حوار- السفير الفلسطيني لحماس: من أنتِ لتقفي في وجه الجيش المصري؟

حوار – هند بشندي:

يومياً أخبار تتوارد عن ضلوع عناصر فلسطينية في العمليات الإرهابية في سيناء، السفير بركات الفرا، سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها في الجامعة العربية نفى وجود أي فلسطيني مقبوض عليه في أحداث سيناء، كما أكد خلال حواره مع مصراوي عن عدم وجود معلومات لديه تؤكد أو تنفي وجود عناصر فلسطينية مسلحة في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة السابقين، لأنصار الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي، وشدد الفرا في الحوار على أن ''حماس'' يجب أن يكون انتمائها الأول لفلسطين وليس لأي تنظيم أخر.

- حدثنا عن العلاقات المصرية الفلسطينية بعد 30 يونيو؟

العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني علاقة استراتيجية، ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، علاقة ربطت بدماء مشتركة سالت على أرض فلسطين، علاقة تربطها الآمال والآلام والطموحات المشتركة، لذا هذه العلاقة لا تتأثر باي ظرف مهما كان. العلاقة بعد ثورة 30 يونيو قوية وصلبة ومتينة جدا، والدليل على ذلك أن الأخ الرئيس الفلسطيني أبو مازن كان ثاني رئيس عربي يزور الرئيس المستشار عدلي منصور بعدما تولي مهامه، كما أصدر أبو مازن بيان داعم ومؤيد بعد بيان جلالة الملك خادم الحرمين الشرفين، كذلك الزيارة التي قام بها نبيل فهمي وزير خارجية مصر لأبو مازن في رام الله تؤكد على ذلك.

- هناك من يقول ان وصول الإخوان لحكم مصر أضر بالقضية الفلسطينية، ما تعليقك؟

وصول الإخوان للحكم في مصر لم يضر بالقضية الفلسطينية، لأن القضية الفلسطينية مكانتها لدى مصر لا يمكن أن تتأثر سلبا؛ لأنها قضية الشعب المصري الأولى، قضية مستقرة في عقل وضمير ابناء مصر، وأيا كان نظام الحكم لا يستطيع أن يخالف إرادة شعب. لكني أستطيع أن أقول أن من أضر بالقضية ''حماس''، التي نعتبرها جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني لكنها بأفعالها خلقت الانقسام على الساحة الفلسطينية وأعطت المبرر الكامل لإسرائيل للتنصل من عملية جادة للسلام. حماس لم تضر بالقضية فقط، بل هي كذلك مزقت وحدة الشعب الفلسطيني.

- هل تتوقع سقوط حكم حماس في غزة تزامنا مع سقوط حكم الإخوان في مصر؟

نظام الإخوان في مصر كان داعما ومؤيدا لحركة حماس، وبالتالي خروج الإخوان من الحكم في مصر بلا جدال يضعف حركة حماس ومن يقول غير ذلك يجافي الحقيقة.

- كيف كان ملف المصالحة بين فتح وحماس في عهد الرئيس السابق محمد مرسي؟

الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي كان لديه حرص على اتمام المصالحة، موضوعيا ما كنا نسمعه من الرئيس مرسي أنه كان يقول نحن على مسافة واحدة من جميع الأطراف الفلسطينية، لكن بالطبع موقفهم من حركة حماس هو الدعم، وهو أمر لا يستطيعون إخفاءه لأن حماس جزء من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وحماس أعلنت البيعة للمرشد أكثر من مرة وبالتالي هم جزء منهم يدعموهم ويؤيدوهم، وكان الإخوان والرئيس (السابق) مرسي في مصر حريصين على تسويق حماس لدي الغرب والأمريكان.

وماذا عن دور مصر بعد 30 يونيو في ملف المصالحة الوطنية؟

ملف المصالحة بدأ في مصر وسينتهي في مصر، هذا قرار القيادة الفلسطينية ممكن تتأجل المصالحة لكن لن تخرج من القاهرة، وطبعا حماس تضع عراقيل.

- ما تعليقك على العرض العسكري لعناصر من حماس في غزة رافعين شعار الإخوان المسلمين (السيفين والمصحف)؟

