآخر ربيعا أمريكيا - على غرار ثورات الربيع العربي- وثورة قام بها الأمريكيون السود للمطالبة بحقوقهم ووقف التمييز العنصري الذي لايزالون يتعرضون له في بعض الولايات الأمريكية.
أثار مقتل مايكل براون المراهق الأسود على يد الشرطي الأبيض توماس جاكسون احتجاجات واسعة، وأعمال شغب ايضا في عدة ولايات أمريكية، وعندما بدأ هذا الرأي العام يشكل ضغطا كبيرا على السلطات الأمريكية تقرر محاكمة الضابط الأمريكي بتهمة القتل، ولكن الحكم لم يكن في صالح الرأي العام، حيث حكم القضاء الأمريكي ببراءة الضابط، مما زاد الأمور سوءا.
مما أشعل الغضب بين صفوف الشعب الأمريكي خاصة السود منهم جريمة القتل الثانية التي راح ضحيتها طفل في الـ12 من عمره، وهو تامير رايس الذي قتل نوفمبر الماضي فيما كان يلعب بلعبة على شكل مسدس في حديقة عامة، ويبدو الشرطي في تسجيل فيديو للحادثة وهو يطلق النار عليه بعد ثوان من خروجه من سيارته، وقالت السلطات وقتها إن علامة السلامة البرتقالية التي تدل على أن المسدس غير حقيقي لم تكن موجودة على المسدس.
فيرجسون هي مدينة صغيرة في مقاطعة سانت لويس بولاية ميزوري الأمريكية، تبلغ مساحتها 16 كيلومترًا مربع ويقطنها حوالي 21 ألف نسمة طبقًا لتعداد عام 2010م.
يمثل السكان البيض هناك ما نسبته 29% تقريبًا من المجموع الكلي للسكان بينما يمثل السود ما نسبته 67%، ويلاحظ زيادة عدد السكان السود تدريجيًا على حساب السكان البيض، ففي عام 1990 كان نسبة السكان البيض في فيرجسون 74% ونسبة السود 25%، بحسب ما نشره موقع ساسة بوست.
الأسباب:
بدأت أحداث فيرجسون يوم وقعت حادثة مقتل مايكل براون 9 أغسطس 2014، وبراون هو مراهق أمريكي من أصول إفريقية - 18 سنة- توفي بعد إطلاق النار عليه 6 مرات على الأقل من قِبل ضابط شرطة أبيض يسمى " دارن ويلسون" وهو أبيض البشرة، وأثار مقتل المراهق الأسود احتجاجات كبيرة، حيث كان أعزل، فيما تصر الشرطة أنه كان مسلحا، بحسب ما جاء في صحيفة الجارديان البريطانية.
ويذكر موقع هيئة الاذاعة البريطانية أن الشرطة قالت إن المراهق القتيل، كان أحد مشتبهين اثنين في حادث سرقة في متجر قريب.
وأفادت معلومات من دائرة الشرطة في فيرجسون بأن مايكل براون سرق علبة سيجار قيمتها 49دولار أمريكي من متجر قبل ان يطلق عنصر الشرطة النار عليه ويقتله، وفي رواية أخرى قال قائد شرطة فيرجسون توماس جاكسون أن أول اتصال بين الشرطي وبراون لم يكن له أي علاقة بعملية السرقة وأوضح أن ويلسون الذي كان في سيارة للشرطة أوقف براون لأنه كان يسير في الشارع ويوقف السيارات، لتحصل بعدها مشادة كلامية بين الشرطي وبراون أدت لاعتداء براون على الشرطي ثم فراره ليلاحقه الشرطي ويطلق النار، مضيفا أن السرقة تمت دون استخدام سلاح.
ومنذ اطلاق النار على براون أجرى صديقه جونسون عددا من المقابلات مع وسائل الاعلام قال فيها إن براون كان رافعا يده علامة على الاستسلام قبل أن يطلق عليه الشرطي النار.
