كيف يقضي لاعب كرة السلة المحترف المسلم أنيس كانتر شهر رمضان؟

كتب - حسام سليم:

أنيس كانتر، لاعب كرة سلة سويسري من أصول تركية، ويلعب في نادي بورتلاند تريل بلازيرز المنافس في الدوري الأمريكي لكرة السلة "NBA". الذي تتزامن مبارياته الحاسمة مع شهر رمضان الكريم.

ويحكي كانتر لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تجربة خوض المباريات المصيرية خلال الموسم أثناء الصيام.

قال كانتر: "استيقظت هذا الصباح في الثالثة فجرًا، قبل وقت طويل من الشروق، إنه رمضان، وكذلك تصفيات الدوري الأمريكي للمحترفين، كلاهما يتطلب تركيزي المطلق بطريق لم أشهدها من قبل".

ويضيف كانتر -وفقًا لصحيفة واشنطن بوست: "مثل مئات ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم، لقد تناولت وجبة السحور قبل وجبة الإفطار، وهو ما نأكله قبل أن نمارس أولى الصلوات الخمس. كل عام، نحتفل برمضان لمدة من 29 إلى 30 يومًا بناءً على التقويم القمري. خلال هذا الوقت، وهو الشهر الأكثر أهمية في العقيدة الإسلامية، يمتنع أتباع ديني عن الطعام والماء وحتى العلاج حتى لا تصبح الشمس مرئية في الأفق. في نهاية كل يوم ، نفطر مع وجبة خفيفة تسمى الإفطار بعد آذان المغرب. على مر السنين، اعتدت على هدوء تلك الوجبة، في وقت كرست فيه نفسي بالكامل لإيماني".

ويتابع: "يختلف شهر رمضان هذا العام عن أي تجربة عرفتها على الإطلاق لأنه يتزامن مع تصفيات الدوري الأمريكي للمحترفين. يواجه فريقي، فريق بورتلاند تريل بليزرز، في واحدة من أهم المباريات التي ربما سألعبها على الإطلاق. أختبر هذا العام حدود قوتي الجسدية بطريقة لم أشهدها من قبل. لكنني أيضًا أدركت إمكاناتي وكيف يمكن أن تتحول القوة الداخلية إلى نصر".

ويشير إلى أن وجوده كمسلم ملتزم في الدوري الأمريكي، منذ عام 2011، ليس بالأمر المألوف، حيث أثار التزامه الديني بالشعائر والفروض فضول زملائه والمدربين والمشجعين أيضًا: "قبل المباراة الخامسة ضد فريق دنفر ناجتس، وبينما كنت أعد العد التنازلي للثواني قبل الإفطار، شاهد زملائي، كيف أكسر صيامي مع تناول مسكن للألم لكتفي المصابة، وبدأوا في المزاح معي وطرح أسئلة ساخرة إن كنت سأكمل المباراة. ضحكت وقلت لهم أن ينزلوا إلى الملعب ويجروا عمليات الإحماء، وانضممت لهم فور الانتهاء من الطعام، انتابني شعور عظيم".

ويؤكد أن هناك الكثير من الناس معجبون بطريقة التزامه الديني، مثل الصيام وأداء الصلوات الخمس، وما يفعله ولا يفعله المسلمون خلال الشهر المقدس.

وقال إنه راسل مؤخرًا أسطورة الدوري الأمريكي للمحترفين حكيم أولاجوون، الذي قدم له بعض الإرشادات التي يحتاجها حول المثابرة في مرحلة ما بعد شهر رمضان أيضًا.

وأردف بالقول: "قد تتضمن التحديات جلسات تدريب مرهقة، أو علاجًا طبيعيًا لـ كتفي، أو التعامل مع الأخبار المزعجة التي تأتي من العائلة أو الأصدقاء في تركيا، حيث تعاني الأمة في ظل نظام رجب طيب أردوغان الاستبدادي".

ويشرح: "إيماني في الإسلام لا يختلف عن إيماني في لعبة كرة السلة، كلاهما يتطلب تصميمًا كبيرًا وتركيزًا وشغفًا وانضباطًا، والتحديات التي أواجهها خلال رمضان ليست بالفريدة، هناك الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم يكافحون من أجل اجتيازه في كل يوم دون طعام أو ماء. السبب الوحيد الذي يجعل الناس يتحدثون عن تجربتي خلال شهر رمضان هو أنني لاعب كرة سلة محترف بمنصة بارزة".