حركة مستفزة لا مبرر لها، وأتساءل إلى من موجهة هذه الحركة هل موجهه لأهلنا في قطاع غزة؟ هل هي عملية قمع لأهلنا هناك؟، بالطبع لا فهم لا يحتاجوا لمثل هذا العرض وهم يحكموا غزة بالحديد والنار، هل العرض موجه لإسرائيل؟!، غير صحيح بالطبع لان حماس عقدت اتفاق مع إسرائيل في الحرب الأخيرة ساوت فيه بين المقاومة المشروعة التي أقرها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة مع العدوان الإسرائيلي المحتل الغاصب عندما وقعت على عبارة ''وقف الأعمال العدائية من الطرفين''، ومن بعدها حركة حماس تمنع ان يلقي حجر من قطاع غزة على إسرائيل، وحاليا هناك منطقة عازلة يقف فيها كتائب القسام وبجوارهم القوات الإسرائيلية نحو هدف واحد وهو تطبيق الاتفاق ومنع لأي أعمال عدائية. إذن هذا الاستعراض ضد مصر، هل حماس بحجم مصر؟! من هي حماس لتقف أمام الجيش المصري العظيم عاشر جيش عالميا، هل الهدف تأييد للإخوان؟ ولماذا يريدوا التدخل في الشأن الداخلي المصري. يجب على حماس أن تعي أن الإخوان المسلمين في مصر مصريين، مثلما عليهم ان يعوا جيدا انهم فلسطينيون، من المفترض ان يكون انتماءهم لبلادهم وشعبهم فقط.

- لكن رغم ذلك قيادات حماس صرحت أنهم لا يتدخلون في الشأن الداخلي المصري.. تعليقك؟

حماس وقاداتها يتناقضون مع أنفسهم، كيف لا يتدخلوا في الشأن المصري وقنواتهم (الأقصى والقدس) تنقل تأييد ودعم الإخوان في مصر، وماذا عن الاستعراض العسكري الذي مر من أمام رفح ملوحين برقم أربعة. يجب ان تكون لدي حماس سياسة واضحة المعالم اذا كانت لا تريد التدخل في الشأن المصري فلتعلن ذلك عن طريق ممارستها، وعليهم أن يكفوا ويكمموا أفواههم ويدركوا ان مصر القوية المستقرة هي قوة لنا كفلسطين وللأمة كلها.

هل المرشد المؤقت محمود عزت موجود في غزة كما قال وزير الداخلية؟

نحن لا نعرف أين محمود عزت وهل هو في غزة أم لا؟ والقاهرة لم تطلب منا تسليمه.

- حماس ذكرت أن السفارة الفلسطينية بالقاهرة حشدت لتظاهرات 30 يونيو، وتواترت أحاديث عن تواجد كتائب القسام في اعتصام رابعة العدوية.. هل تستطيع تأكيد أو نفي ذلك؟

لم نشارك في 30 يونيو، والـ 33 مليون مصري الذي شاركوا في التظاهرات لا يحتاج لدعم 10 أشخاص في السفارة، تعليمتنا لجميع أبناء الجالية الفلسطينية عدم المشاركة في أي تظاهرة تخرج في مصر. هذا ضمن افتراءات حماس والوثيقة المزورة التي نسبت لي قرار عمم على العاملين في السفارة بالمشاركة في التظاهرات، لكني أقول لهم إن كانت هذه الوثيقة صحيحة لما لم تسلموها للإخوان في مصر، لاستدعائي وسؤالي بشأنها، أما بخصوص اعتصامي رابعة والنهضة فليس لدي اي معلومة تؤكد أو تنفي مشاركة عناصر من كتائب القسام في الاعتصام.

- ماذا عن القبض على فلسطينيين قال الأمن إنهم متورطين في أحداث سيناء الأخيرة؟

هذا موضوع شائك وسائل الإعلام تناقلت أخبار كثيرة، كل يوم تردد أخبار، على المستوى الرسمي لم نبلغ بالقبض على اي شخصي يحمل الجنسية الفلسطينية، حتى الان لم يقدم اي فلسطيني لمحاكمة أو لنيابة او حتي تحقيق. كل ما يتداول في الإعلام لا استطيع تأكيده أو نفيه، فليس لدي معلومات حول هذا الموضوع، لكن من تسول له نفسه بأن يعبث أو يمس بالأمن القومي المصري يجب أن ينال عقابا رادعا كائنا من كان من حماس أو من أي جنسية أخرى.

- وماذا عن اتهام عناصر من حماس في حادثة مقتل الجنود في رفع قبل رمضان قبل الماضي، واقتحام السجون في يناير؟

رسميا، لم نبلغ بأي معلومات تثبت تورط فلسطيني في تلك الأحداث.

- ما موقف السفارة في حال ثبت وجود عناصر فلسطينية (حماس) متهمة في الأحداث؟

من ثبت انه مس الأمن القومي المصري لا بد ان ينال عقابه، وليس لنا أي دور أو تدخل. نحن نثق ثقة عمياء في القضاء المصري الشامخ.

- اتهمتم من قبل حماس بمساعدة الأمن المصري في القبض على مطلوبين فلسطينيين؟

هذا كلام لا يستحق الرد عليه، الأمن المصري لا ينتظر مساعدتي، زعموا أن لدي لجنة أمنية، لكن السفارة ليس لديها سوى أفراد الأمن المصريين في الخارج لتأمين المقر، هذه الاتهامات دليل لسطحيتهم، وتبرز مرحلة من انعدام الوزن يمروا بها بعد ان فقدوا التفكير الصحيح، هذا كله محاولة منهم يعتقدوا ان تخرجهم من مأزقهم وأزمتهم، لكن توزيع الاتهامات بالباطل ستزيد من عمق أزمتهم. لكني أقول لو ان لدينا اي معلومة تفيد الأمن المصري.. والله والله والله لن نبخل بها.

- هناك أخبار عن ازدياد عدد المعتقلين الفلسطينيين بسبب انتهاء الإقامة وعدم تجديدها بعد 30 يونيو.. ما صحة ذلك؟

لا نستطيع رصد زيادة، لكن هناك تشديد نتيجة الوضع الأمني القلق، من حق مصر أن أي مخالف للقوانين يحاسب، وكل مخالف للإقامة يرحل لغزة ويعتقل أسبوع أو اثنين على الأكثر.

- هناك مواطن غزاوي يدعي يوسف ابو زايد اعتقل بسبب انتهاء إقامته وتوفي في السجون المصرية، وقيل في مواقع إخبارية فلسطينية أن هناك ظروف غامضة تحيط بوفاته، فهل تابعت السفارة هذا الحادث للتأكد من ملابساته؟

متأكدين من عدالة القضاء والنيابة المصرية، والأعمار بيد الله.

- هل لدي السفارة إحصاء لعدد المعتقلين الفلسطينيين في مصر؟

بصراحة، لا.

- هل أثرت 30 يونيو سلبا باي حال على الشعب الفلسطيني؟

غير صحيح، لا يوجد تأثير سلبي كل الحالات المرضية والإنسانية تمر من معبر كرم ابو سالم، لم يحدث اي تغيير سوى تضيق فتره المعبر 4 ساعات، كما انه اغلق بضعة أيام بعد الأحداث مباشرة نتيجة الوضع في سيناء، لكنه سيعود لطبيعته بعد استقرار الأوضاع.

- هل انتم مع الخطوات الحالية لإغلاق الأنفاق بين سيناء وغزة؟

دائما ما كنا مع إغلاق الأنفاق بشكل كامل، فكافة احتياجات قطاع غزة يتم توفيرها من فوق الأرض وليس من تحت الأرض بالطرق الشرعية من خلال 6 معابر تربط قطاع غزة بإسرائيل. الأنفاق ''بيزنس''، لا يستفيد منه الشعبين الفلسطيني ولا المصري، المستفيد منه إدارة المعابر التابعة بحماس وأصحاب هذا البيزنس من الجانب المصري. حماس تهرب البنزين والسولار والغاز المصري المدعم عبر الأنفاق ويبيعوه للجمهور بأضعاف سعره، كل هذا الأرباح تذهب لحماس لذا هم يريدون استمرارها كمصدر رزق لهم، الشهرين الماضيين خسائرهم من تعطل الأنفاق بلغت حوالي 250 مليون دولار. الأنفاق لها مخاطر أمنية كبيرة حيث لا يوجد سيطرة عليها، لذا الأنفاق يجب ان تغلق بالكامل واحتياجات أهلنا في غزة يجب ان تتوفر بالكامل غير منقوصة.

- لكن هناك من يقول ان هذا يساهم في الحصار الإسرائيلي لغزة؟

سأعطي مثالا حقيقيا للرد عليهم، مثلا توفر الكهرباء في غزة، 120 ميجا وات يأتوا من إسرائيل لغزة و80 ميجا وات تأتي من محطة كهرباء في غزة، و 22 ميجا من مصر، اذن مازالت غزة تعتمد على إسرائيل، لذا الأنفاق في حقيقة الأمر ما هي إلا عملية تجارة رابحة.

- ما حقيقة ما قيل عن التهديد باغتيالك؟

اعلم يقينا أن (قل لن يصيبنا إلا ما كتب إلا لنا)، نعمل من أجل قضيتنا العادلة، نريد أن نحرر أرضنا ونبني دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس ونحل مشكلة اللاجئين ونحرر آسرانا البواسل من السجون الإسرائيلية وسنظل نعمل من اجل ذلك بالتالي لا نخشي التهديد ولا الوعيد فنحن أصحاب هم وقضية. لا أعرف سبب التهديدات، فكل اتهامات حماس باطلة، فمثلا في ثورة 25 يناير كان لنا نفس الموقف ولم نغير سياساتنا فنحن مع إرادة الشعوب، هم مستفزين لا أكثر ولا أقل، أقول لهم كفوا عن سخافتكم واتهاماتكم الباطلة.