ومن جهته ذكر توماس جاكسون أن ويلسون يعمل شرطيا منذ ستة أعوام ولا يوجد لديه سجل تأديبي، مضيفا أن ويلسون يعالج من الاصابات التي تعرض لها اثناء مواجهته مع براون، ولكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل.
من جهة أخرى أثبت تشريح جثة براون إصابته بست رصاصات منها اثنتان في رأسه، بينما طالت الرصاصات الأربع الأخرى الذراع الأيمن.
العواقب:
وأدى مقتل براون إلى احتجاجات عنيفة ومظاهرات غاضبة في فيرجسون، أدت إلى تدخل الشرطة، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، وعمدت إلى توقيف صحفيين، كما نشر في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
فيما أعلن حاكم ميزوري، جاي نيكسون، يوم 18 نوفمبر، حالة الطوارئ بالولاية تحسبًا لاندلاع موجة من العنف في فيرجسون، حيث ستقرر هيئة محلفين ما إذا كان الشرطي الأبيض المسؤول عن مقتل شاب أسود مذنبًا أم لا.
الادانات الدولية:
وأدى عنف الشرطة الأمريكية ودمويتها في التعامل مع المحتجين إلى اثارة ردود فعل دولية غاضبة، فبحسب جريدة ديلي ميل البريطانية، اتخذت مصر خطوة غير معتادة تجاه ما يحدث في ولاية ميزوري، وقامت الولايات المتحدة بممارسة سياسة ضبط النفس في التعامل مع الاشتباكات الدائرة في فيرجسون، ومرددة نفس اللغة التي استخدمتها واشنطن العام الماضي في تحذير حكومة القاهرة من استخدام العنف مع المتظاهرين الاسلاميين المؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي، قالت وزارة الخارجية المصرية إنها تتابع عن كثب تصاعد الاحتجاجات العنيفة التي تلت مقتل مايكل براون.
ومن جهته ذكر موقع سي إن إن الأمريكي أن وزارة الخارجية الإيرانية أصدرت بيانا أعربت فيه عن قلقها إزاء ما وصفته بـ"الممارسات القمعية ضد السود في أمريكا"، واعتبرت المتحدثة باسم الوزارة، مرضية أفخم، أن "قمع الاحتجاجات الشعبية مؤشر بارز على انتهاك حقوق الإنسان" في الولايات المتحدة.
كما طالب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمريكا بـ"ضبط النفس"، و"احترام حق التجمع والتعبير السلمي عن الرأي"، وحث السلطات الأمريكية على "التعامل مع المظاهرات وفقاً للمعايير الدولية"، وأعرب عن أمله في أن تؤدي التحقيقات الجارية إلى "إنفاذ العدالة".
ومن جهته علق الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن أوباما أن إطلاق النار على مراهق أسود غير مسلح في مدينة فيرجسون كشف النقاب عن هوة واسعة من عدم ثقة الشعب الأمريكي في تنفيذ رجال الشرطة للقانون، بحسب تقرير نشرته مجلة تايم الأمريكية.
وضع السود:
يذكر التقرير أنه إحصائيا، لاحظ الرئيس، أن السود في الولايات المتحدة يتم استهدافهم بمعدل أعلى بكثير من البيض في سياراتهم وفي الشوارع، وأنهم أكثر احتمالا للحصول على عقوبة الإعدام.
مؤكدا أن ''العديد من الشبان من السود يشعرون بأنهم مستهدفون من قبل المكلفين بتنفيذ القانون، وهو امر يغذي وقود الخوف والاستياء واليأس داخل نفوسهم''.
مضيفا أن هذا له تأثير هدام وسلبي للغاية ليس على السود فقط ولكن على الولايات المتحدة الأمريكية كلها.
في سياق متصل صرحت ادارة الشرطة بسانت لويس الأمريكية إنها أطلقت النار أوائل أكتوبر الماضي على مراهق مشتبه به بعد أن أمرته بالتوقف، ولكن آخرون يقولون إن المراهق لم يكن يحمل غير "ساندويتش"!!، الأمر الذي أضاف توترا جديدا مع استمرار الاحتجاجات لمدة تزيد على شهرين على مقتل مايكل براون بحسب ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: