هيا بنا نلعب

تعالوا نلعب لعبة الأسماء!

فلكل إنسانٍ من اسمه -أو نقيضه- نصيب.

أحمد "نظيف" تولى رئاسة الحكومة المصرية في 9 يوليو 2004، وظل رئيسـًا للوزراء حتى أطاحت به ثورة 25 يناير.. في عهد "نظيف" لم تبق بقعة في هذا الوطن إلا وأزالها!

وربما اختاره الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد أن شاهد مسرحية "مدرسة المشاغبين"، وتحديدًا ذلك الجزء الذي يتحدث فيه المشاغبون عن مدير الإدارة التعليمية "رابسو" الذي قال عنه "الناظر" حسن مصطفى إنه سينظف الوزارة.. ولكن لا "رابسو" عصره وارد جامعات كندا ولا أي منظف آخر نجح في تجميل وجه بلد غارق في الفساد والمحسوبية ويطارده شبح التوريث.. إلى أن اندلعت ثورة 25 يناير.

وربما كانت المفارقة أن مصر حين اختارت أول رئيس وزراء لها بإرادة شعبية، وقع اختيارها على عصام "شرف"، الذي شارك في الثورة على نظام الرئيس حسني مبارك.

وعندما ظهرت إلى حيز الوجود حكومة الوحدة الوطنية في لبنان برئاسة فؤاد السنيورة في 11 يوليو 2008، تندّر البعض على مصادفات الأسماء والألقاب الوزارية في حكومة الوحدة الوطنية. فهي حكومة دفاعها مرّ (إلياس المر) وداخليتها بارود (زياد بارود)، عملها فنيش (محمد فنيش) وصحتها خليفة (محمد خليفة) وطاقتها طابور (آلان طابوريان)، تربيتها بهيّة (بهيّة الحريري) وثقافتها سلام (تمام سلام)، عدلها نجار (إبراهيم نجار) وماليتها شطحٌ (محمد شطح)، بيئتها كرم (أنطوان كرم)، ولمهجريها... عودة (ريمون عودة).

النظام في سوريا تمسك طويلًا بمحمد ناجي "عطري"، الذي شغل المنصب في 10 سبتمبر 2003، مع أًن "عطري" لم ينجح في القضاء على ما تعتبر رائحة فساد واضطرابات تزكم الأنوف.. وكان عندهم منذ العام 1980 ولسبع سنواتٍ تلت رئيس حكومة يُدعى عبدالرؤوف "الكسم".. مع أنه كان نحيلًا بشكل لافت النظر. أيامها لم يكن أحد في سوريا يجرؤ على أن يغازل امرأة -ولو كانت امرأته- بالقول: يسلم لي هذا "الكسم"!

معروف سليمان "البخيت" اختير رئيسـًا للحكومة الأردنية رقم 90 في 24 نوفمبر 2005. ولم يكن حظ "البخيت" الذي عمل سفيرًا لبلاده لدى إسرائيل أفضل من سابقيه، مثل عبدالكريم "الكباريتي" -حكومة عام 1993- الذي "أشعل" أزمات عدة في بلاده!

ولم يكن الرجل الذي جاء خلفـًا للبخيت سوى نادر "الذهبي"، الذي ظل رئيسـًا للحكومة حتى "ذهب" في 9 ديسمبر 2009. دعونا نشير إلى أن "البخيت" نال فرصة جديدة حين تم تكليفه بتشكيل حكومة جديدة في الأول من فبراير 2011، بعد استقالة حكومة سمير زيد الرفاعي.

وفي زمن الحرب، اختارت سوريا جورج "صدقني" وزيرًا للإعلام، الذي عُيِّن وزيرًا للإعلام من سبتمبر 1973 حتى سبتمبر 1974. وشغل جورج صدقني منصب وزير الإعلام في حكومة محمود الأيوبي التي شهدت تعديلات في صفوفها قبل عشرة أيام من بدء حرب 6 أكتوبر 1973.

وقبل ذلك، شارك "صدقني" في وضع المنطلقات النظرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في العام 1963 التي أقرها المؤتمر القومي السادس للحزب والذي انعقد بعد أشهر من تسلم البعث السلطة في سوريا في مارس من العام نفسه، وكان "صدقني" من الأصدقاء المقربين للرئيس الراحل حافظ الأسد.

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها في لبنان، اختير "مصباح الناطور" مديرًا عامـًا لمؤسسة كهرباء لبنان، ربما على سبيل التفاؤل، مثلما شغل في مصر -وأرجو أن تسعفني الذاكرة- ناجي "شتلة" منصب وزير التموين وأمين "ميتكيس" منصب وزير الزراعة وأصبح عبدالخالق "عجينة" وكيلًا لوزارة التموين.. وكرَّت الأيام ليصبح أحمد "ماهر" وزيرًا للخارجية.. في حين احتكر صفوت "الشريف" منصب وزير الإعلام في مصر المحروسة لأكثر من عقدين من الزمان، قبل أن يتولى رئاسة مجلس الشورى، ومنه إلى سجن طرة عقب ثورة 25 يناير.

والحكايات في هذا المجال كثيرة لا تخلو من طرافة تدعو إلى البكاء.

سأتوقف عند هذا الحد، قبل أن تستبد بي -وربما بكم أيضًا- رغبة في تطبيق لعبة الأسماء على.. قادة وحكام و"حكماء" العرب.